في ذكرى المذبحة.. «الروضة» قرية جديدة.. وأهلها مع الجيش والشرطة ضد الإرهاب
الثلاثاء 26/نوفمبر/2019 - 12:45 م
طباعة
أحمد سلطان
منذ نحو عامين، صعد الشيخ محمد زريق إمام وخطيب مسجد قرية الروضة بمدينة بئر العبد إلى المنبر؛ ليلقي الخطبة الأسبوعية، كما اعتاد منذ وصوله إلى القرية.
لم يكد «زريق» يستقر في مكانه حتى سمع صوت انفجار يدوي خارج المسجد، صم الصوت آذان جميع الموجودين في المسجد، وما هي إلا لحظات حتى تحول المسجد إلى بقعة كبيرة من الدماء.
سقط «زريق» من على منبر المسجد، وما إن رفع رأسه حتى وجد أغلب الموجودين في المسجد بين قتيل ومصاب، وأبصر الإرهابيين ينسحبون من المسجد، بعد أن أردوا ما فيه قتلى.
كان الهجوم هو الأبشع في تاريخ مصر، إذ قتل الإرهابيون كل من وجدوا في المسجد، ولم يسلم حتى الأطفال من القتل.
عقب الهجوم، وصلت تعزيزات أمنية مكثفة من قوات الجيش والشرطة، ورافقتها سيارات الإسعاف لنقل المصابين إلى المستشفيات القريبة، وما هي إلا أيام حتى بدأت عملية تضميد الجراح وإزالة آثار العدوان على قرية الروضة.
عقب الهجوم الإرهابي، ركزت الأجهزة الحكومية المختلفة والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية على دعم أهالي القرية الذين واجهوا الإرهاب بصدورهم العارية.
وخلال أسابيع قليلة، كان المهندسون والعاملون من شتى الوزارات يتوافدون إلى القرية لإعادة البناء وتأهيل شبكات المياه، والكهرباء، إضافةً للعمل على تطوير قطاع الإسكان، والزراعة التي يعمل بها أغلب أهالي قرية الروضة.
تعويضات ودعم
بلغ إجمالي المساعدات المالية المقدمة لأهالي القرية من مختلف الوزارات والهيئات الحكومية نحو 164 مليونًا و700 ألف جنيه في صورة تعويضات ومشروعات من بينها 65 مليون من وزارة التضامن الاجتماعى، و81 مليونًا، و200 ألف جنيه من وزارة الإسكان، و16.5 مليون من وزارة الأوقاف، و2 مليون من الأزهر الشريف، وذلك بحسب اللواء محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء.
وخلال الفترة التي تلت الهجوم، جرى إعادة تأهيل 538 منزلًا، إضافة لتجديد 51 منزلًا آخر، بدلًا من المنازل الآيلة للسقوط، وإحلال وتجديد شبكة المياه في القرية، كما تم إعادة تأهيل الطرق داخل القرية وإنشاء مجمع خدمات لتشغيل وتدريب الأهالى على الصناعات الصغيرة، كما بدأت وزارة الشباب والرياضة في بناء ملاعب رياضية ورفع الملاعب الخماسية الموجودة في مركز شباب القرية.
وبحسب مديرية الشؤون الاجتماعية في شمال سيناء، فإنه تم الانتهاء من صرف جميع التعويضات المقررة لأسر الشهداء والمصابين في حادث الروضة، وبلغت إجمال التعويضات حوالي 60 مليونا و600 ألف لعدد 303 أسر شهداء، بواقع 200 ألف لكل أسرة، كما تم صرف 3 ملايين و415 ألفا لـ 112 مصابًا، بحد أدنى 5000 جنيه للفرد، وحد أعلى 50 ألف جنيه، طبقًا لنسبة الإصابة.
وفي نفس الوقت الذي كان يجري فيه العمل على إعادة تأهيل مباني ومنشآت القرية، عملت فرق الهلال الأحمر المصري على تقديم الدعم النفسي لأهالي القرية.
وعمل أفراد الهلال الأحمر خلال جلسات الدعم النفسي على تفريغ شحنة الحادث للأطفال والسيدات، وذلك عن طريق عقد جلسات تفريغ مع الأطفال وجلسات تخيل للتحرك إلى الخطوات القادمة، كما تم عقد جلسات أخرى مع السيدات؛ لتدريبهم على التعامل مع الأوضاع وكيفية التصرف مع الأطفال فى المستقبل.
ضد الإرهاب
لم يزد الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة، أهالي القرية سوى تصميم على مواجهة الإرهاب والتصدي للعناصر الإرهابية.
وقال أحد أبناء قرية الروضة: إن أهالي القرية يتكاتفون من الجيش والشرطة في مواجهة العناصر الإرهابية، التي تسعى لتدمير البلاد.
وأضاف في حديث لـ«المرجع»، أن القوات الأمنية تبذل جهودًا لمواجهة الإرهاب في تلك المنطقة وحماية الأهالي من بطش العناصر الإرهابية، مشيرًا إلى أن الأوضاع استقرت في القرية منذ حادثة الهجوم على مسجد الروضة في نوفمبر 2017.
وأوضح «محمد»، أن الحياة عادت إلى طبيعتها داخل القرية، ولم يعد هناك أي قلق من الهجمات الإرهابية التي يشنها المتطرفون بعد الانتشار الأمني المكثف في شمال سيناء.
وذكر خالد عبد الله، أحد سكان القرية، أن أهالي الروضة يتعاونون مع الجيش والشرطة في التصدي للعناصر الإرهابية، مشيرًا إلى أن الأهالي يقدمون معلومات عن تلك العناصر للجهات الامنية المختصة؛ من أجل تتبعهم والقضاء عليهم.
وأكد «عبد الله»، أن الأوضاع في قرية الروضة مستقرة، مشيدًا بالجهود التي تبذلها القوات المسلحة وأجهزة الدولة المصرية في إعادة تأهيل القرية ورفع كفاءة المنازل والمؤسسات الحكومية بها.