لإثارة فتنة طائفية.. داعش يستهدف كنائس ومساجد بوركينا فاسو

الثلاثاء 03/ديسمبر/2019 - 11:54 ص
طباعة لإثارة فتنة طائفية.. أحمد عادل
 
استهدف الإرهاب يوم الأحد 1 ديسمبر 2019، كنيسة بروتستانتية في هانتوكورا شرق بوركينا فاسو؛ ما أسفر عن مقتل 14 شخصًا، وبحسب الوكالة الفرنسية، ذكر مصدر أمني، أن أكثر من عشرة أشخاص كانوا يشاركون في القداس قتلوا في هجوم استهدف الكنيسة في منطقة فوتوري المحاذية للنيجر، موضحًا أن الهجوم نفذه عشرة أفراد مدججين بالسلاح، قتلوا المصلين بدم بارد بينهم قس الكنيسة وأطفال.

وعلى الفور، نفذ رجال الأمن البوركيني، عملية تمشيط في المنطقة التي وقعت في الحادث الإرهابي، وبدأت وحدة عسكرية في فوتوري؛ لاقتفاء أثر المهاجمين الذين فروا على متن دراجات نارية ، كانوا يستقلونها.

عمليات سابقة
وفي أكتوبر2019، استهدفت العناصر الإرهابية، مسجدًا في منطقة سالموسي شمال البلاد؛ ما أدى إلى مقتل  16 شخصًا، وفي مايو 2019، هاجم العناصر الجهادية، كنيسة كاثوليكية في تولفيه الواقعة في شمال بوركينا فاسو؛ ما أدى إلى مقتل 4 أفراد، وخلال الشهر، قُتل أربعة كاثوليك خلال مراسم دينية تكريمًا للسيدة العذراء في زيمتنجا في الشمال، كما قُتل ستة أشخاص بينهم كاهن في هجوم خلال القداس في كنيسة كاثوليكية في دابلو في منطقة سانماتينجا في الشمال، وفي أبريل 2019 قضى ستة أشخاص في هجوم طال كنيسة بروتستانتية في سيلجادي في الشمال، وفي مارس 2019 خطف مسلّحون الأب جويل يوجباريه كاهن دجيبو بالشمال، وفي فبراير، قُتل الأب سيزار فرنانديز، وهو مبشر من أصل إسباني، في وسط بوركينا.

بؤرة صراع
وتعتبر منطقة شمال بوركينا فاسو، واحدة من أخطر بؤر الصراع والإرهاب، وتنشط فيها عناصر القاعدة وداعش؛ حيث توعد تنظيم داعش الإرهابي، القوات الإقليمية في كل من تشاد ومالي ونيجيريا وبوركينا فاسو بتنفيذ المزيد من العمليات الإرهابية، وعليه فقد تصاعدت وتيرة الهجمات في شمال بوركينا فاسو.

وفي مارس 2017، أعلنت الجماعات المسلحة الأربعة في مالي، اندماجها في مجموعة واحدة تحت اسم «نصرة الإسلام والمسلمين»، وفق ما أعلنه الإرهابي «إياد غالي» زعيم الحركة الجديد، والتي اعتبرتها وزارة الخارجية الأمريكية منظمة إرهابية في سبتمبر 2018، ويُنظر إليها على أنها الفرع الأقوى لتنظيم القاعدة في غرب أفريقيا.

وتسعى الأجهزة الأمنية في بوركينا فاسو، إلى وقف زحف الجماعات المنتمية لداعش والقاعدة في منطقة الساحل والصحراء، وعملت في يونيو 2018، على نشر قائمة بأسماء 146 شخصًا على خلفية التورط في أعمال إرهابية، والانتماء إلى جماعة أنصار الإسلام الإرهابية، والتي تستمد أفكارها من تنظيم القاعدة، ويتزعمها عبد السلام ديكو، وتنشط في البلاد منذ عام 2011.

وتشارك بوركينا فاسو ضمن تحالف مجموعة دول الساحل الأفريقي الخمس، وهي «موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد»، إضافةً إلى بوركينا فاسو، والتي تسعى لمواجهة الإرهاب في المنطقة، والمعروفة بـ«G5»، وذلك تحت إشراف القوات الفرنسية الموجودة في منطقة الساحل والصحراء.

مناخ الإرهاب
وفي تصريح خاص لـه، قالت الدكتورة أميرة عبد الحليم، الباحثة في الشأن الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن التنظيمات الإرهابية استطاعت في الفترة الأخيرة، استغلال الصراعات العرقية والدينية الموجودة في بوركينا فاسو، واستهداف المساجد والكنائس؛ لضرب لحمة واتحاد الشعب البوركيني وإثارة الفتن الطائفية بين عناصره.


وأكدت أميرة، أن بوركينا تعاني من غياب الأمن بطريقة كبيرة؛ ما سهل وقوع العمليات الإرهابية بصورة متكررة في البلاد، وذلك بسبب عدم توافر الغطاء الأمني للقوات الإقليمية والدولية، ومعه يصعب تحقيق أي تقدم ملحوظ  للقوات الحكومية أو الإقليمية في بوركينا فاسو.

شارك