«إيران إنترناشونال».. آخر ضحايا استخبارات نظام الملالي

الأحد 01/ديسمبر/2019 - 06:57 م
طباعة «إيران إنترناشونال».. نورا بنداري
 
يواصل نظام الملالي استخدام كل الأدوات التي تمكنه من قمع أي صوت معارض يكشف فساده، خاصة في ظل الاحتجاجات المتواصلة التي تشهدها المدن الإيرانية عقب رفع أسعار البنزين.
دفع هذا بالنظام الإيراني إلى القيام بمحاولات عدة من أجل إيقاف قناة «إيران انترناشونال» المعارضة التي تبث من لندن، بعد أن قامت بتغطية الاحتجاجات الشعبية.
وأعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية في بيان لها في 29 نوفمبر الماضي؛ تجميد أموال موظفي قناة «إيران إنترناشيونال» في الداخل، مهددة بملاحقتهم دوليًّا، وذلك بعد صدور حكم من قبل السلطة القضائية في 26 من نفس الشهر؛ يقضي بحظر التعامل، وتجميد جميع أموال الموظفين والمرتبطين بالقناة. 
وقالت الوزارة في بيانها أيضًا إن نشاطات القناة وموظفيها، تعتبر تعاونًا مع أعداء البلاد في ممارسة الأعمال الإرهابية بحق طهران، بل وواصلت الاستخبارات توجيه اتهامات للقناة بتحريض جمهورها، وتضخيم الأزمة في المناطق المختلفة في إيران.
وجدير بالذكر، أن سلطات الملالي اتجهت إلى إجراء تجميد الأموال، بعدما فشلت في عدة محاولات، كان أولها تقديمها شكوى رسمية ضد «إيران انترناشونال» إلى هيئة مراقبة البث التلفزيوني البريطاني «أوفكوم Ofcom»، وهو ما قوبل بالرفض، وبعد ذلك حاولت الحكومة الإيرانية التشويش على بث القناة داخل البلاد، إضافةً إلى احتجاز عائلات موظفي القناة كورقة ضغط، كرهائن والطلب منهم تحذير العاملين في القناة بالخارج، بل ومطالبتهم بعدم العمل في هذه القناة.

رد قانوني
نتيجة لذلك، أعلن «مارك ستيفنس» محامي قناة «إيران إنترناشيونال» في 30 نوفمبر المنصرم، أن إجراءات النظام الإيراني بتجريم نشاطات موظفيها ومنعهم من ممارسة حقهم في حرية التعبير، وتجميد أموالهم ومضايقة أسرهم؛ تعد انتهاكًا لقواعد القانون الدولي وكل الاتفاقيات الدولية التي تنص على ممارسة حرية الرأي والتعبير.
ولفت المحامي البريطاني إلى أن اتهامات النظام الإيراني ضد الصحفيين غالبًا ما تكون ذات دوافع سياسية، إذ إن هذا النظام يرفض النقد.

استمرار القمع
يوضح إياد المجالي، الباحث المختص في الشؤون الإيرانية، أن الإجراءات التي يتخذها النظام السياسي الحاكم في طهران بشأن القنوات المعارضة له، تؤكد أنه يعمل بشكل واضح ومباشر في مواجهة الاحتجاجات الداخلية والخارجية التي اختلفت عن سابقتها، وفضحت سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد.
ولفت «المجالي» في تصريح لـه، أن ما يقوم به هذا النظام بحق موظفي قناة «إيران انترناشونال» والقنوات الأخرى المعارضة له؛ لن يقف عند هذا الحد، إذ إنه لن يتوانى عن اتخاذ كل ما من شأنه قمع هذه الأصوات حتى إن وصل الأمر  للقيام باغتيالات بحق هؤلاء المعارضين، وهذا ليس بجديد عليه.
ورأى الباحث في الشأن الإيراني أن مواجهة النظام الإيراني لكل الأصوات المعارضة له، يفسرها بذريعة أن تلك الأصوات ما هي إلا مؤامرات خارجية تحاك في الظلام لإسقاط النظام السياسي الحاكم.

شارك