بين تركيا والأكراد.. «داعش» الفائز دائمًا

الإثنين 09/ديسمبر/2019 - 06:36 م
طباعة بين تركيا والأكراد.. معاذ محمد
 
أكدت قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، الأحد 8 ديسمبر، أن خلايا تنظيم «داعش» الإرهابي النائمة نشطت مع بدء عدوان الجيش التركي على منطقة الحدود مع سوريا.
وأضافت «قسد»، وفقًا لوكالة «هاوار» أن تلك الخلايا نفذت تفجيرًا في دير الزور أسفر عن مقتل 4 مدنيين، مشيرة إلى أن الجيش التركي والفصائل الموالية له استهدفا قرية أم الشفعة بالأسلحة الثقيلة، كما تعرضت المناطق السكنية لأضرار كبيرة جراء قصف استمر لساعات متواصلة، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيّرة في سماء المنطقة.
وعلى الرغم من تصريح «قسد» عن الخلايا النائمة للتنظيم، فإن الإدارة الكردية لمخيم الهول بمحافظة الحسكة السورية، أعلنت في اليوم ذاته، الإفراج عن دفعة جديدة مكونة من 200 شخص من عناصر وأطفال ونساء مسلحي داعش، وغادرت 48 عائلة، أي ما يقرب من 200 شخص، المخيم إلى قرى هجين والشعفة والباغوز في محافظة دير الزور في شرق سوريا، بحسب شخموس أحمد، مسؤول شؤون النازحين في الإدارة الذاتية الكردية، في تصريح لوكالة «فرانس برس».
وأكد «أحمد» أن «أكثرية من أخرجوا هم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى بعض الرجال»، مشددًا على أن غالبيتهم «ليس لهم علاقة بتنظيم داعش، والبعض منهم تأثر بفكره، لكن اندماجهم مع المجتمع سيساعد بالتأكيد على إزالة فكر التطرف من عقولهم».

توقع «ترامب» وفرصة «أردوغان»
في 14 أكتوبر 2019، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة على موقع التواصل «تويتر» إلى أن القوات الكردية في شمال شرق سوريا ربما تفرج عن المعتقلين من «داعش» لدفع الولايات المتحدة إلى التدخل في المنطقة في ظل العملية التركية.
وعقب العدوان التركى على الشمال السوري، 7 أكتوبر 2019، قالت أنقرة إنها احتجزت عددًا كبيرًا من مقاتلي «داعش» الأجانب الذين فروا من سجون «قسد»، واتخذتهم بعد ذلك وسيلة للضغط على الدول الأوروبية لقبول الوضع في سوريا.

أمريكا والنفط
عقب إعلان الرئيس التركي قيامه بالعملية العسكرية في الشمال السوري، سحبت الولايات المتحدة قواتها من المنطقة، تاركة «الأكراد» حلفاءها في الحرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في مواجهة أنقرة بمفردهم، وبرر "ترامب"، ذلك في 10 أكتوبر 2019، قائلًا: «إنهم لم يساعدونا في الحرب العالمية الثانية، لم يساعدونا في نورماندي على سبيل المثال».
وكان تخلي «واشنطن» عن الأكراد، بعد أن استعادت الأخيرة حقول النفط من أيدي التنظيم، ومارست واشنطن نظام «المصلحة السياسية» في المنطقة، فعقب اطمئنانها على الوضع في الشمال السوري، خصوصًا بعد اتفاق موسكو وأنقرة الذي قضى بإبعاد قوات سوريا الديمقراطية عن المنطقة، خططت للعودة من جديد، للاستيلاء على حقول النفط وعدم تركها لتنظيم «داعش»، بحسب الأسباب المعلنة، غير أن هناك مخططات أخرى ينتهجها «ترامب» من وراء ذلك.
وأوضح مارك إسبر، وزير الدفاع الأمريكي، في بيان له 25 أكتوبر 2019، أن واشنطن ترغب في ضمان عدم وصول إرهابيي «داعش» إلى النفط.
وأعتبرت موسكو في 26 أكتوبر 2019، أن المقاتلين الأكراد هم السبب الرئيسي في استعادة حقول النفط من أيدي التنظيم، متهمة الولايات المتحدة بممارسة «اللصوصية» على مستوى عالمي، خصوصًا بعد إعلان نيتها حماية حقول النفط في شرق سوريا.
وجاء إفراج «الأكراد» عن الدواعش من مخيم الهول، عقب تشديد الرئيس الأمريكي، الثلاثاء 4 ديسمبر 2019، على أن بلاده وضعت النفط في سوريا تحت سيطرتها، مؤكدًا أنه بات بمقدور واشنطن التصرف به كما تشاء.
وكانت عملية «نبع السلام»، بمثابة ضخ دماء جديدة في عروق عناصر «داعش»، خصوصًا بعد تمكن البعض من الهروب والعودة إلى بلادهم مرة أخرى، بحسب وحدات حماية الشعب الكردية، في تصريحات صحفية، كما أن إفراج «الأكراد» عن عدد منهم، الأحد 8 ديسمبر، يشير إلى فوزهم الكبير من الصراعات الدائرة بالخارج، والتي تنتهي بخروجهم من مخيمات الاحتجاز، والعودة إلى أماكنهم مرة أخرى.

شارك