«خماسية كوالالمبور».. قمة الانتقائية والميول الاستعمارية باسم الدين
الإثنين 09/ديسمبر/2019 - 06:44 م
طباعة
نهلة عبدالمنعم
انتقى رئيس وزراء ماليزيا، مهاتير محمد زعماء أربع دول فقط لمشاركته بقمة خماسية، أطلق عليها «القمة الإسلامية 2019» وذلك خلال الفترة من 18-21 ديسمبر؛ للمناقشة حول أكثر القضايا الإسلامية المتصاعدة في الوقت الراهن.
وتتمثل هذه الدول في تركيا وقطر وباكستان وإندونيسيا، وبدورهم أعلن كل من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس وزراء باكستان، عمران خان وزعماء باقي الدول ترحيبهم بحضور القمة بكوالالمبور.
فيما أشارت «وكالة الأنباء القرآنية الدولية» إلى تصريح وزير الدفاع الماليزي، محمد سابو،الذي أكد أن بلاده تدعو إلى هذه القمة بصفتها مثالًا قويًّا لما اسماه «دولة إسلامية ناجحة»، تسعى لتعزيز العلاقات مع دول الجوار وإدارة الصعوبات الأمنية والسياسية والمجتمعية الراهنة.
ومن المقرر أن يشارك في القمة ممثلون عن أوزبكستان وبروناي، كما تم توجيه الدعوة رسميًا لدولة الكويت إلى جانب 450 من الشخصيات الإسلامية المهمة، سواء على المستوى الديني أو السياسي كرئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي.
ووفقًا للوكالة الإخبارية، قال مهاتير محمد: إن القمة الإسلامية المصغرة تهدف إلى مناقشة مشاكل المسلمين والعمل على حلها، وإيجاد طريق أمثل لتوصيل الرسائل المشتركة إلى العالم، لافتًا إلى الدور المهم للتنمية الاقتصادية كحل جدي للمشاكل التي تواجه المجتمعات المختلفة.
انتقائية براجماتية
يتضح من التقارير الواردة عن القمة، أنها اقتصرت على دول محددة بعينها واشتملت على كيانات متقاربة استراتيجيًّا وسياسيًّا، وفي هذا الصدد يقول مدير المركز العربي للبحوث والدراسات السياسية، محمد صادق إسماعيل: إن هذا الاجتماع هو مجرد نواة لتجمع خماسي لا تصل قدرة تأثيره إلى قدرات منظمة التعاون الإسلامي المصنفة كأكبر منظمة إسلامية من حيث عدد الأعضاء.
كما أشار صادق إلى أن المصالح المشتركة بين الدول الخمس، سواء على المستوى الاقتصادي أو من حيث التوجهات السياسية، مختلفة بعض الشئ، ولذلك فمن المرجح أن تكون هذه المناقشات مجرد قمة للقاء الزعماء الدوليين ومباحثاتهم وليس منظمة إقليمية جديدة يتم تدشينها، هي فقط نواة لتجمع دولي لتحقيق بعض التفاعل المشترك.
وأكد الباحث، أن تركيا تسعى للهيمنة على هذا التحالف الجديد بما يتوافق مع مصالحها البراجماتية، كما أن قطر لديها أهداف استراتيجية خاصة وكذلك الدول الأسيوية الأخرى المشتركين بالقمة المنتظرة، وبناء على ذلك لا يتوقع صادق صدى سياسي واسع لهذا اللقاء على الخريطة المستقبلية للدول الإسلامية.
طموحات انتهازية
وتكشف التقارير الدبلوماسية حول جدول القمة بأنه سيهتم بإشكالية الإسلاموفوبيا كأبرز الملفات التي تواجه العالم الإسلامي في الوقت الحالي، وهو ما تردد أثناء حضور زعماء ماليزيا وتركيا وباكستان لاجتماعات الأمم المتحدة في سبتمبر 2019، إذ اعتزموا حينها تأسيس قناة إعلامية هدفها مواجهة هذا الأمر.
ويلاحظ متابعون للمنصات الإعلامية لجماعة الإخوان بالغرب ومنها موقع مؤسسة كير استغلال مصطلح الإسلاموفوبيا في أغلب التقارير المنشورة عن الأنشطة والتفاعل معها بالبلاد، على الرغم من بقاء هذه المؤسسات التابعة للجماعات الراديكالية كمصدر لتحفيز الإسلاموفوبيا بالأساس، ما يعني أن قطر وتركيا تجتمعان في كوالالمبور؛ لحل الأزمة التي أسهما في نموها.
فطبقًا لما يراه أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة الأمريكية، سعيد صادق في تصريح له، فإن الإسلاموفوبيا يغذيها الأفعال العنيفة التي ترتكبها الجماعات المتطرفة والدول الراعية لها، مثل إيران وحكمها المتشدد.
وإلى جانب ذلك، يمتلك أردوغان طموحات توسوعية يستمدها من تاريخ عثماني اندثر قتالًا، فهو ينصب نفسه دومًا كمتحدث رسمي باسم العالم الإسلامي والمسلمين في مختلف بقاع العالم، ولذلك يعتمد على هذه العلاقات الخماسية المنتظر تبلورها في قمة كوالالمبور؛ ليجد لذاته متنفس للرغبة الشخصية والدولية التي يسعى إليها.