هجوم جديد بأفغانستان.. و«طالبان» تنفي تورطها حفاظًا على «عهد ترامب»

الخميس 05/ديسمبر/2019 - 02:23 م
طباعة هجوم جديد بأفغانستان.. شيماء حفظي
 
قتل ستة أشخاص بينهم طبيب ياباني الأربعاء 4 ديسمبر، بعد أن هاجم مسلحون مجهولون سيارتهم فى جلال أباد عاصمة إقليم ننكرهار شرق أفغانستان.

والطبيب الياباني تيتسو ناكامورا عمل في أفغانستان منذ عقود لمساعدة السكان من خلال منظمة غير حكومية يرأسها، ويعد الحادث الثاني الذي تُستهدف فيها قوافل إغاثة إنسانية خلال أقل من شهر.

والطبيب القتيل (73 عامًا) أسس وأدار "منظمة الخدمات الطبية للسلام" التي تخصصت في قطاع الري، وبدأ العمل في المنطقة في عام 1984 بعلاج اللاجئين الأفغان والباكستانيين من مرض الجذام.

وقال المتحدث باسم حاكم ولاية ننجرهار عطا الله خوجاني لوكالة "فرانس برس" إن الهجوم تم بالأسلحة الآلية واستهدف سيارة بيك اب تقل الطبيب تيتسو ناكامورا، وقتل فيه على الفور ثلاثة من الحراس والسائق ومساعد للطبيب.

وأضاف أنه بعد علاج أولي تلقاه الطبيب في مستشفى جلال أباد، تقرر نقله إلى باجرام (قاعدة جوية شمال كابول) لكنه توفي في مطار جلال أباد، ووصل جثمانه إلى قاعدة باجرام التابعة للجيش الأمريكي.

على جانب آخر، نفي ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم "طالبان" علاقة الحركة بالهجوم، وقال: إن المنظمات التي تسهم في إعادة إعمار أفغانستان هي على علاقة جيدة مع طالبان ولا تعد هدفًا.
وينتشر في ولاية ننجرهار المحاذية لباكستان عدد كبير من مقاتلي حركة طالبان وأيضًا من مسلحي تنظيم "داعش".
وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني منح الطبيب الياباني الجنسية الشرفية في أبريل 2019، واوصفًا إياه بأنه "أحد أقرب أصدقاء أفغانستان".

وعبرت بعثة الأمم المتحدة عن "اشمئزازها" من جريمة اغتيال الطبيب، ونددت بالعنف المجنون الذى استهدف رجلًا كرس قسمًا كبيرًا من حياته لمساعدة المعوزين.

وبحسب وكالة "أف ب" فإن الطبيب بعد أن افتتح عيادة في شرق افغانستان في 1991، وجه نشاط منظمته غير الحكومية إلى مجال الري لمكافحة أسباب اعتلال الصحة على غرار المياه الملوثة وسوء التغذية.

وقال في مقابلة سابقة مع شبكة "ان اتش كي" اليابانية: "الجوع والجفاف مشكلتان لا يمكن للطبيب أن يعالجهما، أدركنا أن علينا التوجه إلى أبعد من مجال الطب الضيق".

وعملت منظمته بشكل وثيق مع منظمة الأغذية العالمية في مشروعات ري وتدريب على إدارة المياه، وكان مناهضًا بوضوح للغزو الأمريكي لأفغانستان في 2001، وكتب حينها: "لست غبيًا لأقبل تبرير العنف باسم الديمقراطية والحداثة... السعادة الحقيقية للإنسان يجب ألَّا نصل إليها بالعنف أو المال بل بطريقة إنسانية".

وعلى الرغم من نفي "طالبان" مسؤوليتها عن الهجوم، لكنه سبق وأن تبنت هجومًا على قافلة لمنظمة "كونتريبرت إنترناشيونال" الممولة من واشنطن أوقع تسعة قتلى، في مايو 2019.

ويبقى موقف حركة "طالبان" محيرًا، إذ قالت وزارة الخارجية الأمريكية الأربعاء 4 ديسمبر إن المبعوث الأمريكي الخاص زلماي خليل زاد، سيتوجه إلى قطر، بعد زيارته للعاصمة الأفغانية كابول، للمشاركة في محادثات مع حركة طالبان بشأن سبل وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في أفغانستان.

وقالت الوزارة :إن خليل زاد وصل إلى "كابول" لمتابعة نتائج زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أفغانستان الأسبوع الماضي، ولقاء مسؤولين أفغان وغيرهم، لبحث كيفية إجراء المحادثات مع طالبان، بخصوص التسوية السياسية.

وبعد الزيارة – غير المعلنة لترامب، وهي الأولى لأفغانستان منذ توليه منصبه – قالت حركة طالبان إنها مستعدة لاستئناف محادثات السلام مع الولايات المتحدة، وهو ما أشار إليه ترامب أيضًا.

وجاءت هذه كدعوة لإعادة المفاوضات، بعدما ألغى "ترامب" مفاوضات السلام في سبتمبر عقب إعلان الحركة مسؤوليتها عن هجوم في كابول أسفر عن مقتل 12 بينهم جندي أمريكي.

شارك