في ذكرى المذبحة.. «مسجد الروضة» بداية الحرب الشاملة على الإرهاب في سيناء

الثلاثاء 26/نوفمبر/2019 - 02:39 م
طباعة في ذكرى المذبحة.. معاذ محمد
 
تمر خلال الأيام الحالية، الذكرى الثانية لحادث هجوم مسجد الروضة ببئر العبد في شمال سيناء، والذي استهدف المسجد أثناء صلاة الجمعة، في 24 نوفمبر 2017، وأسفر عن سقوط 305 قتيل و128 مصابًا، بحسب بيان النائب العام المصري المستشار نبيل صادق، ويعد أكثر الحوادث الإرهابية دمويةً في تاريخ مصر.


العملية الشاملة

ويعد هذا الحادث الإرهابي نقطةً فارقةً في تاريخ العمليات الإرهابية في سيناء، خصوصًا أنه تسبب في رفع حالة الاستعداد القصوى من قبل مؤسستي الجيش والشرطة؛ للقضاء على العناصر الإرهابية وتدمير أوكارهم وتطهير أراضي سيناء.



على إثر الهجوم، طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي في 29 نوفمبر 2017، من الفريق محمد فريد حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، واللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية آنذاك، استخدام كل القوة الغاشمة من قبل المؤسستين ضد الإرهاب، حتى اقتلاعه من جذوره، في مدة لا تتجاوز الـ3 أشهر، ونفذ الأمر بالفعل بداية من 9 فبراير 2018، في ما يعرف إعلاميًّا بـ«العملية الشاملة» في سيناء.



وبحسب بيان، أصدرته الهيئة العامة للاستعلامات، ديسمبر 2018، فإن العملية العسكرية أجبرت التنظيمات والجماعات الإرهابية، على التراجع الكبير في نشاطاتها، وبالتالي في عدد عملياتها الإجرامية، مشيرًا إلى أن الحصيلة النهائية لها في العام المنصرم، كانت الأقل طوال السنوات الخمس السابقة.



هزيمة الإرهاب

وأوضح البيان، أنه وقع خلال 2018 ثماني عمليات إرهابية فقط، جاءت خمس منها بعبوات ناسفة غير متطورة الصنع، وفشل عدد آخر في تحقيق أهدافه الدنيئة، مؤكدًا أن هناك تراجعًا كبيرًا في عدد العمليات، مقارنةً بالأعوام الماضية، مشيرةً إلى أن عام 2014 شهد ما يقرب من 222 عملية إرهابية، تراجعت إلى 199 في 2016، ولم تتجاوز الـ50 في 2017، مشددةً على أن هذا الأمر يثبت نجاح العملية الشاملة التي يقودها جيش مصر.



وبالنظر إلى العمليات الإرهابية في سيناء، فإننا نجد أن هناك تراجعًا كبيرًا فيها، خصوصًا بعد حادث «مسجد الروضة»، ولم تشهد المنطقة هجومًا عنيفًا مثله منذ هذا التوقيت، غير أن هناك بعض الحوادث الأخرى التي تحدث من آنٍ لآخر على بعض تمركزات قوات الجيش والشرطة، مثل الهجوم على نقطة التفتيش أول أيام عيد الفطر المبارك، 5 يونيو 2019، والذي أسفر عنه بحسب وزارة الداخلية، سقوط ثمانية من عناصر الأمن، واستهداف «كمين التفاحة» 28 سبتمبر 2019.

العالم يشهد لمصر

وتعليقًا على هذا، أكد اللواء رضا يعقوب، مساعد وزير الداخلية الأسبق، وخبير مكافحة الإرهاب الدولي، أن مصر تحارب الإرهاب بالداخل والخارج بكافة الوسائل، مشددًا في تصريحات لـه على أن العالم كله يشهد بذلك.



وأشار «يعقوب» إلى أن العمليات الإرهابية في سيناء، كانت تتلقى تمويلًا من منظمات واستخبارات خارجية، مشددًا على أن مصر واجهت تلك التنظيمات وما زالت؛ لمنع التواصل بينها وبين العناصر الإجرامية.



وأرجع خبير مكافحة الإرهاب، التراجع في العمليات الإرهابية بسيناء إلى نجاح العملية الشاملة، التي قامت بها القوات المسلحة مطلع فبراير 2018، والتي كان من أهم إنجازاتها التمكن من فصل الجماعات الإرهابية هناك عن التنظيمات الخارجية، والتي تحاول مصر مواجهتها بكل الطرق.



وشدد اللواء رضا يعقوب، على ضرورة رفع الروح المعنوية والحس الأمني لدى المواطن المصري، والعمل على زيادة ثقته في أجهزة الأمن المصرية.



في السياق ذاته، قال اللواء أركان حرب سمير سعيد فرج، الخبير العسكري والاستراتيجي: إن العملية الشاملة «سيناء 2016»، أدت إلى تراجع العمليات الإرهابية في سيناء، خصوصًا أنه تم خلالها تدمير مراكز القيادة للعناصر الإجرامية، وكثير من مخازن الذخيرة التي كانت خاضعة للعناصر الإجرامية، إضافةً إلى القضاء على عدد كبير من القيادات الإرهابية.



وأوضح «فرج» في تصريحات خاصة لـه، أن القوات المسلحة أنشئت قيادة موحدة في سيناء، تربط الشمال بالجنوب، الهدف منها التصدي للإرهاب، مضيفًا أنه تم رفع كفاءة تدريب الوحدات والتشكيلات العسكرية؛ للتمكن من مواجهة العناصر الإجرامية.



وشدد اللواء أركان حرب، على أن هذه الأسباب، أدت إلى تراجع العمليات الإرهابية في سيناء بشكل كبير، إضافةً إلى عمليات التنمية التي تقوم بها القوات المسلحة في شمال سيناء.

شارك