تصفية «الجزائري».. «تحرير الشام» تواجه اتهام منشقيها
الإثنين 09/ديسمبر/2019 - 10:55 م
طباعة
سارة رشاد
لم تتخلص بعد محافظة إدلب، شمالي غرب سوريا، من تداعيات تصفية الإرهابي القادم من أفغانستان، أبوأحمد الجزائري، الذي لقى حتفة إثر غارة جوية استهدفت سيارته الثلاثاء 3 نوفمبر 2019.
وبالرغم من أن هيئة تحرير الشام، كبرى الفصائل الإرهابية في سوريا، قد أقرت على لسان قادتها بأن التحالف الدولي بقيادة أمريكا هو المسؤول عن الغارة الجوية، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لغلق ملف الإرهابي المحسوب على تنظيم القاعدة؛ إذ نفى التحالف على لسان أحد مسؤوليه لموقع «عنب بلدي»، شنه لأي غارات في التاريخ المذكور لاغتيال الجزائري.
وعلى خلفية هذا النفي، وجد المناهضون للهيئة فرصة لتوجيه اتهامات قتل الجزائري لتحرير الشام نفسها.
المنشق عن الهيئة، على العرجاني، كان أول المهاجمين؛ إذ كتب عبر قناته على «تيليجرام»: «مقتل المدرب الجزائري لم يكن صدفة، كل من اقترب من عصابة الجولاني من المجاهدين النخب الذين جاءوا من أفغانستان والذين تلاحقهم أمريكا، تم تحديد مواقعهم واستهدافهم، الجزائري كان يعمل لسنوات في المحرر ويقدم الدورات العسكرية وهو آمن، وبعد أن بدأ بإعطاء بعض الدورات في الهيئة تم استهدافه».
ويستند العرجاني في ذلك على تخوفات قائمة لدى الهيئة من نجاح تنظيم القاعدة في تدشين كيان جديد له في سوريا، ومن ثم يسحب البساط من تحت قدم الهيئة بإحداث انشقاقات بها لصالح الكيان الجديد، وفي ضوء ذلك يرى المناهضون، للهيئة دور لها في تصفية القيادات القاعدية الكبرى التي لقت حتفها في سوريا؛ إذ يتوقعون أن تكون الهيئة إما أن تكون قد وضعت عبوات ناسفة في أماكن ترددهم أو كشفت عن أماكنهم للتحالف الدولي.
والجزائري، هو أحد المطلوبين أمريكيًّا، قدم من أفغانستان إلى سوريا في 2013، ولم ينضم لأي فصيل إرهابي بسوريا؛ إذ احتفظ ببيعته لحركة طالبان وعمل طوال فترة وجوده في سوريا في التدريب العسكري.
وبوفاته يلتحق الجزائري بالقيادات القاعدية التي لاقت حتفها في سوريا؛ إذ شهدت سوريا على مدار سنوات الحرب مقتل العشرات من القيادات القادمة من أفغانستان والمنتمين لتنظيم القاعدة.
وفي تصريح لها، تقول نورهان الشيخ أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن تحرير الشام كيان برجماتي لا يعمل من أجل الأفكار كما يقول، ولكنه يحارب فقط من أجل البقاء والحفاظ على النفوذ.
ونفت أن يكون من بين أهداف الهيئة بناء خلافة أو دولة أو أي من الأحلام الإرهابية المعتادة، ولكن هدفها فقط هو إبقاء سيطرتها على إدلب.
وتابعت: «إن الهيئة من أجل ذلك تفعل أي شئ حتى لو تناقض مع المبادئ، معتبرةً أن الهيئة تورطت في كثير من التصرفات التي كانت تصب في صالح الحفاظ على مكانتها فقط».
وبدأ أبو أحمد الجزائري عمله مع هيئة تحرير الشام مطلع 2019، إذ كان يقدم لعناصرها والمنضمين الجدد إلى صفوفها تدريبات خاصة في «حرب العصابات» وتكتيكات الاشتباك القريب والتسلل، وعمل مدربًا خاصًا لـ«العصائب الحمراء» التابعة لـ«تحرير الشام» منذ تأسيسها مطلع العام.
ومن قبلها تعامل مع أحرار الشام وجيش الأحرار وغيرها من الفصائل التي تولت مسؤولية تأمين وجوده.
وقد جرت العادة، أن يفضل المستقلون القادمون من الخارج العمل مع الكيانات الكبرى؛ بغرض توفير إقامة آمنة وهو ما يفسر اتجاه الجزائري إلى تحرير الشام، رغم الخلاف بين القاعدة والهيئة، إذ تعتبر الهيئة صاحبة الكلمة الأولى والوحيدة في إدلب.