إريتريا تفضح قطر.. الدوحة تمول التنظيمات المسلحة في «القرن الأفريقي»
السبت 30/نوفمبر/2019 - 11:06 ص
طباعة
أحمد عادل
وجهت الحكومة الإريترية، اتهامات لقطر، لسعيها ضرب استقرار وأمن البلاد، وبث روح الفتنة داخل المجتمع الإريتري.
ووفقًا لشبكة سكاي نيوز الإخبارية، تسعى قطر لتنفيذ مخطط تخريبي في إريتريا وشرقي السودان، من خلال تأجيج المواجهات العرقية في بورتسودان.
وشمل بيان الحكومة الإريترية، إلى عدة نقاط رئيسية؛ حيث تسعى قطر إلى إعادة تنظيم قادة المعارضة الإريترية، وتوحيد منظماتهم وتقديم الدعم اللازم لهم، وتكثيف الجهود التي تستهدف الشباب وتحريضهم على الانخراط في أعمال التمرد ضد الحكومة، وغرس التطرف في عناصر المعارضة الإسلامية بالبلاد، ما قد يتسبب في تأجيج صراعات هؤلاء مع مواطنيهم من الأديان الأخرى، وزرع بذور الانقسام العرقي والكراهية بين أبناء الشعب، وتوفير التدريب العسكري لعناصر المعارضة المسلحة، وخاصة تنظيم الإخوان الإرهابي، مثل زراعة الألغام والكمائن وعمليات الاغتيال، والقيام بأعمال التخريب الاقتصادي في البلاد، وتكثيف الدعاية العدائية ضد إريتريا، واغتيال القادة البارزين في البلاد، وإطلاق أعمال دعائية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في إريتريا في المنظمات الدولية والدول الأجنبية.
وفي أبريل 2019، وجهت الحكومة الإريترية، انتقادات حادة لقطر وتركيا، بعدما وصفت الأوضاع بالأعمال التخريبية؛ حيث المخططات التركية ضد أسمرة (عاصمة إريتريا) يتم تمويلها من قطر، مضيفة أن الدوحة وأنقرة تسعيان لتخريب عملية السلام مع إثيوبيا المجاورة وفي منطقة القرن الأفريقي بشكل عام، مشيرًة إلى أن الدولتين تدعمان جماعة تسمى الرابطة الإسلامية الإريترية (وهي إحدى قوى المعارضة في إريتريا).
واستغلت حركة شباب المجاهدين، الصراع الإريتري الإثيوبي في توسيع نفوذها في الصومال، نظرًا لعدم وجود رؤية موحدة لدى دول الإقليم في مواجهة الإرهاب والتطرف
وبدافع الجنوح للزعامة الوهمية كي تظهر قطر الصغيرة باسطة نفوذها في القارة الإفريقية، عملت الدوحة على زرع خلايا تابعة لها في إريتريا؛ بهدف تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية أو رعاية جماعات بعينها، إذ أصبحت إريتريا محطةً جديدةً من الدعم القطري للجماعات والتنظيمات الإرهابية والمشبوهة، وتغذية المعارضة المسلحة، منذ لجأت قطر وبوقها «قناة الجزيرة» إلى فبركة الأخبار في محاولة لجر دولة إريتريا لدائرة الفوضى، فلم يكتف التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الذي ترعاه قطر، باجتياح بلدان عربية وإسلامية وتهديد استقرارها، بل تمددت سياط الإرهاب والفزع التي يحملها إلى العاصمة الإريترية "أسمرة"، حيث تعمل عناصره على التغلغل فيها.
وفي فبراير 2019، نشرت قناة الجزيرة القطرية، تقريرًا مطولًا يهدف لتشويه صورة النشاط الإماراتي والأمريكي الواضح في منطقة القرن الإفريقي، وهو ما تبعه رد إريتري حاسم يكشف عن تدخلات النظام القطري على الصعيدين الداخلي أو الخارجي، مؤكدةً أن تنظيم الحمدين قدم بلاده إلى الولايات المتحدة من خلال السماح لهم ببناء قواعد عسكرية، من أجل كسب تأييدهم، وخلق علاقات دافئة غير قائمة على الاحترام المتبادل.
وشهدت منطقة القرن الأفريقي خلال العقد الأول من الألفية الجديدة تدخلات قطرية في شؤون المنطقة، فالدوحة نجحت في إيجاد موطئ قدم لها في المنطقة عندما تدخلت في النزاع بين جيبوتي وإريتريا حول رأس دميرة، وعملت على نشر بعض من قواتها العسكرية في المنطقة أملًا في ترسيخ وجودها في القرن الأفريقي.
وفي تصريح خاص لـه، ترى الدكتورة أميرة عبدالحليم، خبيرة الشؤون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن التقارب الإريتري الإثيوبي، الذي تم في يوليو 2018، زاد من عزلة قطر في منطقة القرن الإفريقي، مضيفًة أن هذا التوافق، أدي إلي التقرب أكثر إلى الإمارات والسعودية في منطقة الشرق الأفريقي.
وأضافت أميرة، أن قطر في الفترة الأخيرة لجأت إلى الصومال، وقدمت الكثير من الدعم سواء المادي أو الاقتصادي أو العسكري، للحكومة الفيدرالية، على أمل العودة مرة أخري لمنطقة القرن الأفريقي، وفي نفس الوقت تقدم قطر عبر فهد ياسين مدير الاستخبارات الصومالية، الدعم لعناصر حركة شباب المجاهدين لتنفيذ عمليات إرهابية في منطقة القرن الأفريقي.
وأوضحت خبيرة الشئون الإفريقية، أن الصومال، نظرًا لوجود باب المندب لديها، جعل قطر تفكر في دعمها نظرًا للفشل الذريع الذي تلقته الدوحة في اليمن، مشيرًة إلى أن قطر تسعى في الفترة القادمة لنقل الصراع من منطقة الخليج إلى القرن الأفريقي.