حزب الله في ألمانيا.. مشروع «الحظر» جاهز والائتلاف الحاكم يدعمه
الجمعة 29/نوفمبر/2019 - 12:59 م
طباعة
شيماء حفظي
تغير ألمانيا توجهها نحو حظر حزب الله اللبناني – بعدما كانت ترفض تصنيفه كمنظمة إرهابية؛ حيث اعتزمت برلين حظر أنشطة حزب الله اللبناني على أراضيها، حسبما ذكر تقرير لموقع «شبيجل أونلاين» الألماني، فيما قالت مصادر ألمانية: إن القرار منتظر صدوره الأسبوع المقبل.
وعلى الرغم من ضغوط أمريكية سابقة، على برلين لحظر حزب الله، كانت ألمانيا ترفض تلك الضغوط، وترى أنها تحظر الجناح العسكري لحزب الله ولكنها ترفض تصنيف الحزب كمنظمة إرهابية سياسيًّا.
الحظر النهائي
وقال موقع «شبيجل أونلاين»: إنه من المحتمل أن يصدر قرارًا ساري المفعول بهذا الشأن، خلال مؤتمر وزراء داخلية الولايات ووزارة الداخلية الاتحادية، المقرر عقده الأسبوع المقبل، وإن القرار سيساوي فورًا أنشطة الحزب وأعضائه في ألمانيا بأنشطة حزب العمال الكردستاني وتنظيم «داعش» الإرهابي.
وتُعتبر ألمانيا التي وصل إليها عشرات الآلاف من اللبنانيين (معظمهم من الطائفة الشيعية) منذ العام 1960 أكثر البلدان الأوروبية التي تشهد تكاثرًا لعناصر تابعة لحزب الله.
وصنفت عدد من الدول حزب الله اللبناني - المدعوم من إيران - منظمة إرهابية، بينها بريطانيا، كما فرضت واشنطن عقوبات على قيادات من الحزب وعلى من يتعاملون معه.
وكانت ألمانيا تدفع بعدم حظر حزب الله، إلى أن أنشطة حزب الله اللبناني في ألمانيا تخضع لمراقبة المخابرات الداخلية الألمانية المعروفة بهيئة حماية الدستور، وحسب تقرير لها، ينشط حوالي ألف من أنصار الحزب في ألمانيا.
الائتلاف الحاكم يدعم القرار
ويقول جاسم محمد رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب: إن ألمانيا ربما تحاول أن تستخدم مشروع القرار على حزب الله اللبناني، وربما هذه المرة تنجح بوضعه على قائمة الإرهاب طالما الائتلاف الحاكم هو من يتبنى مشروع القرار.
وأضاف: «هذه المرة فرصة الائتلاف الحاكم باتخاذ القرار وتفعيله أكبر؛ خاصة وأن هناك طلبات سابقة بحظر حزب الله لكنها لم تكن تتمتع بدعم الائتلاف الحاكم.
وأشار محمد، إلى أن دلالة التوقيت ربما يتعلق بالأوضاع الحالية في لبنان، وأنه حال اعتماد قرار الحظر في ألمانيا سيشجع دولًا أخرى مثل فرنسا.
وبحسب تقرير لوكالة مخابرات ولاية شمال الراين وستفاليا الأكثر اكتظاظًا بالسكان، فإن أعداد عناصر حزب الله ارتفعت من 105 في العام 2017 إلى 110 في 2018 في الولاية المذكورة.
تجاوز العتبة اللبنانية
وجاء في التقرير الاستخباراتي الألماني أن «مركز الإمام المهدي» في مدينة مونستر مثّل منصة ومكانا للتلاقي بالنسبة إلى مؤيدي حزب الله في الولاية، إلى جانب مدن بوتروب ودورتموند وباد أوينهاوزن. ولفت إلى أن حزب الله يمتلك مراكز في هامبورغ وبرلين ومونستر أيضًا.
كذلك أشار التقرير إلى أن عدد عناصر حزب الله ومؤيديه في ألمانيا يُقدّر بـ950، علمًا أن تقريرًا استخباراتيًّا صدر في ولاية سكسونيا السفلى قال إن عدد عناصر ومؤيدي حزب الله ارتفع من 950 في العام 2017 إلى 1050 في 2018.
وتجاوز حزب الله العتبة اللبنانية منذ سنوات بتطويره شبكات تضم خلايا في جميع أنحاء العالم، جاهزة لضرب المصالح الإسرائيلية والأمريكية وكل من تعاديه الميليشيا متى شعرت القيادة الحزبية ومن ورائها إيران بضرورة تشغيلها، خصوصاً مع تصاعد التوتر الأمريكي-الإيراني وتهديد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله خلال الصيف الماضي باستهداف المصالح الأميركية إذا تعرّضت إيران لأي عمل عسكري.
في السنوات الأخيرة، كثّف حزب الله المسلّح بترسانة هائلة من الصواريخ أنشطته خارج حدود لبنان من خلال خلايا نائمة كامنة في أوروبا، وأمريكا الشمالية، وأميركا اللاتينية.
وطالت أعمال خلايا حزب الله النائمة أوروبا في العام 2012 وتحديدًا بلغاريا؛ حيث وقع انفجار في مدينة بورغاس استهدف حافلة أسفر عن مقتل 7 أشخاص، بينهم منفذ التفجير و32 جريحًا. اتّهمت الشرطة البلغارية خلية تابعة لحزب الله اللبناني بتنفيذه.
ودفع تفجير بورغاس في بلغاريا الاتحاد الأوروبي لإدراج الجناح العسكري للحزب على لائحته السوداء كمنظمة «إرهابية».