بعد إحراق قنصلية إيران.. العراق يحظر التجول وأذرع طهران تتوعد المتظاهرين

الخميس 28/نوفمبر/2019 - 07:45 م
طباعة بعد إحراق قنصلية محمود محمدي
 
فرضت السلطات العراقية حظرًا على التجول في مدينة النجف الخميس 28 نوفمبر 2019، وذلك بعدما أحرق متظاهرون القنصلية الإيرانية هناك، ما يعدّ نقطة تحول في انتفاضة العراقيين في وجه التدخلات الإيرانية بالعراق.
ولقي 24 شخصًا مصرعهم، إثر اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين أغلقوا جسرًا في مدينة الناصرية الجنوبية فجر الخميس، فضلًا عن وقوع عشرات المصابين بجروح متباينة الخطورة.
وسقط أربعة آخرون قتلى في العاصمة بغداد حيث أطلقت قوات الأمن الذخيرة الحية والطلقات المطاطية قرب جسر على نهر دجلة، في يوم هو الأكثر دموية منذ بدء الحراك العراقي في أكتوبر 2019.

إسقاط طهران
وأجّج إضرام النار في القنصلية الإيرانية في مدينة النجف بجنوب البلاد العنف في العراق بعد أسابيع من الاحتجاجات الحاشدة التي تهدف لإسقاط حكومة يعتبرها المحتجون غارقة في الفساد ومدعومة من طهران.
وكان ذلك أقوى تعبير حتى الآن عن المشاعر المناهضة لإيران بين المتظاهرين العراقيين مع اتساع الهوة بين النخبة الحاكمة المتحالفة إلى حد كبير مع إيران وأغلبية عراقية يزداد شعورها باليأس إذ لا تُتاح لها فرص تُذكر ولا تحصل على دعم يُذكر من الدولة.
وزاد الغضب الشعبي بسبب عجز الحكومة والطبقة السياسية عن التعامل مع الاضطرابات وتلبية مطالب المحتجين، خاصة أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، كان قد وعد بإصلاحات انتخابية والتصدي للفساد لكنه لم يحقق شيئا يُذكر من ذلك.

أذرع إيران تتوعد       
على صعيد متصل، قال أبومهدي المهندس القائد العسكري للحشد الشعبي، الذي يضم جماعات مسلحة ومعظم فصائله القوية على صلة وثيقة بإيران، إن الحشد سيستخدم كامل قوته مع من يحاول الاعتداء على آية الله العظمى علي السيستاني أعلى المراجع الدينية الشيعية في العراق والمقيم في النجف.
وأوضح في بيان نُشر على الموقع الإلكتروني للحشد الشعبي: «سنقطع اليد التي تحاول أن تقترب من السيد السيستاني».
بدوره، قال فنار حداد الزميل الباحث بمعهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية: إن الحكومة قد تستخدم حرق القنصلية الإيرانية ذريعة لحملة أشد صرامة.
وأضاف «حداد»: «الجانب السلبي من وجهة نظر المحتجين هو أن هذا قد يعزز الرواية الحكومية أن المحتجين متسللون ومخربون ولا يقصدون خيرًا».
وقال إنه يبعث برسالة إلى إيران لكنه يفيد أيضًا أشخاصًا مثل «المهندس» بإتاحة ذريعة لشنّ حملة وتصوير ما حدث على أنه تهديد للسيستاني.
يشار إلى أن الاحتجاجات التي بدأت في بغداد في الأول من أكتوبر 2019 وامتدت إلى المدن الجنوبية، هي أصعب تحد يواجه الطبقة الحاكمة التي يهيمن عليها الإيرانيين وتسيطر على مؤسسات الدولة منذ الاجتياح الأمريكي عام 2003 الذي أسقط حكم صدام حسين.

شارك