الذهب والنفط وهشاشة الحدود.. إغراءات جذبت داعش للساحل الأفريقي

الثلاثاء 26/نوفمبر/2019 - 07:47 م
طباعة الذهب والنفط وهشاشة أحمد عادل
 
بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق في مارس 2019، عزم زعيم التنظيم آنذاك أبو بكر البغدادي في أبريل 2019 (المقتول في 26 أكتوبر 2019) عبر مقطع صوتي بثته مؤسسة الفرقان (الذراع الإعلامية لتنظيم داعش الإرهابي) على فتح العديد من الجبهات الجديدة في عدة دول وأطلق عليها اسم «ولايات»، ومن ضمن تلك الولايات المزعومة كانت ولاية «غرب ووسط أفريقيا»، التي حظت بمباركة كبيرة من البغدادي.
ومنذ ذلك التوقيت، أعلنت عناصر تنظيم داعش الإرهابي التابعة لما تسمى ولاية «غرب ووسط أفريقيا»، وجودها بشن عمليات إرهابية ضد المدنيين والعسكريين في تلك منطقة الساحل والصحراء الأفريقية.
وبحسب موقع سي إن إن نيوز 18 الهندي، أبرز أهم الدوافع التي أدي إلى وجود تنظيم داعش الإرهابي في تلك المنطقة، ولماذا اختار تلك المنطقة تحديدًا؟، وفيما يلي رصد لأهم الأسباب التي أسفرت عن وجود تنظيم داعش في منطقة الساحل الإرهابي.

- مناجم الذهب:
يسعى تنظيم داعش الإرهابي إلي كسب الأموال بأنشطة غير قانونية يمارسها عبر بوابة مناجم الذهب التي تعتبر أحد الموارد الكبرى تعتمد عليها القارة السمراء كأحد الموارد الاقتصادية المهمة لها.
وتعد منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، إحدى أهم المناطق الموجودة في القارة السمراء الغنية بمناجم الذهب، وظهر توحش  تنظيم داعش الإرهابي على تلك المناجم في دولة بوركينا فاسو تحديدًا، الواقعة في غرب أفريقيا، واتخذها التنظيم أحد المعاقل المستمرة لعناصره لتنفيذ عمليات الإرهابية، حيث الغابات الكثيفة ومن ثم تصبح مكانًا مناسبًا للإرهابية للاختباء فيها من عناصر القوات الأمنية.
وأوضح تقرير موقع سي إن إن نيوز18، أن تنظيم داعش الإرهابي، استخدم مناجم الذهب مدخلًا أساسيًّا له لإقامة دولته المزعومة، والتي كان يسعي داعش إقامتها في سوريا والعراق ولكنه لم يستطع لأسباب كثيرة، مما قضى على التنظيم بنسبة كبيرة تتجاوز الـ95%.
وأضاف التقرير، أن التنظيم استولى على مناجم الذهب في مالي والنيجر، والتي أعطت لهم ثروة بلغت أكثر من ملياري دولار، حيث قاموا بعدها بشراء العتاد والأسلحة، وجندوا عناصر جديدة لهم، كما تعاونوا مع تجار المخدرات، وجماعات الجريمة المنظمة.
وأكد التقرير، أن العمال في مناجم الذهب لا يحصلون على ما يستخرجونه من المناجم،  ولكنه على الفور يذهب إلي دولة توجو والتي تعتبر معقلًا رئيسيًا لتهريب الذهب في القارة الإفريقية، ومن ثم  يتم إذابتها في المصافي الخاصة بالذهب وإرسالها إلى تركيا وسويسرا و الهند.

الصراع الطائفي: 
اشتدت الصراعات الطائفية في القارة الأفريقية، وظهرت بشكل ملحوظ في منطقة أزواد والذي يقع في شمالي جمهورية مالي، والتي تتكون من عدة قبائل متعددة الطوائف، كما أنها هي المكونات التي تمددت عبر الحدود الجغرافية والعرقية المتاخمة لدول جوار مالي بسبب تركيباتها الاجتماعية والسكانية المتعددة والمتشابكة.

هشاشة الأوضاع الأمنية
تعيش دول منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، حالة من الخلل والهشاشة في النظام الأمني الخاص بها؛ حيث تشهد منطقة الساحل الأفريقي، سيولة حدودية كبيرة، استغلها التنظيم  في سهولة دخول وخروج عناصره  من بعض الدول إلى دول الجوار.

النفط:
وظهر ذلك متجليًا، في العلاقة الوثيقة التي تمت بين تنيظم داعش الإرهابي، مع ما تسمى جماعة أهل السنة والجماعة أو التي تطلق على نفسها أنصار السنة، حيث عملا سويًا في موزمبيق وتحديدًا في منطقة الحدودية الشمالية بدولة موزمبيق «كابو ديلجادو»، والتي تعتبر من أهم المناطق الاقتصادية الكبيرة في موزمبيق.
وتقع  في تلك المناطق العديد من حقول النفط والتي تسيطر عليها شركات أجنبية، مثل شركة ركتا أناداركو الأمريكية وإيني الإيطالية، ويتنافى ذلك التواجد مع المعتقدات الخاصة لتنظيم داعش الإرهابي، والذي يراه تدخلًا سافرًا وأجنبيًا على أراضي تلك المنطقة .
وعلى الرغم من امتياز تلك المنطقة بالنفط، ولكن أغلب الموزمبيقيين لا يعملون في تلك الحقول، وتنتشر فيها أزمة بطالة كبيرة، ساعدت تلك الأزمة على تجنيد عناصر جديدة لصالح تنظيم داعش الإرهابي، وذلك بالتعاون مع جماعة أنصار السنة والجماعة.

شارك