الاستحقاق الرئاسي.. هل يُفرّق «إخوان الجزائر»؟
الإثنين 09/ديسمبر/2019 - 01:12 م
طباعة
أسماء البتاكوشي
يجري الاستحقاق الانتخابي للرئاسة الجزائرية، وسط حالة انقسام في الشارع بين داعم له، يعتبره حتميًّا لتجاوز الأزمة المستمرة منذ تفجر الحراك الشعبي في 22 فبراير الماضي، وبين مطالب بضرورة التأجيل، ورحيل بقية رموز نظام الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وتحذيرات من أن تكون تلك الانتخابات وسيلة لكي يعيد النظام إنتاج نفسه.
وانطلقت عملية الانتخابات الرئاسية، السبت الموافق 7 ديسمبر 2019، للجزائريين المقيمين بالخارج، وتستمر أسبوعًا كاملًا حتى موعد الاقتراع المزمع عقده داخل البلاد في 12 من الشهر ذاته.
فيما قرر الحزب المركزي لإخوان الجزائر، حركة «مجتمع السلم»، البقاء على الحياد التام في تلك الانتخابات، وعدم دعم أي من المرشحين الـ5 للانتخابات، بمن فيهم القيادي السابق في الحركة «عبدالقادر بن قرينة».
ويُبدي العديد من المواطنين رفضهم لإجراء الانتخابات الرئاسية؛ ما يعرض المترشحين في هذه الاستحقاقات لصعوبات كبيرة؛ إذ يتنافس على الرئاسيات الجزائرية 5 ، هم: رئيس جبهة المستقبل «عبدالعزيز بلعيد»، ومرشح حزب طلائع الحريات «علي بن فليس»، ورئيس حركة البناء الوطني «عبدالقادر بن قرينة»، والوزير الأول الأسبق «عبدالمجيد تبون»، والأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي «عزالدين ميهوبي».
ونشد أنصار «بن قرينة» أن تدعمه الحركة، وتدعو للتصويت لصالحه، نظرًا للقرب الأيديولوجي، كونه قياديًّا سابقًا في الحركة ومن أحد مؤسسيها، فيما يخوض الوزير السابق السباق الرئاسي، دون أي دعم من حركات الإسلام السياسي؛ إذ أعلن إسلاميو الجزائر مقاطعتهم، مثل جبهة العدالة والتنمية، التي يرأسها عبدالله جاب الله.
وعلى الرغم من ارتباط "بن قرينة" رئيس حركة «البناء الوطني» - المحسوبة على الإخوان بجبهة «العدالة والتنمية»، قررت الأخيرة، السبت 7 ديسمبر عدم دعم أي من المرشحين، داعية إلى مقاطعة شعبية للانتخابات.
وبالإضافة إلى ذلك خسر "بن قرينة" دعم «حركة النهضة» المحسوبة على الإخوان كذلك؛ إذ أعلنت دعمها للمرشح "علي بن فليس"، ورفضت دعم الوزير السابق.
ويقول الباحث ريكاردو فابياني في دراسة أعدها لمؤسسة «إينرجي أسبيكتس»: إن إخوان الجزائر يشهدون حالة من الانقسام؛ تجعلهم عاجزين عن لملمة شتاتهم؛ ما يقلل حظوظهم في الانتخابات الرئاسية، خاصة بعد خسارتها المصداقية أمام الشعب.
وتابع قائلًا إن الأحزاب الاسلامية خسرت مصداقيتها، وعلى الرغم من ذلك لا تزال تسعى لانتزاع حضور لها، مشيرًا إلى أن هذا المشهد الفوضوي يسلط الضوء على التفكك في صفوف هذه الأحزاب، إضافة إلى انعزالها عن الواقع.
مواقف غامضة
يقول القيادي الإخواني المنشق، إبراهيم ربيع، إن المواقف الغامضة لجماعات الإخوان في الجزائر، تثير المشهد السياسي وتزيده ضبابية؛ إذ جاءت نتيجة للصراعات القديمة بين تلك الأحزاب.
وتابع «ربيع» في تصريح لـه أن عدم دعم حركة مجتمع السلم للمرشح "بن قرينة"، يعود لأنه كان أحد أبرز القيادات التي انشقت عنها، مشيرًا إلى أنه انشق ليؤسس حزبًا سياسيًّا موازيًا باسم جبهة «التغيير»، ثم بعد ذلك انشقت غالبية هذه المجموعة عن «التغيير»، وأسست حركة «البناء الوطني».
وأكد القيادي الإخواني المنشق أن السلطة تعتبر الانتخابات الحالية، الممر الآمن للخروج من الأزمة السياسية والبقاء في الأطر الدستورية، لافتًا إلى أنه من الصعب التكهن بمن سيفوز واحتمالية أن يكون الدور الثاني للإعادة بين «تبون» و«بن قرينة»، معتبرًا أن الأيام المقبلة ستكون كفيلة بتحديد مستقبل البلاد، ومدى قدرة الحراك الشعبي على التغيير.