كواليس العدوان التركي.. هكذا تحالف أردوغان مع فصائله السورية الإرهابية

الثلاثاء 03/ديسمبر/2019 - 11:51 ص
طباعة كواليس العدوان التركي.. شيماء يحيى
 
لا تزال الأموال المدفوعة من قبل الحكومة التركية التي تعاني بلادها من انهيار للاقتصاد؛ لدعم الفصائل الإرهابية في سوريا لغزًا يسعى الجميع لحله، إذ تواصلت  الكاتبة الصحافية الأمريكية «إليزابيث تسوركوف» مع  عناصر من الميليشيات الإرهابية المدعومة من تركيا والمسماة زورًا «الجيش الوطني السوري» منذ 2014، بعضهم من العرب السنة، التحقوا بالتنظيم للقيام بأعمال السرقة والنهب، معتبرين أن مشاركتهم في الحرب كانت لصالح تركيا، وليس لهم أي أهداف كالإطاحة بالنظام السوري، بل قد يتجهون إلى التحالف معه، الأمر الذي جعلهم بحاجة لتبرير موقفهم لمجتمعهم.

وكشفت في مقال بموقع «NYR Daily» الأمريكي، أن الحكومة التركية تدعم الجيش الوطني السوري، بدفع رواتبه الشهرية لـ35 ألف مقاتل، بما يقدر بحوالي 11 مليون ليرة، وأكدت في لقاء لها مع أحد عناصر فيلق المجد التابع للجيش الوطني السوري في تل أبيض، أوضح لها أن عناصر التنظيم يتبعون قائدهم سمعًا وطاعة.



وأوضحت، أن تركيا حلت محل الاستخبارات الأمريكية منذ 2016 في دعم بعض التنظيمات، فيما يتعلق بدفع رواتب المقاتلين شهريًّا، بعد فشل برنامج جهاز الـ(CIA) الأمريكي من التدريبات والمعدات العسكرية في عام 2015، وانتهاءه في 2017.



وزعمت، أن الحكومة التركية كانت تدفع 300 دولار شهريًّا للمقاتلين، قبل عملية درع الفرات، مشيرةً إلى أن الرواتب قلت منذ 2019؛ لتصبح 100 دولار أمريكي شهريًّا، على أن تسدد كل شهرين، وأن هناك بعض المقاتلين يلجأون إلى الاستدانة؛ بسبب تراجع الرواتب التركية، مشيرةً إلى أن المقاتلين القادة لا يزالوا يحصلون على 300 دولار شهريًّا.



وأشارت، إلى أنه في حال حساب أقل راتب 50 دولار شهريًّا، تكون تركيا تدفع 11 مليون ليرة تركية شهريًا لنحو 350 ألف مقاتل في الجيش الوطني السوري.

دورالفصائل الإرهابية

استخدمت تركيا فصائلها الإرهابية تلك؛ لقتال التنظيمات الكردية في شمال سوريا، وشُكلت قبل بدء العدوان التركي على عفرين في 20 يناير 2018، إضافةً إلى معركة «درع الفرات» وشاركت تلك الفصائل الإرهابية في العمليتين، وأيضًا كانت بمثابة «رأس الحربة» في العمليات العسكرية التركية التي شنتها تركيا على شرق الفرات شمالي سوريا في أكتوبر 2019.



واضطرت حكومة دمشق المؤقتة لاتخاذ خطوة نحو إعادة هيكلة هذه الفصائل «الجيش الوطني»، بعد الاندماج مع «الجبهة الوطنية للتحرير»، وضم الجيش سبعة فيالق، ثلاثة مشكلة في ريف حلب الشمالي، وأربعة تشكلت من «الجبهة الوطنية للتحرير»؛ بهدف تحرير البلاد من الطغاة والحفاظ على وحدة وسلامة تراب الوطن سوريا والدفاع عن الساحل ومدينة إدلب.

الدعم التركي للاستخبارات

وفي تصريحات سابقة للخبير الاقتصادي التركي ألب ألتينورس، في إطار تقييمه زيادة مخصصات المالية للأنشطة الاستخباراتية إلى الضعف في ميزانية 2020، أكد أن مخصصات العاملين في جهاز الاستخبارات التركية ارتفعت بنسبة كبيرة، مهتمةً أكثر بالجانب العسكري والأمني؛ ما جعله يتساءل حول هل للاستخبارات يد في دعم الجماعات المسلحة في سوريا.



وأوضح ألتينورس، أن مخصصات وزارة الدفاع ارتفعت من 101 مليار ليرة إلى 141 مليار ليرة، متسائلًا هل يقوم جهاز الاستخبارات التركية بتمويل التنظيمات المسلحة في سوريا بشكل مباشر متمثلة في الجيش الوطني السوري؟.



وقال الخبير الاقتصادي: إن الجماعات المسلحة الموجودة في سوريا كانت على وشك الاندثار، إلا أن دعم وتمويل حكومة حزب العدالة والتنمية أعاد إحياءها مرة أخرى، واستخدمت أنقرة الجيش السوري الحر، الذي يحصل على دعم تركي كامل، في تنفيذ عمليات عسكرية، آخرها العدوان التركي على شرق الفرات في أكتوبر الماضي ضد القوات الكردية.



وقال محمد ربيع الديهي، الباحث في العلاقات الدولية، له: إن ما كشفته الكاتبة إليزابيث تسوركوف في مقال، من أنّ الحكومة التركية تدفع رواتب شهرية لنحو 35 ألفًا من مقاتلي الجيش الوطني السوري، تصل -على أقل تقدير- لـ11 مليون ليرة تركية، لم يكن غريبًا في ظل الدعم التركي لأغلب الفصائل المعارضة في سوريا، وكذلك للجماعات الإرهابية هناك مثل «داعش» و«النصرة».



وأضاف «الديهي»، أن النظام التركي منذ ما يسمى ثورات الربيع العربي استغل الكثير من ضعفاء النفس، إضافةً إلى جماعات الإسلام المتشددة لتحقيق الحلم الأردوغاني في إقامة دولة الخلافة، وهذا ما أكده قائد الشرطة التركية أحمد ياليلا في تصريحات صحافية، إضافةً إلى تورط صهر أردوغان وولده في عمليه شراء النفط العربي والبترول الخليجي، إضافةً إلى تقديم الخدمات الصحية لعناصر دواعش ومعالجتهم في الداخل التركي.



ورأى الباحث، أن ما يسعى له أردوغان من خلال دعم الفصائل الإرهابية في سوريا، هو تمزيق وحدة الصف السوري، والاستيلاء على الثروات السورية، وتقسيم سوريا لتصبح بعد ذلك مجموعة من الدويلات يسهل السيطرة عليها وتدين أغلبها بالولاء لأردوغان ونظامه، يستخدمهم في المستقبل في خلق عداءات مع بقية الدول في المنطقة، لذلك يدعمهم ماليًّا؛ بهدف ضمان ولاءهم وانتماءهم لتنفيذ أجندة أردوغان التخريبية في المنطقة بمشاركه النظام القطري، الذي يعتبر أحد الداعمين لأردوغان في إشعال هذه الأزمات وتمويل تلك الجماعات.

شارك