الإرهاب العائلي.. هجوم إندونيسيا يفتح ملف «داعش في آسيا»

الثلاثاء 03/ديسمبر/2019 - 11:29 م
طباعة الإرهاب العائلي.. نهلة عبدالمنعم
 
أعلنت السلطات الإندونيسية، الثلاثاء 3 ديسمبر 2019 إصابة شخصين من أفراد الأمن جراء انفجار قنبلة يدوية بالقرب من قصر الرئاسة في العاصمة جاكرتا، مؤكدة عدم وجود الرئيس جوكو ويدودو بمقر  إقامته الرسمية أثناء الهجوم.
كما قال قائد شرطة جاكرتا، جاتوت إيدي برامونو: إنه تم نقل المصابين إلى مستشفى محلي للمعالجة من الجروح التي ألمت بهم، مشيرًا إلى عدم وضوح الهدف من الهجوم حتى الآن وسواء كان دافعه إرهابي أو لا، إضافة إلى عدم إعلان أي جماعة مسؤوليتها عن الحادث.
يذكر أن الجهات الأمنية ترجح أن المادة المنفجرة كانت قنبلة دخان، كما أن الهجوم وقع بالقرب من حديقة النصب التذكاري الوطني وهي بقعة جغرافية شديدة الحراسة نظرًا لقربها من مقر الرئاسة وبعض المقرات الحكومية المهمة مثل وزارة الداخلية.

داعش في الصورة
يتضح من الأحداث المتتابعة بالبلاد وجود تركيز على استهداف القيادات الأمنية والحكومية، إذ تأتي هذه الواقعة بعد أيام قليلة من وقوع تفجير انتحاري في 13 نوفمبر 2019 بمحيط أحد مراكز الشرطة في مدينة مايدن بجزيرة سومطرة بشمال البلاد، ما أدى إلى مقتل المنفذ وإصابة 6 آخرين ممن تصاف مرورهم بذات المكان.

وفي 10 أكتوبر 2019، نفذ تنظيم داعش حادثة طعن لرئيس وزراء الأمن ويرانتو  أثناء افتتاحه لأحد المقرات الرسمية، ما يدلل ذلك على تبني المجموعات المتطرفة بالداخل لعقيدة واضحة ضد الموجودين بالسلطة، فطبقًا للجماعات المتشددة لا تصح الولاية إلا للزعيم المختار على رأس المجموعة وما دون ذلك يتم تكفيرهم وإباحة دمائهم.

تصاعد إرهابي
تتجه المراكز البحثية إلى اختيار منطقة جنوب شرق آسيا كأبرز الوجهات الجغرافية لاحتضان التيارات الإرهابية بشكل متزايد خلال الفترة القادمة وبالأخص بعد الضربات العسكرية القوية التي تلقاها داعش وعناصره بسوريا والعراق، ففي إحدى الدراسات التي قدمتها «مؤسسة راند» حول الإرهاب في المنطقة الآسيوية تم الإشارة إلى الاستعداد الثقافي والمجتمعي لدى مواطني المنطقة لتبني الراديكالية كمعتنق سياسي وديني.
فيما أوضح مؤشر الإرهاب الدولي «GTI» لعام 2019 والذي يصدره مركز الاقتصاد والسلام بسيدني الأسترالية «IEP» أن اندونيسيا احتلت المرتبة 35 على مؤشر  الدول الأكثر معاناة من الاستهداف المتطرف ونسب القتلى الناجمون عن العمليات الإرهابية، وذلك بنسبة ارتفاع 7 مراكز عن التصنيف السنوي السابق.

 تكتيكات خاصة
إضافة إلى ذلك، تنتشر بالبلاد استراتيجية الحوادث الانتحارية كتكيك عسكري تتبناه الجماعات الإرهابية بالداخل، فواقعة 13 نوفمبر كانت بحزام ناسف، كما وقع في 13 مايو 2018 سلسلة تفجيرات انتحارية استهدفت ثلاث كنائس بسورابايا نفذتها عائلة واحدة.
ما يعني أن البلاد تعاني أيضًا مما يسمى بـ«الإرهاب العائلي» أي أن المجتمع بروابطه الاجتماعية متشابك بعض الشيئ مع الجماعات الإرهابية، ما يزيد من تعقيد المواجهة الأمنية لإنه يزيد أيضًا من السرية الشديدة تجاه تخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية، كما يعني ذلك أن التنشئة الاجتماعية والثقافية للعائلات يشوبها التشدد والانحراف.

شارك