في الذكرى الثانية لدحر التنظيم بالعراق.. «داعش» ما زال يهدد أمن بلاد الرافدين

الثلاثاء 10/ديسمبر/2019 - 12:04 ص
طباعة في الذكرى الثانية معاذ محمد
 
في مثل هذا اليوم، التاسع من ديسمبر عام 2017، أعلن حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، انتهاء الحرب على تنظيم «داعش» في العراق، وتحرير أراضيه كافة.
وعلى الرغم من إعلان «العبادي» فإن بعض الخلايا النائمة للتنظيم ما زالت تظهر من آن لآخر وتشكل بعض التهديدات على أمن العراق.
وتقول رئاسة إقليم كردستان العراق، إن الهجوم الذي شنه «داعش» الخميس 5 ديسمبر 2019 على أحد ألوية البيشمركة في قضاء خانقين، دليل على بقاء التنظيم وتهديده للأمن والاستقرار في العراق والمنطقة.
وأكدت أن «داعش» لم ينته ولا يزال يمثل تهديدًا للأمن والاستقرار، و«أن الحرب في سبيل القضاء على عدو الإنسانية العنيد ما زالت مستمرة».
وفي 3 سبتمبر 2019، قال بول لاكاميرا، قائد قوات التحالف الدولي ضد «داعش»، خلال لقائه مسرور بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، إن خلايا التنظيم بدأت مجددًا في إعادة تأهيل صفوفها، وشنت عمليات في عدد من المناطق العراقية.
ومن جهته، شدد رئيس حكومة كردستان، على أن العوامل التي أدت إلى ظهور «داعش» ما زالت قائمة، مؤكدًا أن التنظيم بدأ تنفيذ نشاطات إرهابية في عدد من المناطق؛ ما يشكل تهديدًا جديًّا لسكانها.

العنف لا يتوقف
في 16 يوليو الماضي، صرح مصدر أمني عراقي بأن شخصين لقيا حتفهما في هجوم شنته عناصر تابعه للتنظيم، استهدف إحدى القرى جنوبي مدينة كركوك شمال بغداد.
كما هاجمت عناصر من التنظيم، أواخر يوليو 2019، حقولًا نفطية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، في محافظة صلاح الدين شمالي البلاد.
وأعلنت الشرطة العراقية في الأول من أغسطس 2019، أن 7 على الأقل من قوات الأمن قُتلوا وأُصيب 16 آخرون، في هجومين منفصلين، يعتقد أن تنظيم «داعش» الإرهابي وراءهما، في هجوم على منطقة سيد غريب بقضاء الدجيل في محافظة صلاح الدين.
عناصر أخرى من التنظيم هاجمت في 22 أغسطس من الشهر نفسه، نقطة تفتيش مشتركة للجيش والحشد الشعبي في منطقة «قرة تبة» شمال شرق ديالي، وجرى تبادل لإطلاق النار؛ ما أسفر عن مقتل 3 من التنظيم، وإصابة اثنين من الجنود العراقيين بجروح.
وفي 22 سبتمبر 2019، أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن اعتداء أدى لمقتل 12 شخصًا، قرب مدينة كربلاء العراقية، إثر تفجير عبوة ناسفة في حافلة صغيرة أثناء مرورها عبر نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي.

أين ذهبت عناصر التنظيم؟
من خلال رصد بعض العمليات السابقة يتضح أن خلايا التنظيم النائمة، ما زالت تنتشر في محافظات متفرقة بالعراق، وعلى رأسها «صلاح الدين، وديالي، وكربلاء».
وتوقع فالح الفياض، مستشار الأمن القومي العراقي، أن يتحول «داعش» بعد دحره من معاقله في العراق وسوريا، إلى تنظيم جديد بهيكلة جديدة وقيادات شابة (هاربة الآن).
وأضاف «الفياض» في حوار مع مجلة «شبيجل» الألمانية، نشر في 17 فبراير 2019: «نخشى أن يشكل أنصار داعش من المقاتلين الجيل التالي لتنظيم جديد على غرار حركة تنظيم القاعدة»، متابعًا: «حسب معلوماتنا هناك تحركات بصدد تشكيل تنظيم سري جديد».
وأشار المسؤول الأمني العراقي، إلى أسلوب تحرك مقاتلي داعش عندما يتم دحرهم من مناطق وجودهم، موضحًا أنهم يتسربون مع النازحين المدنيين ويختبئون في مناطق أخرى ليرتبوا أوضاعهم لظهور جديد، أو الانتقال بسهولة إلى منطقة نفوذ أخرى.

