الوجود الإيراني في أفريقيا.. تمدد بهدف نهب الثروات
الإثنين 09/ديسمبر/2019 - 01:09 م
طباعة
أحمد عادل
عمل نظام الملالي في طهران، على نشر أذرعه الإرهابية في القارة الأفريقية ونقل صراعه مع القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية من منطقة الشرق الأوسط إلى القارة السمراء.
ويظهر التغلغل الإيراني في منطقتين بارزتين في القارة وهما: غرب أفريقيا، حيث النفط والثروات التعدينية والذهب، وشرق أفريقيا وهو الطرف الأهم في صراع طهران مع عدد من الدول العربية.
واتخذ النظام الإيراني للوصول إلى تلك الغاية الوسائل الثقافية والتعليمية والمساعدات التى تقدم بمزاعم إنسانية، وأخيرًا الدعم العسكري لبعض الميليشيات والجماعات المسلحة.
التمدد
وتنتشر إيران في غرب أفريقيا، ففي السنغال يوجد عدد كبير أبناء الجالية اللبنانية، ما سمح لها بوضع نفسها في المشهد، عقب إرسال الإمام «موسى الصدر» أحد رجال الدين الشيعة، وهو اللبناني عبدالمنعم الزين، إلي السنغال كمعلم لأفراد الجالية اللبنانية، وكانت تلك الخطوة الأولي لنشر التشيُّع في البلاد.
هذا إلي جانب عدد من المشروعات الاقتصادية، والتي لاقت قبولًا داخل المجتمع السنغالي، إذ أسس النظام في عهد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد مصنعًا للسيارات في عام 2007، تبعه بعد ذلك في عام 2008 سلسلة اجتماعات بين البلدين للتعاون بمجالات، أهمها الزراعة والطاقة.
وتعتبر الحركة الإسلامية في نيجيريا، ذراع طهران لنشر التشيُّع، إذ نشطت تلك الحركة بفضل جهود إبراهيم زكزكي (شيعي نيجيري) وواحد من أهم أذرع طهران في غرب أفريقيا.
ولا تعترف الحركة بسلطة الحكومة النيجيرية، وترى أن جميع المسؤولين بمختلف أطيافهم الدينية سواء مسلمين أو مسيحيين فاسدين وغير شرعيين، ما أدي إلي اتخاذ الحكومة قرارًا في أغسطس 2019، بحظر الحركة الإسلامية.
ويحظى الوجود الشيعي في نيجيريا بموارد مادية مكنته من إصدار صحيفة "الميزان"، الناطقة بلغة الهوسا كبرى الجماعات العرقية في البلاد، بجانب إذاعة ناطقة بذات اللغة تبث من طهران، بجانب مؤسسات اقتصادية أخرى مثل "منتدى التجارة".
إيران والإرهاب في غرب أفريقيا
في يونيو 2019، نشرت صحيفة "تليجراف" البريطانية تقريرًا عن بناء إيران شبكات إرهابية سرية في عمق القارة الأفريقية تخطط لمهاجمة أهداف أمريكية وأوروبية.
وأكد التقرير أن إيران تقوم الآن بتأسيس بنية تحتية جديدة للنشاط الإرهابي في القارة بغرض مهاجمة أهداف غربية، كجزء من سعي طهران لتمديد نطاق عملياتها حول العالم.
هذه الشبكة الجديدة تخضع وفقًا للتقرير لسيطرة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وترتبط عملياتيًّا بالوحدة 400 من القوات الخاصة للفيلق، ويمتد نشاطها ليشمل عددًا من دول أفريقيا جنوب الصحراء، في كل من السودان وتشاد والنيجر وغانا وجامبيا وأفريقيا الوسطى، وتضم قائمة أهدافها المحتملة السفارات والقواعد العسكرية الأجنبية والموظفين الأجانب في هذه البلدان.
وقد تم الكشف عن تأسيس الشبكة الجديدة في أبريل 2019، حينما أسفرت التحقيقات عن رصد خلايا تابعة لإيران في كل من تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى، وتم التجنيد بها لنحو 300 شاب يعتقد أنهم تلقوا تدريبًا عسكريًّا في معسكرات تديرها إيران في سوريا والعراق.
ووفقًا لمسؤولين بريطانيين شرعت إيران في تأسيس هذه الخلايا عقب توقيع الاتفاق النوي مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية عام 2015 لتمثل أذرعا بديلة لتنفيذ المخططات الإيرانية في أفريقيا.
وفي دراسة أعدتها الباحثة نجلاء محمد مرعي ونشرها المركز العربي للدراسات الإنسانية في عام 2016، تحت عنوان «الاختراق الإيراني الناعم في أفريقيا ومآلاته على الأمة العربية في ظل الربيع العربي»، قالت إن إيران تحرص على توثيق علاقاتها مع الدول ذات الإنتاجية النفطية العالية إذ بلغ معدل تزايد إنتاج القارة من النفط 36 %.
وأوضحت الدراسة، أن إيران سعت للتوجه إلى أفريقيا لمواجهة الوجود الأمريكي في القارة السمراء، وعززت من وجودها وعقدت عدة اتفاقيات تعاون مع بعض الدول ، كما عملت على تصدير الثورة الإسلامية من خلال المؤسسات والمراكز الثقافية التي تنشر الفكر الشيعي.