بعد القمع الوحشي للمتظاهرين.. العقوبات الأمريكية تلاحق نظام الملالي
الأربعاء 27/نوفمبر/2019 - 12:09 م
طباعة
محمد عبد الغفار
وجد نظام الملالي نفسه أمام احتجاجات واسعة النطاق، على خلفية قرار رفع أسعار المواد البترولية بنسبة 300%، وهو ما قابلته قوات الأمن الإيرانية بحملة قمعية، وقطع لخدمات الإنترنت في كامل البلاد.
وجاءت الاحتجاجات لتكمل مسلسل المظاهرات الشعبية ضد الأذرع الإرهابية الموالية لـ«طهران» فى دول عربية، مثل مظاهرات العراق ضد تدخلات إيران في الشأن الداخلي، ومظاهرات بيروت ضد حزب الله اللبنانى.
حاول نظام الملالي منع أخبار القمع عن الخارج عبر قطع خدمات الإنترنت، خشية اتخاذ مواقف دولية معادية له، خاصة بعد تدهور علاقته بالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، إلا أن ذلك لم يأت بنتائج صحيحة، إذ أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو نية نظام الرئيس دونالد ترامب اتخاذ عقوبات ضد «طهران» على خلفية قمعها المظاهرات الشعبية.
وأضاف وزير الخارجية الأمريكي في مؤتمر صحفي، مساء الثلاثاء 26 نوفمبر 2019، أن نظام الملالي عطل خدمات الإنترنت منذ الخميس 21 نوفمبر 2019، لمنع وصول حقيقة قمعه للمتظاهرين من الظهور إلى دول العالم المختلفة.
وأكد «بومبيو» مواصلة واشنطن معاقبة المسؤولين الإيرانيين، الذين سيثبت تورطهم في ارتكاب انتهاكات ضد المتظاهرين السلميين في المدن الإيرانية.
يأتي الإعلان الأمريكي عن فرض عقوبات ضد مسؤولين إيرانيين عقب يوم واحد من إعلان قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي أن بلاده قادرة على تدمير الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال قائد الحرس الثوري في كلمة بمؤتمر جماهيري في «طهران»، الإثنين 25 نوفمبر 2019، إن قواته سوف تدمر أمريكا إذا تجاوزت الخطوط الحمراء، مشيرًا إلى أن «واشنطن» جربت قوة «طهران» في الساحات.
وهدد بأن «طهران» ستلاحق الدول المتورطة في إثارة أحداث الشغب والفوضى التي تشهدها المحافظات الإيرانية خلال الأسبوع الماضي، معتبرًا أن قواته أصبحت أقرب من هزيمة الأعداء، ولن تفيدهم قوتهم العسكرية، مؤكدًا أنه لا توجد قوة يمكن أن تهز استقرار إيران تحت قيادة خامنئي.
وعلى الرغم من حرب التصريحات الإعلامية بين الأطراف الدولية وإيران، فمازال نظام الملالي يلجأ إلى العنف للسيطرة على المظاهرات، مخلفًا وراءه مئات القتلى.
وأعلن المتحدث باسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة شاهين قبادي، في تغريدة على موقع "تويتر"، الإثنين 25 نوفمبر 2019، أن عدد القتلى من المحتجين بلغ 400 فرد، مشيرًا إلى أن هذا العدد مرشح للزيادة.
أما منظمة العفو الدولية، فقد أكدت في تقرير لها، الإثنين 25 نوفمبر 2019، سقوط 143 قتيلًا على الأقل، منهم 40 في محافظة خوزستان، جنوبي البلاد، و34 بمقاطعة كرمانشاه، غربي البلاد، و20 في طهران، كما وصلت حصيلة الاعتقالات إلى 3 آلاف شخص في 12 محافظة.
واعتبر رئيس قسم أبحاث الشرق الأوسط في المنظمة "فيليب لوثر" في تصريحات صحفية أن الرد الدولي على القتل غير القانوني للمتظاهرين من قبل قوات الأمن الإيرانية أمر غير كافٍ على الإطلاق، مشيرًا إلى أن مقاطع فيديو أثبتت إطلاق قوات الأمن النيران بطريق العمد على متظاهرين غير مسلحين، ومن مسافات قصيرة، وكذلك أثناء فرارهم من مواجهة الأمن، كما تظهر عمليات قنص من فوق أسطح المنازل.