لماذا تتجنب «واشنطن» إظهار دعمها للتظاهرات الإيرانية؟
الخميس 05/ديسمبر/2019 - 06:42 م
طباعة
إسلام محمد
كان الموقف الأمريكي من التظاهرات الإيرانية، التي تم قمعها مؤخرًا عبر أعمال قتل واعتقالات تورط بها الأمن وميليشيات الحرس الثوري، محط أنظار العالم إذ أن العلاقة بين واشنطن وطهران في أسوأ حالاتها على الإطلاق.
وبرغم عدم تنفيذ الولايات المتحدة ما تحدثت به بخصوص توفير الإنترنت الفضائي المجاني للشعب، بعدما قطع نظام الملالي خدمات الإنترنت الأرضي فإن وسائل الإعلام الأمريكية حققت خطوات واسعة في فضح انتهاكات النظام الإيراني تجاه شعبه.
وبينما لم تتعد المساندة الأمريكية الرسمية المباشرة الجانب الإعلامي، فإنها تستضيف على أراضيها ألد أعداء ملالي طهران، وعلى رأسهم ولي العهد السابق رضا بهلوي الثاني وابن الشاه الراحل محمد رضا بهلوي الذي أقصته ثورة الخميني عن الحكم في العام 1979.
كما تستضيف الولايات المتحدة أعضاء من منظمة مجاهدي خلق، أكبر وأنشط حركة معارضة إيرانية، وتأسست في عام 1965 على أيدي أكاديميين إيرانيين بهدف إسقاط نظام الشاه، وتسعى الآن لإسقاط نظام ولاية الفقيه.
كما يعيش في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وحدها نحو ربع مليون مواطن من أصول إيرانية، وتنشط استخبارات الملالي في التجسس على نشاطاتهم وسبق ضبط عدد من عملائها يعملون في تلك المهام.
ويرتبط عدد من السياسيين الأمريكيين بصلات مع كل من "مجاهدي خلق" و"بهلوي" الأمر الذي يساهم في التكريس بأن حملة الضغط على النظام الحاكم في طهران لا تستهدف الشعب، وإنما أيضًا تساعد على تقويض شرعية النظام الإيراني.
لكن لا تستطيع الولايات المتحدة أن تساعد المعارضة فى الوصول إلى الحكم بشكل صريح، لأن ذلك سيمنح الدعاية التي يروّج لها النظام الإيراني بأن تلك الجماعات ليست إلا "عميلة أجنبية"، كثيرًا من المصداقية، ويرسم ظلالًا من الشبهات حول أي نشاط معارض.
وعوضًا عن ذلك، تسعى واشنطن إلى تحميل المجتمع الدولي مسؤولية التعامل مع القمع الممنهج للمحتجين.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عبر صفحته الرسمية على موقع "تويتر" الأسبوع الماضي: "كما قلت للشعب الإيراني منذ سنة ونصف، الولايات المتحدة معكم"، وربط تغريدته بأخرى نشرها عام 2018 وقال خلالها للمتظاهرين الإيرانيين: "الولايات المتحدة تسمعكم، وتدعمكم وتقف معكم".
فيما أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء 3 ديسمبر في تغريدة على موقع "تويتر" عن تأييده للمظاهرات في إيران، وقال: "الولايات المتحدة تدعم المواطنين الإيرانيين الشجعان الذي يتظاهرون من أجل حريتهم، نحن نفعل ذلك تحت إدارة ترامب، وسنظل هكذا دائمًا".
من جهته قال محمد علاء الدين، الباحث في الشأن الإيراني إن الشارع الإيرانى يشهد منذ منتصف نوفمبر الماضي مظاهرات بسبب ارتفاع أسعار الوقود، أسفرت عن مقتل أكثر المئات، ومع ذلك حاولت واشنطن أن تتجنب توجيه إتهامات لها بأنها تدعم المظاهرات، وبالتالي إعطاء المبرر لقمعها حكوميًّا وهجرها شعبيًّا، مضيفًا في في تصريح له أن أكثر من ألف شخص قد يكونون واجهوا القتل ومثلهم تعرضوا للاعتقال وبعضهم يواجه عقوبة الإعدام، ما يضع قادة النظام الإيرانى أمام مسؤولية جنائية.