مسؤول استخباراتي تركي: «أردوغان» نفذ «مسرحية» الانقلاب العسكري

الأربعاء 27/نوفمبر/2019 - 12:37 م
طباعة مسؤول استخباراتي محمد عبد الغفار
 
انقلاب عسكري أعلن عنه التلفزيون التركي، في 15 يوليو عام 2016، خرج بعدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للشعب ليعلن فشل الانقلاب وقدرته على السيطرة على الأوضاع، في مشهد درامي شبيه بأفلام هوليوود السينمائية.



الانقلاب الوهمي الذي روج له "أردوغان"، لم يكن سوى مسرحية تكشفت أبعادها يومًا تلو الآخر، واتضحت حولها الحقائق مع وضع المقربين منها شهاداتهم أمام الشعب كي يحكم على تلك الفترة، التي استغلها الرئيس في التنكيل بكل معارضيه.


وفي مفاجأة كبرى، أعلن رئيس شعبة مكافحة الإرهاب في جهاز الاستخبارات التركي السابق، محمد أيمور، تفاصيل خطيرة حول الانقلاب المزعوم في يوليو 2016.



وخلال لقاء تلفزيوني على قناة "خلق تي في" التركية، الثلاثاء 26 نوفمبر 2019، قال "أيمور" إن "عادل أوكسوز"، المتهم الأول من قبل حكومة «العدالة والتنمية»  بتنفيذ الانقلاب، هو عميل للمخابرات التركية في الأساس.



وشدد "أيمور" في تصريحاته على أن النظام التركي بعد أن استغل "عادل أوكسوز" في تنفيذ العملية المتفق عليها، منعه من مغادرة تركيا، حتى لا يستغل ذلك ويخرج في الإعلام، وهو ما يبرز خشية "أردوغان" من جميع المحيطين به، ورجح "أيمور" أن يكون "أوكسوز" قد قتل للتخلص من المعلومات التي في حوزته.



واستند القيادي السابق في الاستخبارات التركية إلى وجود زملاء لأوكسوز في الجهاز السيادي التركي أقروا بوجوده معهم، وباستغلال الرئيس التركي له، ومنهم شخص يدعى دنيز بايراق.



ولم يكن هذا التصريح الأول من نوعه للمسؤول الاستخباراتى التركي، إذ صرح في وقت سابق بأن محاولة الانقلاب كانت من تدبير المخابرات، وأن ما حدث يفوق قدرات حركة الخدمة التي يشرف عليها فتح الله جولن، المعارض التركي المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي تتهمه أنقرة بالضلوع في تنفيذ الانقلاب.



وتتكشف رويدًا رويدًا المعلومات حول الانقلاب، إذ أعرب بولنت أرينتش، عضو المجلس الاستشاري السابق للرئيس التركي، عن أسفه للضرر الذي لحق بضحايا الانقلاب العسكري المزعوم 2016، معتبرًا أنه خطوة كارثية.



وأضاف "أرينتش" في مقابلة صحفية عبر موقع "يوتيوب"، بُثت الخميس 31 أكتوبر 2019: «كانت خطوة كارثية، لقد عاش الكثير من الأفراد هذه المعاناة داخل تركيا، أنا آسف لهؤلاء، ولحالهم، وأتألم لهم، وأعتذر لهم».



وعبر عضو المجلس الاستشاري السابق عن محاولته التخفيف عنهم، مضيفًا: «أريد لفت الانتباه لهذه الكارثة، لذا أعلنت تبرعي بنصب راتبي كمساعدة لضحايا تلك المراسيم الرئاسية، ورغم الانتقادات، فإنني كلما رأيت هؤلاء الأفراد وما حدث لهم، أتمنى أن تشق الأرض وتبلعني»، ويأتي ذلك بعد منعهم من السفر وفصلهم من عملهم.



يذكر أن الرئيس التركي استغل الانقلاب المزعوم وأغلق 3 آلاف مركز تعليمي، و89 وسيلة إعلامية، وفصل 151 ألف موظف من عمله و44 ألف عسكري، واحتجز 136 ألف مواطن، وسرح 10 آلاف ضابط جيش، بتهمة المشاركة في الانقلاب العسكري والانضمام لجماعة فتح الله جولن.

شارك