الخوف من المعارضة.. الرئيس التركي يؤلب أعضاء «الشعب الجمهوري» على قياداته
الثلاثاء 26/نوفمبر/2019 - 10:25 م
طباعة
أسماء البتاكوشي
اتهم كمال كيليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري فى تركيا، حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، بمحاولة الإطاحة به، والعمل على إثارة المشكلات، خاصة قبل المؤتمر المنتظر للحزب خلال الأشهر القليلة المقبلة.
ونقلت صحيفة "حرييت" التركية، الإثنين 25 نوفمبر، عن "كيليتشدار" أن الحزب الحاكم، يجند فريقًا كاملًا ليخترق الحزب الجمهوري ويزرع الفتنة بداخله؛ تحت إشراف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
الخوف من المعارضة..
يشار إلى أن حزب الشعب الجمهوري يشهد توترات داخلية، خاصة بعدما ادعى الكاتب الصحفي رحمي توران في مقال بصحيفة "سوزجو المعارضة"، قبل أيام أن "أردوغان" التقى أحد أعضاء "الشعب الجمهوري" ، الذى عرض عليه مساعدته في الإطاحة بكيليتشدار ثم قيادة الحزب.
وتابع الكاتب أن "أردوغان" حاول إقناع عضو "الشعب الجمهوري" بالترشح لرئاسة الحزب في الانتخابات المقبلة، وعندما أكد له أنه لا يستطيع وأن هناك عوائق كثيرة تمنعه من ذلك، قال له إن مصالح تركيا في الوقت الحالي تتطلب ذلك، واعدًا إياه بتقديم كل الدعم المطلوب.
وعلق زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدار أوغلو، على ذلك بأنه يعتقد أن هذه المزاعم صحيحة، مضيفًا أنه عندما قرأ المقال في الصحيفة، لم يكن مندهشًا؛ واتهم الشخص الذي التقاه "أردوغان" بعدم الانتماء والإخلاص للحزب، على الرغم من أنه يحمل عضويته، واصفًا إياه بـ«رجل القصر».
ومن جانبه نفى الرئيس التركي أن يكون التقى أيًا من قيادات حزب الشعب الجمهوري، واصفًا تلك الأخبار بــ"الأكاذيب".
وانتشرت الأقاويل حول هوية العضو في الحزب الذي التقى "أردوغان"، إذ رجحت أن يكون المرشح الرئاسي السابق محرم إينجه.
وبدوره رفض "إينجه" تلك الاتهامات، وقال في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": «توقعت منذ البداية أن يكون اسمي ضمن قائمة المشتبه بهم»، مطالبًا إدارة الحزب بعدم الصمت على ادعاءات الكاتب رحمي توران، وفتح تحقيق حولها، والتوجه إلى القضاء.
شعبية أردوغان إلى الهاوية
يمثل حزب الشعب الجمهوري تهديدًا لشعبية ووجود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خاصة بعدما خسر الحزب الحاكم في الانتخابات البلدية السابقة، إذ هزم أكرم إمام أوغلو من حزب الشعب الجمهوري، علي يلديرم مرشح «العدالة والتنمية» بفارق 13 ألفًا و 729 صوتًا في انتخابات على رئاسة بلدية اسطنبول في مارس الماضي.
وفي تقرير سابق لصحيفة «دير شبيجل» الألمانية، لفتت الصحيفة إلى أن "إمام أوغلو" يمثل تهديدًا كبيرًا لأردوغان؛ لأنه لا يحظى بدعم الطبقات العلمانية والحضرية المتوسطة والعليا فحسب، بل مفضل أيضًا لدى الإسلاميين والأكراد.
وقال أحد أعضاء مجلس الوزراء ، لم تسمه الصحيفة: "إنه يبرز أن عصر أردوغان قد ولى؛ إذ تحتاج إلى بداية جديدة".
انشقاقات بالجملة
بدوره يقول كرم سعيد، الباحث في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: إن أردوغان قد يغير من سياساته ويتقرب أكثر من معارضيه ومنافسيه؛ تخوفًا من انقلاب الأحزاب عليه.
وتابع «سعيد» في تصريح له إن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم يشهد إنشقاقات كبيرة، كان آخرها استقالة النائب البرلماني مصطفى بيليجي، الذي أعلن انضمامه لفريق رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، الذي يعتزم تأسيس حزب جديد معارض لأيديولوجية العدالة والتنمية.
وأكد الباحث في الشأن التركي أن تلك الانشقاقات تأتي بعدما خسر الحزب في الانتخابات البلدية السابقة؛ إضافة إلى اعتراض المنشقين على سياسات الرئيس التركي؛ ما شكل صفعة قوية لحكومة العدالة والتنمية.