أخفتها «النهضة» وكشفها «مقري».. سر زيارة إخوان الجزائر لتونس

الجمعة 29/نوفمبر/2019 - 02:30 م
طباعة أخفتها «النهضة» وكشفها دعاء إمام
 
وسط أجواء متأزمة، تعيشها الجزائر قبيل الاستحقاق الرئاسي المقرر له منتصف ديسمبر المقبل، أعلن عبد الرزاق مقري، الأمين العام لحركة مجتمع السلم «حمس»، الذراع السياسية للإخوان في الجزائر، عن لقاء جمعه بزعيم حركة النهضة، امتداد الجماعة في تونس، راشد الغنوشي، الأربعاء 27 نوفمبر 2019.
ولم تعلن حركة النهضة أو الأبواق الإعلامية الناطقة باسمها عن الزيارة أو هدفها، فيما كانت تدوينة «مقري» على مواقع التواصل الاجتماعي، مصدرًا لعدد من المواقع الصحفية الجزائرية، التي تداولت الخبر، وقالت إن فحوى الزيارة هدفها التنسيق بين الحركتين المنتميتين إلى جماعة الإخوان، قبل الانتخابات الرئاسية التي أعلنت «حمس» عدم مشاركتها فيها، وعدم مقاطعتها أيضًا.
وبحسب منشور لـ«مقري» فإن الهدف من الزيارة -رفقة قيادات من الحركة بينهم نائبه وبرلمانيون- تهنئة «الغنوشي» على انتخابه رئيسًا لمجلس الشعب؛ إثر الانتخابات التشريعية الأخيرة.


زيارات متبادلة
حلّ رئيس «حمس» أكبر تنظيم للإخوان في الجزائر، ضيفًا على «الغنوشي» في فبراير 2017، وتباحث الطرفان قضايا الوحدة المغاربية، وبحسب التنظيم في الجزائر فإن اللقاء انعقد في حضور سفير الجزائر في تونس، عبد القادر حجار، وتباحث الطرفان وحدة قضايا الوحدة المغاربية، وبالأخص الأزمة اللّيبيّة.
كما زار «الغنوشي» رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، رفقة صهره رفيق عبد السلام، وتناول اللّقاء محاور عديدة كالمحور السياسي والاقتصادي والثقافي والبرلماني والمحلي، والدبلوماسية الحزبية، وقضايا الشباب والمرأة.
وكانت جماعة الإخوان ترسل «الغنوشي» في رحلات تفقدية من أجل استجلاء الأوضاع بكل من الجزائر والمغرب، واقتراح الحلول والخطط الخاصة بالتعرف على الفصائل الإسلامية القائمة بها، ومحاولة استقطابها، وفي هذا الاتجاه أُرسل زعيم النهضة إلى الجزائر عقب اعتقال محفوظ نحناح (مؤسس فرع الإخوان في الجزائر)؛  فأجرى عددًا من الاتصالات بالمجموعات الإسلامية على اختلاف مشاربها، ثم قدم للتنظيم تقريرًا مكتوبًا ومفصلًا لرحلته في أكثر من خمسين صفحة اقترح عليه فيه أسماء تخلف «نحناح» أثناء اعتقاله، منتصف سبعينيات القرن الماضي.
بدوره، قال الكاتب التونسي، منذر بالضيافي: إن تبرؤ النهضة من الأخونة، يراد منه التأكيد، أن الحركة حزبًا وطنيًّا تونسيًّا؛ وذلك ما يُكشف زيفه عبر العلاقات والزيارات المتبادلة بين الحركة وبعض أفرع الجماعة؛ ما يعني صعوبة توطين جماعة تربت ونشأت على أدبيات تدعو للأممية - بحسب العربية.

شارك