خطف وقتل وإرهاب.. دواعش إيران في «التحرير» لقمع الاحتجاجات العراقية
الإثنين 09/ديسمبر/2019 - 08:52 م
طباعة
نورا بنداري
تواصل الميليشيات الإيرانية نشر الخوف والرعب في صفوف المحتجين في العراق، خاصة في ساحة التحرير بقلب بغداد، فبعد أن قدم «عادل عبدالمهدي» رئيس الوزارء العراقي، الذي يرتبط بعلاقة وثيقة مع طهران، استقالته في 29 نوفمبر 2019، وبعد أن توسط «قاسم سليماني» قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني لإبقاء «عبدالمهدي» في منصبه مدة 6 أسابيع على الأقل، إلا أنه فشل نتيجة ضغط الاحتجاجات، ومن ثم باتت إيران تشعر بالخطر، الأمر الذي يدفعها لتحريك ميليشياتها من أجل قمع الاحتجاجات العراقية بأي طريقة.
هجمات دواعش إيران
وفي إطار ذلك، كشف الأمين العام لمجلس العشائر العربية «ثائر البياتي» في 8 ديسمبر 2019، أن دواعش الميليشيات الإيرانية تجري استعداداتها من أجل استهداف المتظاهرين وذلك بالهجوم على ساحات الاحتجاج في بغداد، وتحديدًا في ساحة التحرير والخلاني والجسور، ووجه «البياتي» خلال تصريحات صحفية له لـ"قناة الحدث"، رسالة إلى القوات الأمنية العراقية من أجل التصدي لهذه الميليشيا الداعشية، وأكد «البياتي» أن هذه المعلومات من مصادر مؤكدة وموثق فيها، لافتًا إلى أن دواعش الميليشيا الإيرانية المشاركة هي «كتائب سيد الشهداء، كتائب حزب الله، سرايا الخرساني، عصائب أهل الحق»، ومن بينهم القيادي «أبو حسن الطرفي» من العصائب.
وتعد هذه الميليشيات الإيرانية جزءًا من ميليشيات الحشد الشعبي، و تتلقى التدريب والسلاح والدعم المالي من إيران، وارتكبت العديد من الجرائم في العراق، من قتل وخطف وتعذيب وإعدام وعمليات اختفاء قسري، إضافة إلى الاستيلاء على بعض الممتلكات وتدميرها.
ولذلك تستخدمها إيران لفرض سيطرتها وقمع أي صوت معارض لها، ولذلك تعمل على قمع الاحتجاجات العراقية، لأن الشعب العراقي سلط الضوء في تظاهراته على رفضه للنفوذ الإيراني على بغداد، مطالبًا بإخراج إيران من العراق وعدم التدخل في شؤونها، وهو الأمر الذي تتوجس منه إيران، خاصة بعد خروج تظاهرات في لبنان رافضة أيضًا للتدخلات الإيرانية هناك.
جماعات الخطف الإيرانية
وفي 2 ديسمبر 209، أكدت العديد من وسائل الإعلام العالمية والعراقية أن جماعات الخطف المدعومة من إيران تنشر الرعب في صفوف المحتجين في العراق، وهذا ما أوضحه ناشطون عراقيون على موقع «تويتر» مطالبين بالتدخل لحمايتهم من الأعمال الإرهابية التي تقوم بها هذه الميليشيا المندسة في صفوف المتظاهرين، حيث شنت هذه الميليشيا حملة اختطاف لأعداد كبيرة من المتظاهرين، كما أوضحت الصحيفة الأمريكية «نيويورك تايمز» في تقرير لها، أن العصابات التي تدعمها إيران، تتحمل مسؤولية العنف الواقع داخل العاصمة العراقية بغداد.
ومنذ أن اندلعت الاحتجاجات العراقية في بداية أكتوبر 2019، المطالبة بتغيير النظام في البلاد ومحاربة الفساد بمشاركة آلاف المتظاهرين الذين تمسكوا بمطالبهم ووقفوا ضد الفساد المستشري في بلدهم نتيجة التدخلات الإيرانية، الأمر الذي دفع بالميليشيات الإيرانية إلى التصدي للاحتجاجات فور اندلاعها، حيث انتشرت تقارير وفيديوهات عن وجود قناصة مقنعين قيل إنهم من الجماعات المسلحة الموالية لإيران استهدفوا المتظاهرين وأطلقوا الرصاص عليهم من سطوح البنايات.
أسباب التهديدات الإيرانية
وفي تصريح له، أوضح «اياد المجالي» الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، أن ما قاله الأمين العام لمجلس العشائر العربية «البياتي»؛ يصف واقع الحال لما يحدث في الشارع العراقي، إذا أن أغلب العراقيين يتهمون إيران بشكل مباشر بالوقوف خلف النظام السياسي الحاكم في بغداد، ومن ثم فإن المؤشرات الميدانية تؤكد أن المشهد الأمني بات أكثر ضبابية في إطار عمليات التصفية والاغتيالات التي تمارس بحق المتظاهرين من قبل هذه الميليشليات الإيرانية، ولذلك تظهر الشعارات التي ينادي بها المتحجون حجم الغضي الشعبي من هذه الميليشيات
ولفت «المجالي» أنه في الوقت الذي تتعالي فيه أصوات المتحجين العراقيين للمطالبة بمعالجة الخلل الناجم عن سوء إدارة البلاد وموارده الاقتصادية والتخلص من التبعية السياسية لأطراف إقليمية عقائدية من أهمها "إيران"، ياتي الخيار الأمني مسارًا للحد من هذه التظاهرات التي عمت غالبية المدن العراقية، ما أسفر عن تزايد أعداد القتلي حتي بلغت حدود 280 قتيلًا وعددًا كبيرًا من الجرحي في جميع الساحات، وذلك كان له رد فعل شديد في تصاعد هذه الاحتجاجات مع تزايد قمع الاحتجاجات وعمليات الاغتيالات الممنهجة والمقصودة.
وأشار «المجالي» إلى أنه واضح من حجم المتغيرات التي يعيشها المشهد العراقي بأن هناك خطورة واضحة في ازدياد نشاط القوي المسلحة المدعومة من إيران، فالمحافظات العراقية أصبحت مجالًا حيويًّا إيرانيًّا، تتعرض لانفلات أمني وانهيار اقتصادي وفوضي عارمة.
وأضاف الباحث في الشأن الإيراني، أنه يمكن تفسير تهديدات الميليشيا الإيرانية للداخل العراقي، بأن فشل مشروع إيران داخل العراق هو فشل لمشروع ما تسمى الثورة الإسلامية الإيرانية برمتها، ومن ثم فإن هدف واستراتيجية إيران تجاه العراق والبلدان المجاورة أن تحافظ على مكتسباتها الأمنية والسياسية والاقتصادية بعد أن أصبح العراق "الرئة" التي تتنفس منها إيران خاصة بعد العقوبات الأمريكية الاقتصادية على طهران.