على خطى واشنطن.. ألمانيا تقطع ذراع إيران في أوروبا وتحظر «حزب الله»

الخميس 28/نوفمبر/2019 - 09:59 م
طباعة على خطى واشنطن.. علي رجب
 
ضاق الخناق على أذرع إيران الإرهابية في المنطقة والعالم؛ حيث تستعد الحكومة الألمانية لحظر أنشطة حزب الله اللبناني، في ضربة جديدة لطهران؛ حيث ذكرت مجلة شبيجل الألمانية أن الحكومة الألمانية تعتزم حظر أنشطة «حزب الله» اللبناني.

على خطى واشنطن
وحسب المجلة على موقعها الإلكتروني الخميس 28 نوفمبر 2019، نقلًا عن مصادر داخل الحكومة الاتحادية، فإن الخارجية الألمانية اتفقت على ذلك الأسبوع الماضي، مع كل من وزارتي الداخلية والعدل.
وأكدت المجلة أنه من المحتمل أن يصدر قرار ساري المفعول بهذا الشأن، خلال مؤتمر وزراء داخلية الولايات والداخلية الاتحادية، المقرر عقده الأسبوع المقبل.
القرار الألماني المرتقب يأتي في إطار دعوة الولايات المتحدة الأمريكية لحكومة أنجيلا ميركل بحظر نشاط حزب الله،  وفي  سبتمبر 2019 قال السفير الأمريكي في برلين «ريتشار جرينل»،: إنه بصرف النظر عن موقف الاتحاد الأوروبي، يمكن لألمانيا أن تعلن على غرار هولندا وبريطانيا حظرًا تامًا لحزب الله.
وأضاف السفير الأمريكي، في مقال نشرته صحيفة «دي فيلت» الألمانية 6 سبتمبر أن هذا لن يدرأ فقط حزب الله عن البحث عن أنصار وأموال تبرعات في ألمانيا، بل أن ألمانيا ستبعث أيضًا بذلك إشارة قوية بأنه لا تسامح مع العنف والإرهاب ومعاداة السامية في أوروبا.

جدل بشأن القرار
وفي الوقت الذي اعتبر فيه مسؤولون ألمان أن تصريحات السفير الأمريكي تعدّ تعديًّا وتدخلًا في الشؤون الداخلية للبلاد، فإن ألمانيا تحظر -مثل معظم الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي- الذراع العسكرية لحزب الله، لكنها تسمح للذراع السياسي بممارسة النشاط العلني في البلاد.
وكان الاتحاد الأوروبي أدرج الذراع العسكرية لحزب الله في قائمته للإرهاب عام 2013، وصنفت بريطانيا المنظمة في مارس الماضي منظمة إرهابية بأكملها، لتلحق بذلك بموقف هولندا والولايات المتحدة وكندا، وفي المقابل ترى الحكومة الألمانية أن حزب الله له عامل اجتماعي في لبنان، حيث إنه ممثل في البرلمان والحكومة.
لكن السفير الأمريكي «جرينل»، اعتبر الطريقة الألمانية للحفاظ على التواصل مع الحكومة اللبنانية ينطوي على مغالطة، مضيفًا: «هولندا وبريطانيا والولايات المتحدة تقيم علاقات متينة مع لبنان، ولبنان يحصل من الولايات المتحدة على مساعدات تنموية أكثر من أي دولة أخرى في العالم، لكن في الوقت نفسه نظل مخلصين لمبادئنا ونصف حزب الله بما هو عليه: بأنه منظمة إرهابية».

الأكثر تسليحا في عالم التنظيمات
وتقدر هيئة حماية الدستور وهي الاستخبارات الداخلية في ألمانيا، عدد أعضاء حزب الله في ألمانيا بنحو ألف عضو، كما يعتبر حزب الله في برلين قوة محركة خلف مظاهرات القدس المعادية لإسرائيل، التي يتم تنظيمها كل عام في المدينة قبل انتهاء شهر رمضان.
وتبرر ألمانيا نشاط حزب الله مراقبة من قبل الاستخبارات، وتربط أعضاءه علاقات مع جمعيات إسلامية ومساجد شيعية، وتتركز فعالياته على جمع التبرعات، ولم تصدر تقارير استخباراتية عن ارتباط الحزب بخطر أعمال إرهابية في ألمانيا، على الرغم من تأكد تمويل حزب الله لعمليات إرهابية في عدد من الدول، بدعم من إيران المصنفة بالراعي الأول للإرهاب في العالم.
وحزب الله هو الفاعل غير الحكومي الأكثر تسلحًا في العالم، ففي الوقت الذي كانت تملك فيه هذه الميليشيا خلال حرب لبنان في 2006 نحو 15 ألف صاروخ، فهي تملك في الأثناء 130 ألف صاروخ، بحسب دراسة من «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» بواشنطن.

وضع معقد
من جانبه أشار سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية في تصريح له إلى أن دول الاتحاد الأوروبي أغلبها تعتمد التفرقة بين الطرفين العسكري والسياسي للجماعة، بسبب أنها ممثلة بشكل قوي داخل الحكومة والبرلمان اللبناني متسائلًا عن الكيفية التي سيتعامل بها ساسة الدول مع لبنان إذا صنفوا نصف الفئة السياسية في البلاد كإرهابيين.
وأكد صادق أن الوضع السياسي للبنان معقد، وحزب الله جزء منه، فلبنان يحتوي على 18 طائفة، الأكثرية منهم يتبعون الشيعة، فكيف سيصنف نصف الشعب كإرهابي، ولذلك تلجأ الدول لتسمية الجناح العسكري فقط كجهة إرهابية مع تحفظها على أنشطة التعاون بين الحزب والنظام الإيراني في المجالات المتطرفة.
وعن أنشطة التمويل؛ يؤكد سعيد صادق أن الممول الرئيسي لحزب الله يتمثل في «إيران»، وهي تواجه حاليًا تضييقًا اقتصاديًّا كبيرًا وتعسرًا ماليًّا بالغًا، ما دفع قيادات الحزب للبحث عن مصادر تمويل في القارة العجوز، مستغلين عناصر الحزب (الذين تجاوزوا وفقًا لتقرير استخباراتي سابق الألف شخص في ألمانيا).

شارك