بالاعتقالات الوقائية والتهم المعلبة.. طلاب الجامعات تحت قبضة «استخبارات الملالي»
الأربعاء 04/ديسمبر/2019 - 08:22 م
طباعة
نورا بنداري
اتبع نظام الملالي في طهران أسلوب الاعتقالات الوقائية للتعامل مع المحتجين في الشارع من خلال تهم معلبة، واتبع هذا الأسلوب مع الطلاب الجامعيين، بالقبض على أعداد كبيرة منهم من قبل عناصر جهاز الاستخبارات في محاولة لتحجيم دور الفئة الأكثر حراكًا.
وأصدرت وزارة الاستخبارات الإيرانية بيانًا في 3 ديسمبر الجاري؛ أعلنت فيه أنه تم تفكيك شبكة كانت تهدف إلى إثارة الشغب والاشتباكات في الجامعات، وبينت أن الأعضاء الرئيسيين في هذه الشبكة كانوا يعدون لذلك في احتفالات يوم الطالب الوطني 7 ديسمبر الحالي، وقد باءت خططهم بالفشل، بحسب البيان.
اعتقالات وقائية
وكشف محمود صادقي عضو البرلمان الإيراني، في 2 ديسمبر الجاري، إنه تم احتجاز طلاب جامعيين رغم عدم وجودهم في الاحتجاجات التي اندلعت على خلفية رفع أسعار البنزين، وبين أن السلطات الأمنية قالت إن اعتقال هؤلاء الطلاب كان ضمن «إجراءات وقائية».
كما أعلن اتحاد الطلاب الإيرانيين في بيان له في 21 نوفمبر الماضي، أن قوات أمنية بلباس مدني دخلت جامعة طهران، مستخدمة سيارات إسعاف، واعتقلت العشرات أثناء احتجاجات ليلية لطلاب الجامعة مساء 17 نوفمبر.
ومن الجدير بالذكر أن عمليات اعتقال واسعة النطاق للطلاب بدأت، إذ تم القبض على 50 منهم، مع وجود أنباء عن ترشح هذا العدد للزيادة خلال الأيام المقبلة مع استمرار الاحتجاجات.
خيارات أمنية
ويوضح إياد المجالي، الباحث المختص في الشأن الإيراني، أن حملة الاعتقالات التي قامت بها الاستخبارات الإيرانية بحق الطلاب الجامعين، تؤكد أن الخيار الأمني جاء في مسار معالجة النظام السياسي الإيراني لتداعيات الاحتجاحات الشعبية المتصاعدة، استخدمت فيه السلطة السياسية مؤسساتها الأمنية من حرس الثورة والباسيج وقوات مكافحة الشغب، خاصة بعد أن توسعت فئات المشاركين بهذه الاحتجاجات لتشمل كافة فئات الشعب الإيراني الذي يرزح تحت ظروف معيشية قاسية للغاية.
وقال في تصريح لـه إن السلطات الايرانية اعتمدت خيار مواجهة المحتجين بعد أن وصفهم المرشد الإيراني بـ«المرتزقة»، لذلك خرجت أصوات موالية للنظام تطالب بقتل المحتجين لأنهم يشكلون وفقًا لزعمهم، أداة تآمر ومدفوعين من قبل أعداء إيران.
وأشار الباحث المختص في الشأن الإيراني، إلى أن هذا الخيار دفع الأجهزة الأمنية إلى اعتقال الآلاف سواء من الطلبة أو المحتجين من العمال والمزارعين وغيرهم، في حين تراوغ سلطات النظام في تبرير القبضة الأمنية الوحشية تجاه أبناء الشعب الذي خرج للشارع تحت ضغط الفقر والعوز، إذ لا زالت أجهزة النظام تكابر في الإعتراف بأعداد القتلى الذين لقوا حتفهم في هذه المظاهرات.