وفد من «طالبان» يزور طهران وسط احتمالات بعودة مفاوضات الحركة مع واشنطن

الأربعاء 27/نوفمبر/2019 - 06:42 م
طباعة وفد من «طالبان» يزور نهلة عبدالمنعم
 
سافر وفد من حركة "طالبان" الافغانية برئاسة الملا عبدالغني برادار إلى العاصمة الإيرانية طهران للقاء وزير الخارجية، محمد جواد ظريف للتباحث حول أخر مستجدات الساحة الأفغانية، لاسيما ملف السلام وإنهاء التواجد العسكري الأمريكي بالبلاد.
وتعد هذه الزيارة الثانية منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعطيل المفاوضات مع "طالبان" في سبتمبر الماضي، إذ كانت إيران من أوائل الوجهات الإقليمية التي إختارها مسؤولو "طالبان" لمناقشة توقف المفاوضات وإطلاعها على مسودة البنود الأولية للاتفاقية والتي لم يتم التوافق بشأنها حتى الآن.
وشدد جواد ظريف على ضرورة إجلاء الجنود الأمريكيين من المنطقة داعيًا جميع الأطراف السياسية في أفغانستان إلى الدخول في مفاوضات سريعة ومباشرة لإتمام عملية السلام وإنهاء الصراع المحتدم بالدولة.
لقاءات متعددة
وقبل أن تدخل المفاوضات مع واشنطن مرحلة الجدية وتحديدًا في يونيو 2019، التقى وفد من "طالبان" مسؤولين إيرانيين للتباحث حول أولويات مصالح الطرفين، قبل أيام معدودة من السفر للمكتب السياسي للحركة في العاصمة القطرية الدوحة لمقابلة مبعوث السلام الأمريكي إلى أفغانستان، زلماي خليل زاده، وكان لهذه الزيارة صدى عالمي واسع لإنها تؤكد تفاهمات طهران القوية مع "طالبان"، كما تدل على تأثيرها على العمق الاستراتيجي لأفغانستان. 
من جهته يرى الباحث في شؤون الحركات الإرهابية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، علي بكر، أن طهران تجد في طالبان حليفا مهما يقوض مخاوفها تجاه الانتشار الداعشي بالمنطقة والذي تعتقد أنه الأخطر على مصالحها نظراً لما تبناه التنظيم من رؤية متشددة تجاه الدولة الشيعية المتطرفة، إذ توفر طهران على مدار حكم النظام الملالي ملاذات آمنة لجماعات الإرهاب في المنطقة بما يتوافق مع مصالحها وهو ما تقوم بتنفيذه لتنظيم "القاعدة" وحركة طالبان أيضًا، وللجماعتين ما يربطهما بقوة، من حيث تبادل الولاء والمساعدات وحتى البقعة الجغرافية بجبال أفغانستان دون مناوشات بين الجانبين، بل تعاون مكثف يلقي بظلاله على الاتفاق المحتمل عودته مع واشنطن.

احتمالية عودة المفاوضات
تتشابه تلك الزيارة في ظروفها المحيطة مع بعضً مما سبق، إذ تتوارد الأخبار عن اجتماع غير رسمي تم بين "طالبان" وبين زلماي خليل زاده في قطر مطلع هذا الأسبوع، ونشرت شبكة "طلوع نيوز" الإخبارية تقريراً في 25 نوفمبر 2019 حول معلومات حصلت عليها من مسؤول سابق بطالبان حول هذا الاجتماع غير الرسمي الذي تم كتمهيد لعودة المفاوضات بشكل جدي ومعلن خلال المرحلة المقبلة.
وترافقت تلك التسريبات مع تأكيدات من الرئاسة الأفغانية بشأن مشاورات تتم بين الحكومة الداخلية وواشنطن تجاه هذه الاجتماعات، ما ينذر بإعلان رسمي قريب عن عودة المفاوضات ولكن بشكل شامل يجمع جميع التيارات السياسية في البلاد.

شارك