قمة الناتو.. رفض أوروبي لطلبات تركيا وواشنطن: أنقرة تعيق خطط الحلف

الأربعاء 04/ديسمبر/2019 - 01:18 م
طباعة قمة الناتو.. رفض محمد عبد الغفار
 
مع انطلاق قمة الناتو فى العاصمة البريطانية لندن الثلاثاء 3 ديسمبر، اتجهت الأنظار إلى أنقرة، التي أصبحت تمثل تهديدًا واسع النطاق لاتحاد حلف شمال الأطلسي، خصوصًا مع السياسات العسكرية المثيرة للجدل التي يتخذها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ومع انطلاق القمة هاجمت العديد من الجهات أنقرة، إذ اعتبر وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر أنها أصبحت تمثل إعاقة لخطط حلف شمال الأطلسي «الناتو».

واعتبر في تصريحات بالعاصمة واشنطن، الثلاثاء، أن بلاده لن تقبل الطلبات التركية، خصوصًا فيما يتعلق بوحدات حماية الشعب الكردي، والذي تطالب أنقرة بوضعها كتنظيم إرهابي.

ويأتي ذلك بعد تصريحات دبلوماسي مسؤول في الخارجية التركية لوكالة رويترز، طالب خلالها بضرورة وضع وحدات حماية الشعب الكردي كتنظيم إرهابي مقابل دعم أنقرة لمشروع الناتو الدفاعي في دول البلقان وبولندا، وهو ما أكده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبيل توجهه إلى لندن لحضور قمة الناتو، قائلًا: «إذا ما لم يعتبر حلفاؤنا وحدات حماية الشعب الكردي منظمة إرهابية، سوف نحارب هذا الأمر ونواجهه بأي طريق ممكنة».


وأثارت المواقف التركية الكثير من الجدل خلال الفترة الماضية، ما دفع البعض للمطالبة بإخراج أنقرة من حلف شمال الأطلسي، خاصة مع عدم التزامها بمبادئ التحالف.


ورد الرئيس الأمريكي على تلك المطالب في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للحلف جينس ستولتين بيرج، الثلاثاء 3 ديسمبر 2019، قائلًا: «مصير أنقرة في عضوية حلف الناتو، بعد قيامها بعملية عسكرية أحادية في شمال سوريا، سوف تتم مناقشته بين أعضاء الحلف بصورة واضحة».


بينما اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أن "الناتو" يسعى لتجاوز الأزمة مع تركيا، خصوصًا فيما يتعلق بخطط الدفاع عن دول البلقان، والتي تعارضها أنقرة وتسعى للمساومة حولها.

وعلقت صحيفة "التايمز" البريطانية على ذلك قائلة إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أصبح يمثل أكبر تهديد لتناغم حلف الناتو، مضيفة أن شراء نظام "العدالة والتنمية" في تركيا لمنظومة الدفاع الصاروخي الروسي S400 أمر من شأنه تشكيل خطر بالغ على عمليات الحلف في شمال المتوسط.


وأشارت الصحيفة إلى أن "أردوغان" لن يقبل بخطط الدفاع عن البلقان، خصوصًا في حالة رفض الدول الأعضاء اعتبار وحدات حماية الشعب الكردي تنظيمًا إرهابيًّا. 

واعتبرت الصحيفة أن ذلك أمرًا مستحيلًا، لأن  الكثير من الدول الأوروبية تتعاون مع هذه القوات خصوصًا في مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي.


ويؤكد الكاتب الفرنسي أوليفييه مازيرول، المختص في الشؤون الدولية، أن الرئيس التركي تعاون مع عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، وهو ما يعد خيانة لحلف شمال الأطلسي.

وأضاف الكاتب الفرنسي في مقال بصحيفة "لوموند " الفرنسية أن الرئيس التركي يسعى لتحقيق أهدافه الشعوبية في مواجهة القوميين، وإعادة الخلافة العثمانية، وذلك بدعم من التنظيمات الإرهابية المسلحة في الأراضي السورية، مثل جبهة النصرة وتنظيم داعش الإرهابي، وهو ما يفسر حجم الدعم اللوجيستي والعسكري الكبير المقدم لهما.

شارك