صراع على النفوذ والموارد.. من يلتهم كعكة الأراضي المحررة من «داعش»؟

الأربعاء 04/ديسمبر/2019 - 10:49 م
طباعة صراع على النفوذ والموارد.. شيماء حفظي
 
تقلص وجود تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، وفقد إرهابيوه سطوتهم التي امتدت على مساحات كبيرة من الأراضي، وإن لم يتم دحر جميع العناصر، لكن المناطق المحررة من التنظيم تخضع الآن لـ "معارك جانبية".
ويقول شيث ج. فزانتزمان، في تحليل نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، 4 ديسمبر 2019، إن مجموعة من الجهات تتنافس للسيطرة على الأراضي المحررة من «داعش»، بينها تركيا وإيران وروسيا.
وأصبحت الأراضي السورية، محل حراك دولي، منذ انهيار تنظيم «داعش» وإعلان الولايات المتحدة الأمريكية مقتل زعيمه السابق «أبوبكر البغدادي»، بعد سنوات من الحرب التي شنها التحالف الدولي بمشاركة أكثر من 70 دولة.
ويشير الكاتب، إلى أن المنافسة على الفوز بأراضي «داعش» السابقة، تأتي وسط انسحاب أمريكي من أجزاء من سوريا، حيث تبقى الولايات المتحدة في مناطق أخرى من شرق سوريا في محافظتي دير الزور والحسكة والتي توجد فيها خلايا نائمة للتنظيم.
ويقول التحليل إن هناك صراعات جديدة آخذة في الظهور في سوريا، بما في ذلك الاحتجاجات في العراق وغزو تركيا للشمال السوري، في وقت يأمل فيه السوريون في التعافي من آثار التنظيم والحرب عليه.
ويقول الكاتب، إن تقدم القوى المختلفة، مثل المسلحين السوريين المدعومين من تركيا بالقرب من «تل أبيض»، وإعادة تأمين الولايات المتحدة لحقول النفط بالقرب من دير الزور، يمثل منافسة على الأرض والسلطة والموارد.
وبحسب الكاتب، يجب النظر إلى فترة ما بعد "البغدادي" على أنها سلسلة من الأحداث والصراعات المترابطة التي نشأت بعد النكسات التي واجهها تنظيم «داعش» في عام 2017، وتشمل هذه القائمة استفتاء حكومة إقليم كردستان في سبتمبر2017؛ ومحاولة الهجوم على حقول النفط التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية من قبل مقاولين روس في فبراير 2018؛ وهجوم تركيا الأخير على قوات سوريا الديمقراطية في أكتوبر 2019.
وبحسب التحليل يبدو أن النزاعات في سوريا والعراق قد انتهت في الفترة ما بين 2017 و2019 حيث توافق كل من روسيا وتركيا وإيران على مناطق السيطرة والنفوذ في سوريا والعراق، وبالتالي فأفضل طريقة للنظر إلى المشهد المعقد لما بعد «البغدادي» هي سلسلة من مجالات النفوذ التي تتوقعها القوى الإقليمية والعالمية، وتعمل من خلال الوحدات شبه العسكرية المحلية.
وعلى سبيل المثال، حسب "فورين بوليسي"، ترى تركيا شمالي سوريا بالكامل منطقة تريد السيطرة عليها مباشرة أو استخدام قوات تابعة للسيطرة عليها، وهي تدير الآن مناطق حول عفرين وإدلب وجرابولوس وتل أبيض، أما روسيا فرسخت وجودها في مدينة اللاذقية الساحلية وأرسلت شرطتها العسكرية  إلى مناطق في شرق سوريا، ساعية إلى استبدال المناطق التي انسحبت منها القوات الأمريكية، وبالنسبة لإيران، التي تعمل من خلال الجماعات شبه العسكرية الشيعية، مثل حزب الله، فلديها وصول لا مثيل له في العراق وسوريا، وتواجه واشنطن بشكل أساسي هذه الجماعات بالتعاون مع جماعات أخرى تدعمها مثل الأكراد في سوريا والبشمركة الكردية في شمال العراق.

شارك