لدحر الإرهاب.. فرنسا تطالب دعم «الناتو» في منطقة الساحل والصحراء

السبت 30/نوفمبر/2019 - 11:11 ص
طباعة لدحر الإرهاب.. فرنسا أحمد عادل
 
أعلن تنظيم داعش الإرهابي عن إسقاطه طائرتي هليكوبتر عسكريتين فرنسيتين في مالي؛ ما أدى إلى مقتل 13 جنديًّا فرنسيًّا، مضيفًا أن طائرتي الهليكوبتر اصطدمتا بعد أن انسحبت إحداهما بسبب إطلاق أحد أفراد الجماعة النار عليهم؛ ما أدى إلى سقوط المروحيتين، ومقتل كل الموجودين فيها، بحسب وكالة رويترز البريطانية.

إلا أن الجيش الفرنسي، كذّب الجمعة 29 نوفمبر 2019، ادعاء التنظيم الإرهابي بأنه مسؤول عن تحطم مروحيتين تابعتين للجيش الفرنسي في مالي.

ووفقًا لشبكة سكاي نيوز الإخبارية، قال رئيس أركان الجيش الفرنسي، فرانسوا لوكوانتر، الجمعة 29 نوفمبر 2019: إن حادث تصادم طائرتي هليكوبتر عسكريتين فرنسيتين في مالي الثلاثاء، لم يقع نتيجة التعرض لنيران تنظيم داعش في غرب أفريقيا، مضيفًا أن فرنسا لا تعتزم الانسحاب من مالي لكنها تحتاج المزيد من الدعم من حلفائها، وبخاصة حلف شمال الأطلسي «الناتو».
 وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد طالب -الخميس 28 نوفمبر 2019-، بالدعم العسكري من حلف الناتو، وذلك على خلفية المؤتمر الصحفي الذي عُقد  في قصر الإليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس، مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج.

وخلال المؤتمر الصحفي، قال ماكرون: إن باريس تعمل في منطقة الساحل والصحراء نيابة عن العالم أجمع، مضيفًا أن مهمتنا هناك ضرورية، على الرغم من ذلك فإن الوضع الذي نواجهه يضطرني لدراسة كل خياراتنا الاستراتيجية، والبحث عن الدعم العسكري من حلف شمال الأطلسي «الناتو».

وأضاف أن طلبًا من الحكومة الفرنسية وكبار القادة العسكريين بالبلاد، دراسة متعمقة لطبيعة العمليات الفرنسية في المنطقة، داعيًا حلف شمال الأطلسي «الناتو» إلى التركيز على مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية.

وأمر الرئيس الفرنسي القوات الفرنسية بمواصلة العمليات ضد الإرهابيين في منطقة الساحل والصحراء، مشيرًا إلى أن كل الخيارات مفتوحة بعد مقتل 13 جنديًّا أثناء مهمة عسكرية في مالي الأسبوع المنصرم.
بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، خلال جلسة في مجلس النواب الخميس 28 نوفمبر: إن فرنسا بحاجة ماسة لمزيد من التحرك السياسي في مالي، ورغبة مشتركة في هزيمة الإرهاب، مشيرًا إلى أن ذلك ينطبق أيضًا على بوركينا فاسو، مطالبًا من القوى الإقليمية، والحلفاء العسكريين بدعم بلاده.

ووجه لو دريان، رسالة إلى الحلفاء الأوروبيين قائلًا: فرنسا تتحمل عبء عمليات لمكافحة الإرهاب لوحدها، وهذا يعود بالنفع على أوروبا بالكامل، مطالبًا بلاده أن تقنع حلفاءها الأوروبيين بسرعة إرسال قوات خاصة لمنطقة الساحل والصحراء لدعم القوات المحلية.
الإرهاب في منطقة الساحل

وتواجه منطقة الساحل والصحراء الأفريقي، تناميًا في تهديد النشاط الإرهابي للجماعات المسلحة، بتنفيذ عمليات دامية على طول الشريط الساحلي لهذه الدول، وكان تنظيم داعش الإرهابي من بين التنظيمات التي تحاول وضع موطئ قدم والانتشار، خاصةً بعد انتهاء وجود التنظيم في سوريا والعراق.

كما يتمتع تنظيم القاعدة، بحضور قوي في منطقة الساحل الأفريقي؛ حيث تمكن التنظيم من تشكيل أكبر تحالف له على مستوى العالم، وهو ما يُعرف بـ«نصرة الإسلام والمسلمين»، والذي تأسس في مارس 2017، نتيجة اندماج أربع حركات مسلحة في مالي ومنطقة الساحل، وهي: (أنصار الدين، وكتائب ماسينا، وكتيبة المرابطين، وإمارة منطقة الصحراء الكبرى).

وفي ذات السياق، يرى ناصر مأمون عيسى، الباحث في الشأن الأفريقي، أن منطقة الساحل والصحراء أصبحت في الوقت الراهن «منطقة ملتهبة»، نظرًا لما تنفذه التنظيمات المتشددة من عمليات إرهابية، تؤدي إلى إزهاق أرواح كثيرة من المدنيين والعسكريين.

وأكد ناصر في تصريح خاص له، أن فرنسا تسعى لحماية مصالحها الموجودة في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، مشيرًا إلى أن باريس تريد استقطاب عسكريين من حلف الناتو، نظرًا للقوة العسكرية التي يتمتع بها حلف شمال الأطلسي.

وأضاف الباحث في الشأن الأفريقي، أنه من المتوقع الفترة المقبلة وقوع مزيد من العمليات الإرهابية من قبل التنظيمات ضد الوجود الفرنسي والقوى الإقليمية الكبرى في منطقة غرب أفريقيا.

مكافحة الإرهاب بالقارة السمراء

يشار إلى أنه في عام 2013، أطلقت فرنسا، عملية عسكرية تسمي بـ«سيرفال»، والتي من أهم أهدافها، إيقاف جماح الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة التي كانت موجودة آنذاك في مالي.

وفي عام 2014، أطلقت فرنسا، عملية عسكرية أخرى تسمى «برخان»، والتي من أهم أهدافها التصدي لأنشطة الجماعات الإرهابية، وتقديم الدعم العسكري واللوجستي في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، وأبرزها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجماعة أنصار الدين، وجماعة بوكو حرام الناشطة في منطقة بحيرة تشاد، ويبلغ عدد قوات هذه العملية نحو 4500 جندي فرنسي، وتغطي 5 دول بمنطقة الساحل، وهي: مالي، وموريتانيا، والنيجر، وبوركينا فاسو، وتشاد.

وفي يوليو 2017، قدمت فرنسا دعمًا كبيرًا لتشكيل قوة عسكرية مشتركة عابرة للحدود ما بين الدول الخمس، وذلك في منطقة باماكو، وتكونت القوة بهدف مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، ودعم مهام القوات الدولية الموجودة في المنطقة.

شارك