مرتعشًا على حبل السياسة.. الملالي وبريطانيا بين القائمة البيضاء والدوامة السوداء
الخميس 28/نوفمبر/2019 - 01:16 م
طباعة
نورا بنداري
في ظل الحملة التي يشنها نظام الملالي ضد الصحفيين الإيرانيين ووسائل الإعلام الإيرانية المعارضة له، خاصةً التي تعرض الوسائل القمعية التي يرتكبها هذا النظام بحق شعبه، إضافةً إلى كشفها لأعمال الفساد التي ينتهجها أيضًا، ولذلك طالبت نقابة الصحفيين البريطانيين في بيان لها 26 نوفمبر 2019، من الحكومة الإيرانية وقف حملات المضايقة التي يتعرض لها العاملين في قناتي «إيران إنترناشيونال»، و«بي بي سي الفارسية».
ووفقًا للبيان الذي نشره موقع «إيران إنترناشيونال»، فإن النقابة البريطانية أكدت أنه في الأيام الأخيرة، هدد المسؤولون الإيرانيون الصحافيين الذين يعملون لدى كل من «إيران إنترناشيونال»، و«بي بي سي» الناطقتين بالفارسية، وتعرض أفراد عائلاتهما للتهديد والمضايقة، فقط بسبب علاقاتهم العائلية، وأكدت النقابة أن السلطات الإيرانية استخدمت أسر الصحفيين كوسيلة للتهديد والإرهاب.
وأشارت النقابة البريطانية، أن المخابرات الإيرانية استدعت أقارب بعض صحفيي موقع «إيران إنترناشيونال»، وقالت لهم: إن موظفي الموقع سيتعرضون لخطر الإعادة الإجبارية من بريطانيا إلى إيران، في حال لم يقدموا استقالاتهم من القناة، ولفت البيان أن السلطات الأمنية الإيرانية تريد الإيحاء بأن وسائل الإعلام المستقلة الموجودة خارج إيران هي السبب وراء الاحتجاجات الأخيرة، الأمر الذي يدفعها لاتخاذ هذه الاجراءات التعسفية بحق الصحفيين المعارضين لها.
وفي إطار ذلك، ردت الأمينة العامة لنقابة الصحفيين البريطانيين «ميشيل شتاين ستريت»، على تهديدات النظام الإيراني للصحفيين، مبينة أن النظام الإيراني استخدم أساليب قاسية لتهديد وإرهاب الصحافيين في بريطانيا وحول العالم، وهذه المرة ضد أعضاء النقابة العاملين في «إيران إنترناشيونال»، و«بي بي سي الفارسية»، مشددة على أن النقابة وكل أولئك المصممين على دعم حرية الإعلام، سيبذلون قصارى جهدهم؛ لمنع الحكومة الإيرانية من فرض الصمت على الصحافيين.
يأتي بيان النقابة البريطانية؛ ردًا على الشكوى الرسمية التي تقدمت بها السفارة الإيرانية في لندن إلى مكتب الاتصالات البريطاني «أوفكوم»، السبت 23 نوفمبر 2019، طالبت فيه بإغلاق القنوات التلفزيونية الناطقة بالفارسية في المملكة المتحدة، وهي «إيران إنترناشيونال» و«بي. بي. سي. الفارسية»؛ بسبب دعوتها إلى ما وصفته السفارة بالعنف ضد المؤسسات المدنية، وتحريفاتها المغرضة للأحداث الأخيرة.
وما يحدث من جانب نظام الملالي بحق الإعلام الحر المستقل يؤكد بما لا يدع مجال للشك، أن هذا النظام يخشي هذا الإعلام الذي يعمل على كشف جرائمه وانتهاكاته ووسائل القمعية التي ينتهجها بحق شعبه، إذ إن قمع الملالي بحق الإعلام لم يقتصر فقط على الإعلام الإيراني سواءً في الداخل أو الخارج، بل وصل به إلى إغلاق وسائل الإعلام الأجنبية حتى لا يعلم الشعب الإيراني الجرائم التي يقم به نظامه، وحتى لا تقم هذه الوسائل بعرض خبايا هذا النظام.
ولذلك قد قامت الحكومة الإيرانية في 26 نوفمبر 2019، بوضع ما أطلقت عليه «القائمة البيضاء»، التي تضم المواقع المسموح الاطلاع عليها واستخدمها من قبل المنظمات الحكومية والشركات الخاصة؛ حيث طالبت من هذه الجهات بإعطائها معلومات عن المواقع تحديدًا الأجنبية التي يعتمدون عليها.
وأوضح «أحمد قبال» الباحث في الشأن الإيراني بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه في ظل القمع والاستبداد الذي يتعمد نظام الملالي ممارسته بحق الشعب الإيراني، يقوم هذا النظام بالتضليل والتعتيم الإعلامي على منصات إعلامية إيرانية ودولية، من خلال شعارات مكافحة الفساد، إما بممارسة ضغوط على العاملين بتلك المنصات أو التأثير عليها بواسطة شبكة عملاء إيرانيين.
ولفت «قبال»، أن بريطانيا بوصفها أحد الدول الغربية المساندة والداعمة للمعارضة الإيرانية كانت طرفًا رئيسيًّا في مجابهة تلك التصرفات الإيرانية، ولذلك أدانت الصحف البريطانية منذ أيام قطع السلطات الإيرانية خدمة الإنترنت، ونددت بانتهاكات حقوق الإنسان والقمع الممارس ضد المتظاهرين الإيرانيين، ومن ثم شكل الإعلام البريطاني أحد البوابات المفتوحة؛ لنقل حقيقة الأحداث داخل الشارع الإيراني؛ ما أثار حفيظة النظام الإيراني ودفعه لمزيد من الارتباك، خاصة وأن بريطانيا على صعيد الحريات وحقوق الإنسان تحظى بمكانة دولية مرموقة وذات تأثير قوي على الرأي العام العالمي والرأي العام الغربي تحديدًا.