هدد زعيم جماعة الحوثي الإرهابية فى اليمن، عبد الملك الحوثي، فى تغريدة عبر حسابه الخاص بموقع «تويتر» في 28 نوفمبر الجاري، باستهداف خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وهو ما دفع وزير الإعلام اليمني «معمر الإرياني» في اليوم التالى للرد على تهديدات الجماعة الانقلابية الخاصة بضرب الملاحة؛ حيث أكد «الإرياني» أن التهديد الحوثي يؤكد عدم استعداد الجماعة للسلام وعدم اكتراثها بجهود إنهاء الحرب في اليمن.

وبين الوزير اليمني أن هذه التهديدات، تؤكد استراتيجية الميليشيات الحوثية القائمة على المراوغة والتضليل والكذب والخداع، معتبرًا أن حديثها عن السلام مجرد استراحة لالتقاط الأنفاس والترتيب لجولة جديدة من الدم بأدوات أكثر خطورة دون اكتراث للجهود التي يبذلها الأشقاء والأصدقاء لإنهاء الحرب وإحلال السلام.

وحذر «الإرياني» من ألاعيب ميليشيات الحوثي، التي يعرفها اليمنيون جيدًا منذ عام 2003، مؤكدًا أن الضغط العسكري وحده من سيجبرها على الالتحاق بجهود حل الأزمة التي يبذلها الأشقاء والأصدقاء ويقودها إلى طاولة الحوار على قاعدة المرجعيات الثلاث، ويحقق السلام المستدام الذي يستحقه كل اليمنيين.

وجدير بالذكر أن تهديدات «الحوثي» تأتي عقب أيام من مبادرة تحالف دعم الشرعية التي تضمنت إطلاق سراح 200 أسير من ميليشيات الحوثي وتسيير رحلات جوية لنقل المرضى من صنعاء، في إطار جهود التحالف للدفع قدمًا بـ«اتفاق ستوكهولم».

ليست المرة الأولى

تهديد الحوثي هذه المرة بضرب الملاحة البحرية لم يكن الأول من نوعه، إذ سبق وأن قامت في أكتوبر 2016؛ بمحاولات عدة لضرب سفن في البحر الأحمر، ومن بينها محاولات ضرب السفينة الحربية الأمريكية «يو أس أس ميسون». 

وفي يوليو عام 2017؛ اتخذت تهديدات الحوثي للملاحة الدولية في البحر الأحمر؛ الطابع العلني إذ أعلن الحوثيون في بيان لهم إنهم سيحولون البحر الأحمر إلى ساحة حرب، وهدد رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى «صالح الصماد» بقطع الملاحة في البحر الأحمر، في حال واصل التحالف العربي وقوات الشرعية العمليات باتجاه الحديدة.

وفي مطلع نوفمبر الجاري، احتجزت ميليشا الحوثي مؤقتا، سفنا كورية في البحر الأحمر، ولكن ما لبث أن أفرجت عنهم، إذ أرادت إرسال رسالة مفادها أنها تستطع تهديد الملاحة، الأمر الذي دفع قوات الشرعية اليمنية والتحالف العربي لإطلاق معركة الساحل الغربي.

ذراع إيران

يقول «صالح أبو عوذل» رئيس تحرير صحيفة «اليوم الثامن» اليمنية: إن الحوثيين ذراع ايران في اليمن، وبالتالي فأي تصريحات أو مواقف للجماعة في الأساس تعبر عن نظام الملالي في إيران، الذي يواجه انتفاضة شعبية داخلية ورفض عربي واسع، أبرزه في العراق.

ولفت «أبو عوذل» في تصريح لـه، إلى أن هذه التهديدات وإن كانت مجرد تلويح؛ إلا أنه يجب أخذها على محمل الجد؛ لأن الحوثيين لا يفعلون أي شيء دون أوامر ايرانية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقوموا بأي إجراء لا توافق عليه إيران. 

وأشار رئيس تحرير «اليوم الثامن» إلى أنه يمكن اعتبار تلويحات الحوثيين مجرد تهديدات إيرانية؛ خاصة وأن طهران متورطة في العديد من الهجمات الإرهابية في المياه الدولية والإقليمية، فالصواريخ والهجمات لا يمكن للحوثيين القيام بها دون إيران، ولكن مهمتهم الوحيدة هو إعلان مسؤوليتهم عن أي هجمات إرهابية فقط.