فرنسا تستعين بالذكاء الاصطناعي لمحاربة الإرهاب وأفكاره
الخميس 28/نوفمبر/2019 - 01:12 م
طباعة
شيماء حفظي
قال مسؤول كبير في الاستخبارات الفرنسية، الأربعاء 27 نوفمبر 2019، إن بلاده ترغب في تطوير بديل محلي لشركة «بالانتير» الأمريكية لتحليل البيانات، لمساعدة باريس على درء خطر الهجمات الإرهابية لكنها ستجدد عقدها مع الشركة في الوقت الراهن.
كانت الاستخبارات الفرنسية قد تعاقدت مع «بالانتير»، التي يقع مقرها في مدينة بالو-ألتو إحدى مدن مقاطعة سانتا كلارا، بولاية كاليفورنيا الأمريكية بعد هجمات نوفمبر 2015 التي نفذها إسلاميون متشددون وراح ضحيتها 130 شخصًا، والشركة متخصصة في جمع وتحليل كميات ضخمة من البيانات.
وقال نيكولا ليرنر رئيس المديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسي إن العقد المبرم مع «بالانتير»، ومدته ثلاث سنوات، سيُجدد في غياب بديل على المدى القريب، وتؤكد تصريحات المسؤول تقرير نشرته مجلة «لكسبرس» الفرنسية.
ومن بين عملاء «بالانتير» وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وعدة بنوك عالمية.
وقال «ليرنر» في تصريحات لوكالة "رويترز": «بالانتير تساعدنا مما يعني أننا لا نعتمد (تماماً) على بالانتير، الخط الأحمر الذي وضعناه لأنفسنا من اليوم الأول هو أن كل البيانات التي يعالجها هذا النظام موجودة في شبكتنا الداخلية وهي شبكة مغلقة وعلى درجة عالية من السرية».
وقال «ليرنر» إنه يفضل استخدام تكنولوجيا محلية. وأضاف: «علينا أيضا مساعدة مصنعينا على تطوير أنظمتهم في هذا المجال»، وذلك في إشارة إلى مجموعات «تاليس» و«داسو سيستمز» و«سوبرا ستيرا» الفرنسية.
وتتعقب تكنولوجيا «بالانتير» قواعد البيانات على الإنترنت وخارجها التي يستخدمها متشددون، وشاركت الشركة الأمريكية في قضايا كبرى مثل المساعدة في بحث الولايات المتحدة لفترة طويلة عن زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن الذي قُتل في عملية استهدفت مخبأه في باكستان عام 2011.
تعتبر فرنسا، الإرهاب الدولي أحد أخطر التهديدات للسلام والأمن الدوليين، ونظرًا لأن هذا التهديد لم يكن في السابق بهذه الخطورة، أخذت فرنسا تحشد جهودها على جميع الأصعدة بالتعاون مع شركائها الدوليين بغية محاربة الشبكات الإرهابية على أراضيها وفي الخارج، بحسب موقع الدبلوماسية الفرنسية.
وتقيم فرنسا حوارًا رفيع المستوى مع شركائها الرئيسيين فى كيفية تجنّب التطرّف وتشارك في محادثات متعددة الأطراف بشأن ذلك، كما تجري حوارًا مع المنشآت المتخصصة في المجال الرقمي، لا سيّما من أجل إزالة المحتويات الإرهابية المتوافرة على الشبكة نهائيًا وعلى وجه السرعة (في غضون ساعة كحدٍّ أقصى).
وتلعب تقنيات الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًّا في التنبؤ بالعمليات الإرهابية من خلال تحليل البيانات الضخمة للمواطنين، لكنها - في الوقت ذاته- تواجه تحديات لها علاقة بحقوق الإنسان، والآثار المترتبة على تطبيقاتها العملية، بحسب ما ذكرته دراسة في هذا المجال نشرها موقع «المستقبل للدراسات والأبحاث».
وقالت ورقة بحثية صادرة عن معهد «تشاتام هاوس» في أغسطس 2019، بعنوان: «تنبؤ الذكاء الاصطناعي ومكافحة الإرهاب» للكاتبة «كاثيلين ماكيندريك» (رائد بالجيش البريطاني)، إن هناك طريقتين لمنع الهجمات الإرهابية؛ الأولى: هي الردع، من خلال حماية البنية التحتية، وتطبيق الضوابط الأمنية.
ويساهم التنبؤ في الحماية المادية للبنية التحتية، كما أنه يمكن أن يكون وسيلة لتحسين تخصيص الموارد للمواقع التي من المحتمل أن تكون أهدافًا للإرهابيين، بحسب ما نقله المركز عن الكاتبة.
والطريقة الثانية: هى الحرمان من القدرة على شن هجمات، وذلك عن طريق القبض على الإرهابيين قبل أن تنفيذ مخططاتهم، ومكافحة تجنيدهم في المستقبل وتطرفهم، وفرض قيودٍ على حركة الأفراد وحريتهم.
وتؤكد «ماكيندريك» أن التنبؤ بمكافحة الإرهاب يتطلب نوعًا من الذكاء الاصطناعي الذي يتيح استخراج المعرفة والتنبؤات من البيانات الرقمية المتنوعة الضخمة.
وتشير الورقة البحثية، إلى أنه في المستقبل القريب يمكن أن تُساهم التنبؤات الجيّدة المبنية على تقنيات الذكاء الاصطناعي حول من أو ما يجب مراقبته في الحد من إساءة استخدام وسائل المراقبة التقنية والوصول لهدف مكافحة الإرهاب.