الإنترنت المحجوب والشبكة المحلية.. حرب الفضاء الإلكتروني تشتعل في إيران
الأربعاء 27/نوفمبر/2019 - 06:41 م
طباعة
اسلام محمد
لم يكتف النظام الإيراني بقمع التظاهرات والاحتجاجات بمنتهى العنف والإجرام وإيقاع أكبر عدد من القتلى والجرحى، ولكنه واصل جهود التضييق على الفضاء الإلكتروني العام؛ من أجل منع المواطنين من الاتصال مع العالم الخارجي.
قائمة محددة
وطالب النظام، المنظمات الحكومية، والشركات الخاصة، بتقديم معلومات عن المواقع الإلكترونية الأجنبية التي يعتمدون عليها، في مسعى منه لفرض رقابة أكبر على الإنترنت، ووضع قائمة محددة من لمواقع لا يسمح للمواطنين بالدخول إلى غيرها، بدلًا من اللجوء لحجب بعض المواقع، وفقًا لما ذكره موقع قناة «الحرة» الأمريكية.
وتأتي تلك الخطوة بعد 11 يومًا من حجب الإنترنت لمدة أسبوع؛ بسبب الاحتجاجات الشعبية، وطبقًا لوزارة الاتصالات، فقد تم قطع الإنترنت «بقرار من مجلس الأمن القومي الإيراني».
وتعاني معظم شبكات التواصل الاجتماعية، مثل، فيس بوك، وتويتر، ويويتوب، من الحجب، إضافةً إلى المواقع الأخبارية الدولية الشهيرة.
ولجأت السلطات الإيرانية إلى حجب الإنترنت؛ لمنع نقل ما يحدث داخل البلاد من قمع وحشي على أيدي قوات الأمن، منذ اندلاع الاحتجاجات في 15 نوفمبر الجاري، بعد قرار رفع سعر البنزين، بنسبة 200%.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أعلن فرض عقوبات على وزير الاتصالات الإيراني، محمد جواد آذري جهرمي؛ بسبب «قطع الإنترنت، وحرمان الشعب الإيراني من التداول الحر للمعلومات».
شبكة محلية تضاف لقائمة الانتهاكات
يعمل النظام الإيراني منذ سنوات على بناء شبكة إنترنت محلية، تتيح لها مراقبة جميع المحتويات والتحكم في الوصول إلى المعلومات من مصادر خارجية.
وكانت الأمم المتحدة، اعتبرت حجب الإنترنت انتهاك لحقوق الإنسان، يضاف للائحة طويلة من الانتهاكات الحقوقية التي يرتكبها نظام الملالي داخل وخارج البلاد.
وقد أكد مدير مجموعة تتبع الاتصال «نيت بلوكس»، أن الأمر استغرق يومًا كاملًا من السلطات؛ لمنع الإنترنت، فالوصول للمزود الرئيس للإنترنت يكون من خط واحد تحت البحر، أو عبر شبكة دولية؛ ما يخلق نقاط الاختناق «الأولية» التي يمكن أن يستخدمها المسؤولون لمنع اتصال أي بلد بشكل أساسي من مصدره، وفقًا لـشركة «وايرد» المختصة بالتكتولوجيا.
مأزق الملالي
من جهته، لفت محمد عبادي، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، إلى أن نظام الملالي تعود على ممارسة التضييق على الحريات بكافة أشكالها، وقد بدأ في استهداف حرية الإنترنت منذ العام 2009، عندما اندلعت احتجاجات الحركة الخضراء؛ اعتراضًا على تزوير الانتخابات.
وأضاف أن النظام الايراني في مأزق كبير؛ بسبب تورط جنوده في أعمال وحشية ضد المحتجين خلال فترة انقطاع الإنترنت، ورغم مزاعم السيطرة على الاحتجاجات، لكن القمع والاختفاء القسري لا يزالان مستمرين، والنظام كان يهدف لعدم وصول هذه الجرائم للإعلام العالمي، عبر قطع الإنترنت عن المحتجين.
وتابع، أن الإنترنت عاد بشكل جزئي؛ لأن الاحتجاجات بدأت تضعف؛ بسبب عمليات القمع العنيفة التي يقودها النظام، وقد سهلت عودة الإنترنت جمع مقاطع فيديو جديدة تبين قسوة الحملة على المتظاهرين، وكشفت تلك المقاطع الاستخدام قوات الأمن للذخيرة الحية، والاستعانة بطائرات الهليكوبتر لقتل المواطنين.