كينيا المستهدفة.. إرهاب «الشباب» يضرب من جديد

الأحد 08/ديسمبر/2019 - 02:08 م
طباعة كينيا المستهدفة.. أحمد عادل
 
تحاول حركة الشباب الإرهابية العودة إلى استهداف الأراضي الكينية المتاخمة للصومال، وهو ما يزيد من حالة تأزم الوضع الأمني في البلاد، إذ نفذت عناصر الحركة المُسلحة، السبت 7 ديسمبر 2019، هجومًا إرهابيًّا، على حافلة قرب منطقة «كوتولو» الحدودية بين كينيا والصومال؛ ما أدى إلى مقتل 8 أشخاص.

عنف مستمر

ومؤخرًا في 4 ديسمبر 2019، سيطرت عناصر حركة الشباب على مدينة جارسا في الإقليم الشمالي الشرقي بكينيا، واستولت بعد اشتباكات عنيفة بين الجانبين على مركز للقوات الكينية، وأسلحة ومعدات عسكرية.



وتتعمد الحركة خلال الآونة الأخيرة التركيز على المناطق الحدودية الكينية الصومالية، ردًّا على مطالب نيروبي بإدراج حركة الشباب على قوائم الإرهاب.



وشهد عام 2011 بداية تعاون القوات الصومالية مع الجانب الكيني، والتنسيق الأمني الكامل، والمتبادل بين الجانبين، بدعم من الاتحاد الأفريقي ضد حركة الشباب الإرهابية، في محاولة من الدولتين للقضاء على الحركة المسلحة الإرهابية، فى سبتمبر 2016، أطلقت كينيا استراتيجيتها لمكافحة التطرف والإرهاب، من خلال تجميع موارد الحكومة والمجتمع المدنى والقطاع الخاص؛ من أجل دعم جهود مكافحة الإرهاب سواءً العسكرية أو غيرها، وفى مارس 2017، شكلت نيروبى لجنة لقيادة جهود مكافحة التطرف والإرهاب، وتعمل اللجنة على إنشاء تدابير وقائية وتأهيلية؛ لاستكمال الجهود الجارية لمكافحة الإرهاب.



وفي يوليو 2019، دعت كينيا، القوى الدولية للتوحد في الحرب على التنظيمات الإرهابية، وحثت المجتمع الدولي على الإسراع بإدراج حركة الشباب على قائمة المنظمات الإرهابية، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1267، كما نشرت قوات إضافية على حدودها مع الصومال، وكثفت من الدوريات الأمنية؛ لوقف تسلل مسلحي حركة الشباب إلى داخل أراضيها.



وفي نوفمبر 2019، أكد الرئيس الكينى أوهورو كينياتا، أن قوات الدفاع ستُبقى جزءًا من بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال «أميصوم» حتى يعود الأمن والاستقرار إلى القرن الأفريقي، مشيرًا إلى أن تهديدات حركة الشباب وصلت إلى ذروتها.

الشباب والتهديدات



في يناير 2019، تعرضت كينيا إلى هجوم إرهابي كبير في أحد الفنادق الفاخرة بالعاصمة نيروبي، أسفر عن مقتل 15 شخصًا، وإصابة آخرين بجروح خطيرة، وفي يوليو 2019، أطلقت عناصر حركة شباب المجاهدين النيران على فندق وسط «كيسمايو» العاصمة المؤقتة لإقليم جوبا لاند الصومالي، وهو الإقليم الواقع على الحدود مع كينيا؛ ما أدى إلى مقتل 26، وإصابة 56 آخرين، ومن بين القتلى كندي، وبريطاني، وأمريكيان، وثلاثة تنزانيين، وجريحان صينيان، وفي أغسطس 2019، هاجمت حركة الشباب بلدة كينية حدودية؛ ما أدى إلى تعطل خدمات الاتصالات في المنطقة القريبة من الحدود الصومالية.



كما دخلت «الشباب» على خط النزاع الحدودي القائم بين كينيا والصومال، إذ بثت في سبتمبر 2019، تسجيلًا صوتيًّا لشخص يُدعى أحمد ديري أبو عبيدة، الذي عرف نفسه بأنه أمير الحركة المسلحة، قال فيه: إن حركته ترفض قرارات محكمة العدل الدولية بشأن النزاع في الحدود البحرية بين الصومال وكينيا.



وفي دراسة أعدها مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة تحت عنوان «لماذا تستهدف حركة شباب المجاهدين كينيا؟» نشرت في يناير 2019، أكدت الدراسة أن كينيا تعد من أكثر الدول الأفريقية المعنية بالتطورات السياسية والأمنية التي طرأت على الساحة الصومالية في الفترة الماضية، وهو ما بدا جليًّا في مشاركتها بقوات عسكرية ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال «أميصوم».



كما حرصت كينيا «بحسب الدراسة» منذ أن بدأت في رفع مستوى انخراطها العسكري في الصومال على تأسيس جدار عازل، إلا أنها واجهت عقبات عديدة في هذا الإطار، يأتي في مقدمتها هشاشة المنطقة الحدودية بين الدولتين، بسبب طبيعتها الجغرافية، التي تفرض صعوبات عديدة أمام السلطات الكينية التي تحاول السيطرة عليها بشكل كامل، لا سيما أن السلطات الصومالية لا تفرض رقابة موازية، على نحو تحاول الحركة استغلاله بصفة مستمرة؛ من أجل اختراق الحدود، وتنفيذ عمليات إرهابية داخل كينيا.

شارك