مخاطر تطبيق «بريكسيت» تنتظر بريطانيا.. الإرهاب أولها

الإثنين 09/ديسمبر/2019 - 06:38 م
طباعة مخاطر تطبيق «بريكسيت» معاذ محمد
 
تعهد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الأحد 8 ديسمبر، بأن يشهد مطلع العام المقبل خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أنه سيكون تحولًا مهمًا يتيح خفض معدلات الهجرة.
ومن المقرر أن تحدد الانتخابات التي ستجرى الخميس 12 ديسمبر 2019، مصير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكسيت»، من خلال الاختيار بين حزب المحافظين  بزعامة جونسون و«العمال» المعارض الذي يقوده الاشتراكيون.
ويصر "جونسون"، على خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، بينما يعارض حزب «العمال» برئاسة المنافس جيرمي كوربين ذلك.
وقال «جونسون» لقناة «سكاي نيوز»، إن الخروج من الاتحاد الأوروبي هو التغيير الأكثر جذرية وعمقًا لإدارة البلد، مضيفًا أنه سيقود المملكة المتحدة للخروج من التكتل بحلول 31 يناير 2020، إذا حصل على أغلبية في البرلمان المؤلف من 650 مقعدًا، مشددًا على أن «البريكست لا مفر منه.. ولا يمكن إحراز تقدم بدونه».
وبحسب استطلاع رأي لصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، نشر الأحد 8 ديسمبر 2019، فإن الأسكتلنديين يعتزمون التصويت لصالح الاستقلال عن بريطانيا في حالة خروج الأخيرة من الاتحاد الأوروبي.
وأظهر الاستطلاع، أن نسبة 51% من المستطلعة آراؤهم، يؤيدون الاستقلال إذا غادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي، مقابل 49% ضده.
ولكن هل هناك مخاطر على بريطانيا حال خروجها من الاتحاد الأوروبي «بريكست» خصوصًا في مجال مكافحة الإرهاب؟
من جانبها، قالت الباحثة بسمة فايد، إن البريكسيت «أي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي»، سيبقى إحدى المشاكل التي تؤثر على  سياسات إنجلترا في مكافحة الإرهاب، خصوصًا أن ذلك يعنى فقد شرطتها إمكانية الاطلاع على البيانات من خلال نظام معلومات «شنجن» وسجلات أسماء الركاب، ما يؤثر على العلاقات الاستخباراتية بين دول الاتحاد الأوروبي من جهة، ووكالات إنفاذ القانون من جهة أخرى.
وشددت «فايد» في تقرير لها، تحت عنوان: «بريطانيا.. سياسات جديدة في مكافحة الإرهاب»، نشره المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، في 30 نوفمبر 2019 على ضرورة الإبقاء على روابط وثيقة مع أجهزة أمن دول الاتحاد الأوروبي، خصوصًا أن المصالح الأمنية البريطانية لا تزال متشابكة على المستوى الدولي، إضافة إلى تكثيف التعاون بين السلطات وشركات التواصل الاجتماعي لملاحقة الجرائم الإرهابية، من خلال فريق عمل من الاستخبارات البريطانية، وفريق عمل من موقع التواصل «فيس بوك»، يقوم بفك التشفير للأشخاص المشكوك فيهم.
يذكر أن «شنجن»، نظام مختصر، يتمثل في أرشيف مشترك بين جميع الدول الأعضاء في منطقة شنجن، وعددهم 26، تم إنشاؤه بهدف الحفاظ على المستوى المطلوب من الأمن والسلامة، ويوجد فيه أسماء الأشخاص المطرودين من الدول، بجانب العديد من المعلومات الأخرى.
وفي السياق ذاته، قال نيل باسو، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في بريطانيا، إن خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي دون إتفاق من شأنه أن يحول دون إطلاع الشرطة المحلية على البيانات الأوروبية الخاصة بالمجرمين الخطرين، مشددًا على أن هذا من شأنه أن يضر بالسلم والأمن.
وأضاف، في تصريح لصحيفة «الجارديان» البريطانية، في 7 أغسطس 2019، أن هذا الأمر سيصبح خطرًا مباشرًا، يتمثل فى أن الأفراد القادمين إلى انجلترا قد يكونون مجرمين خطيرين، سواء كانوا مطلوبين أو ما زالوا مجرمين متمرسين خطيرين يمكن أن يرتكبوا جرائم فى هذا البلد.
وبحسب مَسؤولَين اثنين سابقين فى الاستخبارات البريطانية، فى تصريح نقلته وكالة «رويترز» في 8 مايو 2016، فإن التصويت بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي قد يجعل البلاد أكثر عرضة لهجمات المتشددين، وعدم استقرار القارة العجوز.
وحذر جون سورس، المتقاعد من رئاسة جهاز المخابرات البريطاني، وجوناثان إيفانز الذى رأس الجهاز الداخلي قبل ذلك، من أن انسحاب بريطانيا قد يُضعف تبادل المعلومات الاستخباراتية بين انجلترا والدول المجاورة لها، مؤكدين أن مكافحة الإرهاب لعبة جماعية والاتحاد الأوروبي أفضل إطار متاح.. ولا يمكن لبلد النجاح بمفرده.
وكان من المقرر أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في 31 أكتوبر 2019، إلا أن دونالد تاسك، رئيس المجلس الأوروبي السابق، وافق في 28 أكتوبر 2019، على مد أجل الخروج إلى 31 يناير 2020.

مخاطر تطبيق «بريكسيت»
وطلبت بريطانيا مد أجل الخروج من الاتحاد الأوروبي ثلاثة أشهر، للتوصل إلى اتفاق "بريكسيت"، الذي يواجه أزمة بين الحكومة برئاسة بوريس جونسون والمعارضة في البرلمان.
وكانت محكمة بريطانية قد قضت بمنع خروج إنجلترا من الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق، بينما عبر رئيس الوزراء بوريس جونسون عن رفضه أي طلب تأجيل .

شارك