دراسة: اليمين المتطرف يختلف في «المجر» عن باقي أوروبا

السبت 30/نوفمبر/2019 - 11:07 ص
طباعة دراسة: اليمين المتطرف شيماء حفظي
 
تحاصر قوى اليمين المتطرف أوروبا، فذلك التيار المتشدد على الناحية الأخرى من الإرهاب الذي تقوده جماعات إسلاموية، يتنامى في دول القارة العجوز، ومن بينها المجر، ويعبر عن نفسه بشكل واسع.

وتتزعم منظمة “فيلق المجر” تيار اليمين المتطرف في البلد الواقع وسط أوروبا، وتتبنى مفاهيم معادية لليبرالية، والغرب، والعولمة، والسامية، والأجانب بشكل عام والمسلمين واليهود أيضًا.

وهذه ليست ظاهرة جديدة، فمنذ فترة التسعينيات من القرن الماضي، يمثل اليمين المتطرف نسبةً تتراوح ما بين 10% إلى 15% من الناخبين فى المجر، بحسب دراسة نشرها مركز "عين أوروبية على التطرف".

وبحسب المركز، فإن حزب "العدالة والحياة"، وهو حركة قومية معاصرة بدأت عام 1993، يدعم فكرة "المجر الكبرى"، بما في ذلك المناطق التي يعيش فيها مجريون في كل من سلوفاكيا ورومانيا وأوكرانيا وصربيا وكرواتيا، وتعود هذه المظلمة إلى معاهدة تريانون في عام 1920 التي قلَّصت الأراضي المجرية بنسبة الثلثين، تاركةً ربع السكان خارج حدود وطنهم، ومن هنا يأتي دعم المجموعات اليمينية المتطرفة للأقليات التي تعيش في دول أخرى.
دراسة: اليمين المتطرف
و"جيوبيك" هو أكبر حزب يميني متطرف في المجر، ويُعارض بشدة الهجرة الجماعية لكنه لا يعادي المسلمين بالضرورة، بخلاف العديد من الجماعات اليمينية المتطرفة الأخرى في أوروبا. 

واللافت أن جابور فونا، الزعيم السابق لـ "جيوبيك"، يعتبر الإسلام آخر حائط صد ضد العولمة والليبرالية، حتى أنه دعا إلى بناء بديل قوي ضد الغرب.

ورغم أن الحزب تأسس في عام 2003، فإنه انخرط في السياسة بشكل أوسع في عام 2006، إذ دعا إلى احتجاجات قوية ضد القادة الذين وصفهم بـ"الفاسدين" في حقبة ما بعد الشيوعية، ودعا أنصاره لمقاومة الشيوعية والأقلية الغجرية.

وفي زيارة لتركيا عام 2013، قال زعيم حزب اليمين المتطرف المجرى "جيوبيك جابور" إن حزبه ليس لديه أي علاقة مع الأحزاب اليمينية المتطرفة الأوروبية المعادية للإسلام.

ومنذ بضع سنوات، قام حزب "جيوبيك" بإعادة تقديم نفسه كحزب مسيحي محافظ يرفض الأيديولوجية اليمينية المتطرفة. 

وتعتبر هذه الخطوة تحولًا حقيقيًّا؛ لأن الأعضاء الأكثر تطرفًا تركوا الحزب في عام 2018 بعد خسارته في الانتخابات الداخلية، وقد لوحظ هذا التغير في خط الحزب من قبل الجهات الفاعلة الأخرى، وعلى الرغم من التغييرات الداخلية التي يشهدها "جيوبيك"، لكنها لا تعني أن اليمين المتطرف قد اختفى من على الساحة السياسية تمامًا، فالواقع هو أن الفراغ الناجم تشغله منظماتٌ أخرى.

وخلصت دراسة مركز "عين أوروبية على التطرف" إلى أن الدافع الرئيسي وراء صعود اليمين المتطرف هو فكرة المجر الكبرى، وتوحيد الأمة، والعداء ضد الأقلية الغجرية، ومعاداة السامية، وعدم الثقة في الغرب، ويبدو أن المنظمات اليمينية المتطرفة قد بدأت تتبنى منطقًا جديدًا في أعقاب أزمة الهجرة.

شارك