«أردوغان» ينتقم من «أوغلو».. حرب «الديكتاتور» الحاكم بالحديد والنار ضد «الفيلسوف» المعارض

الأحد 08/ديسمبر/2019 - 01:03 م
طباعة «أردوغان» ينتقم من أسماء البتاكوشي
 
لا يتوانى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن التنكيل بمعارضيه، وقمعهم، ومن إحدى طرقه المعهودة تعيين وصاة على الجامعات التي يترأسها معارضوه.

 

وبحسب صحيفة زمان التركية المعارضة أن حكومة العدالة والتنمية تستعد لتعيين وصى على جامعة «إسطنبول شهير» التي أسسها أحمد داوود أوغلو رئيس الوزراء الأسبق.

 

في أكتوبر الماضي أصدر بنك «خلق» الحكومي التركي، قرارًا بفرض حجز على أصول وممتلكات الجامعة، التابعة لمؤسسة وقف «العلم والفن»، الذي أسسها أحمد داود أوغلو.

 

وفي أعقاب قرار بنك خلق التركي بفرض الحجز على أصول الجامعة، شنت صحيفة موالية لـ«العدالة والتنمية»، «أكشام» التركية هجومًا على «إسطنبول شهير»؛ حيث هاجمت رئيس مجلس أمناء الجامعة، البروفيسور عمر دينتشار بعدما تحدث في مؤتمر صحفي عن الظلم الذي تتعرض له الجامعة.


حصار فكري

لا تتوقف سياسة أردوغان في التنكيل بأوغلو سياسيًّا فقط، بل وفكريًّا أيضًا، خاصة وأن الجامعة تسير وفقًا لرؤية أوغلو المعارضة لسياسات الرئيس التركي؛ ما جعل الأخير يلجأ لتعيين وصي عليها؛ لمعاقبة أوغلو على انشقاقه من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، وسيره نحو تأسيس حزب جديد؛ فضلًا عن انتقاده لأردوغان.

 

واعتبر أحمد داوود أوغلو ما تتعرض له جامعة اسطنبول شهير على أنه هجوم سياسي شخصي؛ لاستعداده لإطلاق حزبه المعارض؛ إذ قال في بيانٍ سابق له إن الأصدقاء السابقين الذين ينتمون إلى الخلفية الأيديولوجية الاجتماعية نفسها، والذين ساروا على نفس المسار مثله، يحاولون الآن إحباطه، بعد انشقاقه من الحزب الحاكم.

 

ويعتبر أوغلو هو التهديد الأكبر لشعبية أردوغان؛ حيث إن الحزب الحاكم يقف عند مفترق طرق، خاصة بعد تراجع رصيده الانتخابي، ما كشفت عنه الهزائم التي مُني في الانتخابات البلدية السابقة.

 

ويتمتع أحمد داود أوغلو، بشعبية جارفة في الداخل التركي، خاصةً بعد رفضه استمرار التحالف مع أردوغان، بعد سعي الأخير لـ«السيطرة المطلقة» على السلطة في 2014.

 

واستقال «أوغلو» من منصبي رئيس الوزراء ورئيس حزب العدالة والتنمية، مايو 2016؛ إثر خلافات حادة مع أردوغان، وهجوم مؤيدي الأخير عليه، واتهامه بـ«الخيانة».

 

وأصبحت جدالات داود أوغلو مع أردوغان علنية في شهر أبريل الماضي؛ حيث أصدر الأول بيانًا من 15 صفحة ينتقد آليات صنع القرار الخاصة بحزب العدالة والتنمية، والتي قال إنها أصبحت فاشلة تمامًا.


خصم قوي

ويقول كرم سعيد، الباحث في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن أوغلو خصم قوي لأردوغان ويهدد شعبيته؛ حيث إنه شارك في الأوساط العامة بتقديم انتقادات حذرة لحكومة العدالة والتنمية.

 

وتابع سعيد  أن تلك المعارضة بلغت أشدها بتخطيط أوغلو تشكيل حزب معارض جديد؛  ما يمثل ضربة قاضية لأردوغان، الأمر الذي جعله يلجأ لمعاقبته بتعيين وصي على الجامعة، التي يعتبرها أوغلو إرثه الكبير.


وأضاف أن كل ما تمر به تركيا في الفترة الأخيرة يؤثر بالسلب في الحياة السياسية؛ ما جعل المواطن التركي يبحث عن بدائل، وكانت الانتخابات البلدية الأخيرة خير دليل على ذلك.

 

ولفت إلى أن داود أوغلو يتمتع بإمكانية استقطاب أصوات الغاضبين من العدالة والتنمية وغير الداعين لحزب الشعب الجمهوري، مؤكدًا أن تأثير أوغلو سيكون قويًّا للغاية.

شارك