«الباب المفتوح».. واشنطن وطالبان على طاولة المفاوضات من جديد

الأحد 01/ديسمبر/2019 - 11:29 م
طباعة «الباب المفتوح».. نهلة عبدالمنعم
 
أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الأفغانية، صديق صديقي، الأحد الأول من ديسمبر، أن حركة «طالبان» إذا وافقت على الاقتراح الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار، فإن محادثات السلام سوف تبدأ فورًا.
ولفت صديقي في بيان إلى أن هذا العرض الأمريكي يعد فرصة حقيقية لـ«طالبان» إذا كانت تنوي بالفعل، المضي قدمًا نحو إقرار سلام شامل وطويل الأمد في البلاد، مؤكدًا الدور الفعال للحكومة في إتمام الاتفاق.
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أفغانستان في 29 نوفمبر الماضي، والتقى خلالها الرئيس الأفغاني، أشرف غني، للتباحث حول عملية السلام والانسحاب العسكري الأمريكي من البلاد بعد حرب دامت 18 عامًا.

وخلال الزيارة أعلن "ترامب" انخراط بلاده و"طالبان" في مفاوضات للسلام، ليعد هذا التصريح بمثابة إعلان واضح وتأكيد للتسريبات التي دامت أيامًا حول عقد لقاءات سرية بين مفاوضي "طالبان" والفريق الأمريكي برئاسة مبعوث السلام، زلماي خليل زاده.
وشدد "ترامب" على رغبة "طالبان" في إنهاء الحرب وإتمام اتفاقية السلام بعد الضربات الأمريكية القوية التي تلقتها خلال الآونة الأخيرة، ولكن الخطوة الأهم لإنهاء التفاوض بنجاح هو التزام الحركة بوقف إطلاق النار كمرتكز جدي لبدء التفاوض بشكل فعال.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها "ترامب" أفغانستان منذ توليه الحكم، كما حرص على أن تكون الزيارة سرية للحفاظ على سلامته وسلامة الوفد المرافق في ظل الاضطرابات الأمنية الشديدة في البلاد.

ترحيب دولي
من جانبه رحب الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج بعودة الاتصالات المباشرة بين واشنطن وطالبان، مؤكدًا دعمه الكامل لإرساء قواعد السلام الحقيقي بالمنطقة، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة حريصة على إطلاع الحلف بكل المشاورات التي تُجرى حول هذا الأمر.
وأشار إلى أن المباحثات التي يجريها الحلف مع الحكومة الأمريكية بشأن الملف الأفغاني ضرورية جدًا، نظرًا لوجود قوات من أوروبا في هذه الحرب الطويلة على الإرهاب بالمنطقة، بالإضافة إلى 12 ألف جندي أمريكي ينشطون بأفغانستان.
كما أكدت الحركة عن طريق سهيل شاهين المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي لـ«طالبان» في العاصمة القطرية الدوحة، حدوث لقاء بين نائب رئيس المكتب السياسي للحركة مع الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في أفغانستان، والممثل الخاص من ألمانيا في مكتب الدوحة للتشاور بشأن ملف السلام.

وقف النزيف
وفي هذا الصدد، أشار محمد فراج أبو النور، الكاتب المختص في الشأن الآسيوي، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج هذه الاتفاق بشدة لإيقاف نزيف الأموال بعد تأكدها من فشل محاولاتها العسكرية التي استنزفت المليارات من خزينتها، مشيرًا في تصريح له إلى أن الرئيس الأمريكي يهمه أيضًا إيقاف الخسائر البشرية لقواته التي تستهدفها عناصر "طالبان" بقوة، وتحقيق وعوده الانتخابية، لافتًا إلى قوة "طالبان" على الأرض وسيطرتها على مساحات شاسعة من أرض أفغانستان تسمح لها بإملاء شروطها على الجانب الآخر.

شارك