«الدعاية الداعشية» بعد مقتل البغدادي.. تحريض وإرهاب وهجوم مضاد
الثلاثاء 03/ديسمبر/2019 - 11:43 ص
طباعة
أحمد سلطان
واصلت الآلة الدعائية لتنظيم «داعش» عملها بعد مقتل زعيم التنظيم «أبوبكر البغدادي» أواخر أكتوبر 2019 بأربعة أيام، ونشرت مؤسسة الفرقان الإعلامية كلمة صوتية للمتحدث الجديد باسم التنظيم «أبوحمزة القرشي».
خلال كلمته، أعلن «القرشي» تولية «أبوإبراهيم الهاشمي» قيادة التنظيم الإرهابي، خلفًا لـ"البغدادي"، ومنذ ذلك التاريخ نشرت المؤسسات الإعلامية الداعشية الرسمية والمناصرة (غير الرسمية) تهديدات ودعوات للثأر لزعيم «داعش» المقتول.
ركزت الرسائل التي بثتها مؤسسات «داعش» الإعلامية على «بيعة الهاشمي» والتعهد بالثأر والانتقام للبغدادي، كما دعت عناصر وذئاب التنظيم المنفردة لتنفيذ هجمات إرهابية باستغلال أية وسائل أو أسلحة متاحة لإرهاب رعايا الدول الغربية.
إضرام النيران
عبر تصميمات دعائية متعددة، دعت مؤسسات مناصرة لتنظيم «داعش» لتنفيذ هجمات إرهابية عبر إشعال الحرائق في الغابات في الولايات المتحدة والدول الغربية.
وبحسب موقع الأمن الوطني اليوم، (موقع أمريكي متخصص في متابعة الحركات الإرهابية المسلحة)، فإن تنظيم داعش استقى تكتيكات تنظيم القاعدة التي كان ينشرها عبر مجلة «إنسباير» التي أصدرها فرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في فترة زعيمه «أبوبصير ناصر الوحيشي».
ودعت مجلة رومية (مجلة أصدرها ديوان الإعلام المركزي الداعشي باللغات الأجنبية في 2017) لاتباع تكتيكات الحرائق باعتبار أنه يصعب تعقب مشعليها فضلًا عن تكلفتها على اقتصاد الدول الغربية.
وبحسب تقرير سابق فإن إشعال الحرائق في الغابات والمحاصيل الزراعية يأتي ضمن خطة الحرب الاستنزافية الاقتصادية التي دعا لها زعيم داعش السابق «أبوبكر البغدادي» قبل مقتله.
«المناطيد».. مفخخات داعش الجديدة
دعا الإعلام الداعشي لاتباع وسائل غير تقليدية في تخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية، وقدمت صحيفة النبأ الأسبوعية سلسلة من الإرشادات لخلايا «داعش» وذئابه المنفردة لتنفيذ هجمات إرهابية في الدول الغربية.
لكن بعد مقتل «البغدادي»، ركز الإعلام الداعشي على تحريض أتباع التنظيم على أساليب غير تقليدية في تنفيذ الهجمات الإرهابية مثل تفجير محطات الوقود، واستخدام المناطيد الطائرة كأسلحة في الهجمات الداعشية.
وبحسب سلسلة من الرسائل على قنوات التنظيم على تطبيق تيليجرام للتواصل الاجتماعي -رصدها موقع الأمن الوطني الأمريكي- فإن «داعش» دعا لتنفيذ هجمات على مقر البيت الأبيض الأمريكي والمواقع العسكرية الغربية، واستهداف الأشخاص الذين يشغلون المناصب القيادية من الجو.
هجمات الذئاب المنفردة
بالرغم من أن «الذئاب المنفردة» ليس تكتيكًا جديدًا على تنظيم داعش، إفن آلة الدعاية الإرهابية حرضت الذئاب المنفردة، عقب مقتل «البغدادي»، على تنفيذ هجمات إرهابية، معتبرةً أن التنظيم لا يزال باقيًا بالرغم من مقتل زعيمه.
وبحسب صحيفة ديلي بيست البريطانية فإن حادث الطعن الذي نفذه أحد الإرهابيين على جسر لندن جاء انتقامًا لمقتل «البغدادي»، وبذلك يكون هذا الهجوم إحدى النتائج المباشرة لتحريض وسائل الدعاية الداعشية.
الهجوم المضاد
في السياق ذاته، قال موقع الأمن الوطني اليوم إن إدارة تطبيق تيلجرام قامت بهجوم مضاد بالتعاون مع وكالة الشرطة وتطبيق القانون الأوروبي«يوروبول»، مضيفةً أن تيلجرام حذف الآلاف من الحسابات الداعشية التي تبث الدعايا الإرهابية خلال الفترة القليلة الماضية.
واتبعت إدارات فيسبوك وتويتر إجراءات مشابهة في التعامل مع الحسابات والصفحات التي تروج المحتويات المتطرفة، وقامت بحذف العديد من الحسابات التي تنشر الدعاية الداعشية في حملة منسقة خلال الأسابيع الماضية.