هجوم أول تحت قيادة «الهاشمي»
في أول عملية بالعراق تحت قيادة خليفة تنظيم «داعش» الجديد، أبو إبراهيم الهاشمي، هاجم مسلحون في الأول من نوفمبر 2019، نقطة تفتيش للجيش العراقي شمال بغداد، ما أسفر عن مقتل جندي وإصابة خمسة آخرين، وفقًا لبيان صادر عن قيادة العمليات المشتركة.
وأفاد مسؤول محلي، بسقوط 6 قتلى و10 جرحى جراء قصف وهجوم لـ«داعش» على ملعب خماسي لكرة القدم، في إحدي قرى جنوب مدينة كركوك شمال بغداد، وأعلن تنظيم داعش، مسؤوليته عن الهجوم في بيان أصدره الجناح الإعلامي له.
ويعد هذا الهجوم، الأول من نوعه، منذ اعتراف «داعش» في 31 أكتوبر، بمقتل «أبوبكر البغدادي»، الزعيم السابق له، على أيدي قوات أمريكية خاصة يوم 27 أكتوبر 2019، في عملية عسكرية شمالي غربي سوريا.
وفي تحليل تحت عنوان «مكافحة الإرهاب في عصر الأولويات المتنافسة»، نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، في 12 نوفمبر 2019، شدد التحليل على عدم شعور الولايات المتحدة بالرضا من الوضع القائم، خصوصًا بعد هزيمة تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، ومقتل زعيمه «أبوبكر البغدادي».

إرادة النصر
في المقابل، حاول العراق التصدي للهجمات التي تهدده عبر الخلايا النائمة لداعش، من خلال إطلاق عملية «إرادة النصر»، بمراحلها السبعة، وتدمير أوكار تابعة للتنظيم.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، في 7 يوليو 2019، انطلاق المرحلة الأولى في 3 محافظات صوب الحدود الدولية مع سوريا، لملاحقة عناصر «داعش».
وبحسب بيان رسمي، أوردته خلية الإعلام الأمني آنذاك، فإنه تم خلال المرحلة الأولى، تنفيذ ضربتين جويتين من قبل طيران التحالف الدولي، وتدمير 10 أوكار للتنظيم، وتفجير 18 عبوة ناسفة، وعثر على عدد آخر منها، بجانب 6 قنابل هاون صالحة، و12 قذيفة من طراز «نمساوي»، كما تم الاستيلاء على 4 درجات نارية وخيم ومواد تموين، وتمكن الحشد الشعبي من تفكيك سيارة مفخخة.
وانطلقت المرحلة الثانية في 20 يوليو 2019، وشملت محافظات «ديالى، وصلاح الدين، والأنبار»، وأعلنت قيادة العمليات المشتركة عن نتائجها في 24 من الشهر نفسه، والتي تمثلت في العثور على 4 مضافات ورمانتين يدويتين، و4 صواريخ «كاتيوشا»، و28 عبوة ناسفة، وهاون 60 ملم، و3 أسلحة خفيفة، وقذيفتي مدفع نمساوي، وقنبرة هاون وقناص، بالإضافة إلى 7 مخازن عتاد، و8 زوارق و4 رشاشات ثقيلة، و18 خرطوشًا أنبوبيًّا، وعجلة و4 دروع، بجانب القبض على 12 مطلوبًا، خلال تفتيش 89 قرية و87 بستانًا.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، في 5 أغسطس 2018، انطلاق المرحلة الثالثة لمداهمة وتفتيش وتطهير مناطق ديالى، وأخرى في جنوب نينوى، للقضاء على فلول التنظيم الإرهابى وإنهاء تهديده، وأسفرت العملية عن «تدمير 12 نفقًا، و24 وكرًا و5 جليكانات TNT سعة 20 لترًا»، وعثر على 42 عبوة ناسفة، و6 قنابل هاون 82 ملم، وقذيفة 155 ملم، ودراجتين هوائيتين، كما تم إلقاء القبض على 18 مطلوبًا وقتل 4 إرهابيين.
كما أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية في 24 أغسطس 2019 انطلاق المرحلة الرابعة لعملية «إرادة النصر»، وكانت نتائجها عبارة عن تدمير 16 وكرًا وتفجير 8 عبوات ناسفة وتدمير نفقين، وقتل 4 إرهابيين، وإلقاء القبض على 4 من عناصر، بجانب إلقاء القبض على اثنين من المشتبه بهم.
ودخلت عملية «إرادة النصر» مرحلتها الخامسة، في 16 سبتمبر المنصرم، وذلك في صحراء الأنبار، وكانت نتائجها: «تدمير نفق، و3 أوكار»، وتم العثور على وكر رابع احتوى مقذوفتي دبابة و6 صناديق عتاد 14.5 ملم ورمانتين ضد الأشخاص،  بالإضافة إلى تفجير 3 عبوات ناسفة، وعثر على هاون و20 قنبلة له، و16 صاروخًا قاذفًا BmB وقذيفتي RBG7، و150 إطلاقة عتاد مدفع 27 ملم، وقناص شتاير، وألقي القبض على مطلوب.
فيما أعلن اللواء الركن ناصر الغنام، قائد عمليات الأنبار بالعراق، الأحد 6 أكتوبر 2019، انطلاق المرحلة السادسة من العملية، والتي استهدفت تطهير مناطق المحافظة من خلايا التنظيم.
واختتمت قيادة العمليات المشتركة، مراحل «إرادة النصر» السبت 7 ديسمبر 2019، في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين، بتدمير 11 وكرًا و3 أنفاق، والعثور على  4 أكياس تحوي 50 كيلوجرامًا من مادة اليوريا، وتفجير 23 عبوة ناسفة.

شارك