رسائل واضحة.. العراقيون يكررون حرق القنصلية الإيرانية

الثلاثاء 03/ديسمبر/2019 - 02:43 م
طباعة رسائل واضحة.. العراقيون إسلام محمد
 
أقدم المحتجون العراقيون على حرق القنصلية الإيرانية في النجف للمرة الثانية خلال أيام، وذلك خلال احتجاجات الليلة الماضية، وشرعت قوات أمنية في النجف، الإثنين 2 ديسمبر 2019، بقطع جميع الطرق المؤدية إلى ساحة ثورة العشرين ومرقد محمد باقر الحكيم، الذي أحرق المتظاهرون جزءًا منه أيضًا.

ويحمل المتظاهرون طهران مسؤولية المجازر التي تعرضوا لها منذ اندلاع الاحتجاجات، ولذلك أضرموا النار في مقر القنصلية الإيرانية في محافظة النجف جنوبي البلاد.



وكان حسين شريعتمداري، ممثل المرشد الأعلى علي خامنئي، كتب في مقال بصحيفة كيهان، السبت، حث فيه المجموعات المسلحة المرتبطة بإيران على مواجهة المحتجين في النجف، وردد تصريحات سابقة للمرشد خامنئيـ، بأن الاحتجاجات هدفها الإضرار بمحور المقاومة، واصفًا المتظاهرين بالأوباش، ودعا الحشد الشعبي الموالية لإيران إلى «اقتلاع جذور المتظاهرين».



والأربعاء الماضي، قام متظاهرون عراقيون بإحراق القنصلية الإيرانية في النجف؛ رفضًا للتدخلات الإيرانية.



و ذكرت مصادر طبية، أن طفلة بنت خمسة أعوام قتلت بإطلاق للنار قرب ساحة التظاهر في ساحة ثورة العشرين وسط النجف، كما وصلت حالات الاختناق في مستشفى الصدر والحكيم وصلت إلى أكثر من 200 حالة جرّاء تعرضهم للغاز المسيّل للدموع الذي تستخدمه قوات الأمن لتفريق المتظاهرين.

 

وقتل 47 متظاهرًا يومي الخميس والجمعة الماضيين فقط على يد قوات أمن قدمت من خارج المحافظة، بقيادة قائد خلية الأزمة اللواء الركن جميل الشمري في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، وهي المجزرة التي أعقبت حرق القنصلية للمرة الأولى.



وأصدر القضاء مذكرة اعتقال الأحد، بحق الشمري على خلفية قمع المحتجين، فيما أحرق مواطنون منزله في محافظة الديوانية.

وأعلنت طهران، أن وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، اتصل بنظيره الإيراني، محمد جواد ظريف؛ للاعتذار عن الهجوم الذي استهدف القنصلية في النجف الأربعاء الماضي.



وعمّت التوترات في الناصرية عاصمة محافظة ذي قار على مدى الأيام الماضية، فيما تولى مسلحون من العشائر تأمين مداخل ومخارج المدينة؛ خشية تسلل «مندسين» أو قوات ميليشيات إيرانية.



ومنذ بدء الاحتجاجات مطلع أكتوبر الماضي، سقط أكثر من 450 قتيلًا و15 ألف جريح، وفق الإحصاءات المعلنة.



وطالب المحتجون، في البداية بتحسين الخدمات ومحاربة الفساد، قبل أن تتوسع الاحتجاجات وتشمل المطالب رحيل الحكومة والنخبة السياسية المتهمة بالفساد.

من جانبه، قال محمد عبادي الباحث في الشؤون الإيرانية: إن تكرار حرق القنصلية الإيرانية، هو رسالة قوية جدًّا، تبين أن الارض العراقية لفظت إيران وميليشياتها التي ولغت في دماء العراقيين وانتهكت بلادهم.



وأضاف الباحث في الشؤون الإيرانية، أن إيران تواجه أزمة كبيرة في الإقليم سواءً في العراق أو لبنان أو اليمن أو سوريا، فهي باتت مكروهة وملعونة من شعوب المنطقة الذين كفروا بها وبمشروعها.

 

وتابع، أن قوات مكافحة الإرهاب العراقية استخدمت الذخيرة الحية وأسلحة محرمة، وأعلنت حالة الإنذار القصوى في جميع أجهزتها وفصائل ميليشيات الحشد الشعبي، وحجبت مواقع التواصل مرارًا؛ للحيلولة دون اتساع رقعة المظاهرات، ولم يمنع ذلك المتظاهرون من أن يصبوا جام غضبهم على إيران؛ لأنها هي التي تحرك المشهد.

شارك