ماذا يكشف حادث الجسر عن الخلايا النائمة لـ«داعش» في بريطانيا؟

الأحد 01/ديسمبر/2019 - 06:52 م
طباعة ماذا يكشف حادث الجسر شيماء حفظي
 
قالت صحيفة الديلي ميل البريطانية، في تقرير السبت 30 نوفمبر 2019: إن الإرهابي الذي طعن شخصين حتى الموت على جسر لندن قبل يوم، ربما كان يتصرف انتقامًا لمقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي، فيما أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الحادث.
وأضافت الصحيفة، أن الإرهابي – الذي قتلته الشرطة عقب الحادث – هو عثمان خان، 28 عامًا، كان قد أُدين سابقًا بالتخطيط لتفجير بورصة لندن في عام 2012، وكان معروفًا لرؤساء الأمن، ويُعتقد أنه كان من بين 20 ألف شخص يشتبه في أنهم من الجهاديين البريطانيين المعروفين لدى الشرطة.
وقال العقيد ريتشارد كيمب، رئيس لجنة الأمن لصحيفة صن البريطانية: إنه في حال ثبت أن الإرهابي مسلم، فمن المحتمل أن يكون مصدر إلهام من داعش، ومن المحتمل أن يكون أفعاله انتقامًا لمقتل البغدادي؛ إنه شيء دعا إليه داعش منذ غارة الولايات المتحدة على زعيم التنظيم.
وخان، الذي سجن لمدة 8 سنوات، تم إطلاق سراحه بترخيص في ديسمبر 2018 وكان لا يزال يرتدي بطاقة مراقبة في وقت هجوم الأمس.
كان خان يحضر ندوة في قاعة تجار الأسماك التي تديرها إدارة الجريمة بجامعة كامبريدج لمساعدة الجناة على الاندماج في المجتمع بعد إطلاق سراحهم من السجن، وكان قد هدد بتفجير المبنى في بداية هياجه الذي استمر خمس دقائق والذي انتهى بوفاته على جسر لندن.
في وقت اعتقاله، وبعد إلقاء القبض على عصابة خان التي كانت مؤلفة من تسعة أشخاص عثرت الشرطة على قائمة مكتوبة بخط اليد من الأهداف التي شملت السفارة الأمريكية ومنازل عمدة لندن بوريس جونسون وكاتدرائية عميد القديس بولس وحاخامين.
كما خططت المجموعة لإرسال خمس قنابل إلى المعابد في لندن ومقر كنيسة السيانتولوجيا، وكذلك نشر الذعر في ستوك أون ترينت عن طريق زرع القنابل في مراحيض النادي.
وقال القاضي ألن ويلكي عندما حكم على خان في عام 2012 «مجموعة ستوك كانت‭ ‬تعتبر الأبرز».
وأضاف «كانوا يعتبرون أنفسهم جهاديين أكثر جدية من غيرهم».
وقال ويلكي: «كان ما يدور في أذهانهم جميعًا أنهم في نهاية المطاف، هم والمجندون الآخرون، يمكن أن يعودوا إلى المملكة المتحدة كإرهابيين مدربين وذوي خبرة جاهزين لتنفيذ هجمات إرهابية في البلاد».
وقال ويلكي في 2012: إن خان كان بالغ الخطورة لدرجة أنه حُكِمَ عليه بما يسمى بالسجن غير محدد المُدَّة من أجل حماية الناس، وكان ذلك يعني أنه سيظل بالسجن ما دام يُعتبر خطرًا على المجتمع؛ بينما تقيم اللجنة المعنية بإطلاق السراح المشروط ما إذا كان يستحق الإفراج.
وكان رئيس الوزراء في 2011، ديفيد كاميرون أعلن مراجعة أحكام السجن غير محددة المدة وجرى إلغاؤها في العام التالي، وبعدما استأنف خان الحكم الصادر بحقه ألغت محكمة استئناف في عام 2013 الحكم غير محدد المدة وأصدرت حكما نهائيا بسجنه 16 عاما، وهو ما يعني إمكانية الإفراج عنه بعد نصف المدة فقط.
وذكر قضاة محكمة الاستئناف وقتها أن على لجنة إطلاق السراح المشروط تقييم مدى خطورة المدانين قبل إطلاق سراحهم. وقالت اللجنة السبت 30 نوفمبر 2019 إنها لم تكن طرفا في إصدار قرار إطلاق سراح خان.
وقالت: «تؤكد لجنة إطلاق السراح المشروط أنها لم تكن طرفًا في إطلاق سراح الفرد الذي أعلنت (السلطات) أنه منفذ الهجوم».
وطالب رئيس الوزراء بوريس جونسون، الذي يخوض الانتخابات في 12 ديسمبر، إن من الضروري تشديد الأحكام القضائية ذات الصلة بالإرهاب.
وأضاف بعد وقت قصير من الهجوم «من الخطأ أن نسمح لمرتكبي الجرائم الخطرة والمنطوية على عنف بالخروج من السجن مبكرًا ومن المهم جدًّا وقف هذا الإجراء وتشديد الأحكام على المجرمين الخطرين، وخصوصًا الإرهابيين».
وتهدد الخلايا النائمة لتنظيم داعش الإرهابي، الوضع في بريطانيا، وتمثل إشكالية كبرى تتجدد مع أي هجوم أو استهداف في الدول الغربية، ويتضاعف هذا الخطر مع خسائر التنظيم في سوريا والعراق.

شارك