يإرساله دواعش إلى فرنسا.. أردوغان ينفذ تهديداته لأوروبا ويتوعدها بالمزيد
الثلاثاء 10/ديسمبر/2019 - 10:17 م
طباعة
سارة رشاد
وسط حالة التوتر المسيطرة على العلاقات التركية الأوروبية لاختلاف وجهات النظر حول جملة من القضايا، قالت أنقرة: إنها رحّلت الاثنين 9 ديسمبر 2019، 11 فرنسيًّا من عناصر تنظيم داعش الإرهابي إلى بلادهم.
ووفقًا للبيان التركي فإن الترحيل جاء ضمن جهود رامية لإعادة 1200 أجنبي من عناصر داعش إلى بلدانهم.
وكانت الداخلية التركية أعلنت ترحيل 59 من «الإرهابيين الأجانب» إلى بلدانهم منذ 11 نوفمبر 2019.
ابتزاز مستمر
تأتي واقعة ترحيل الدواعش في إطار لا ينفصل ذلك عن تهديدات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان المتكررة لأوروبا بخصوص ملف الإرهابيين الأجانب واللاجئين، كلما تفاوتت وجهات النظر بينهما حول قضية ما.
وآخر هذه التهديدات أصدرها أردوغان عقب العدوان التركي على الشمال السوري، وهي العملية العسكرية التي رفضها قطاع كبير من القارة الأوروبية، إذ قال في أول خطاب له بعد العدوان، «أيها الاتحاد الأوروبي، إذا سميتم هذه العملية العسكرية «بالغزو»، فسنفتتح بواباتنا ونرسل 3.6 مليون لاجئ سوري إلى أوروبا»، وتتعامل أوروبا مع هذه التهديدات بالرفض، معتبرة إياها ابتزازا تركيا لا يمكن التعاطي معه أو الرضوخ له.
وتمر العلاقات التركية الأوروبية بتوترات على خلفية تباعد في وجهات النظر بين أنقرة وأوروبا في بعض القضايا منها سياسات أنقرة في سوريا والشرق الأوسط بشكل عام وسبل تعاملها مع المعارضة التركية.
ورقة داعش.. والخلافات مع «ناتو»
وفي تقرير صدر حديثا عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات عنون بـ«تركيا... جملة خلافات مع ناتو ودول الاتحاد الأوروبي» تناول المركز أوجه الخلاف بين تركيا وأوروبا ومستقبل العلاقات.
وتوصل إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليست لديه أي نية للتراجع عن سياساته الاستفزازية لأوروبا، ومن ثم سيتجه إلى موسكو.
وطرح تساؤل حول مستقبل تركيا في حلف «ناتو»، متوقعًا أن تؤدي تلك الخلافات إلى انسحاب تركيا من التحالف.
من جانبه قال المتخصص في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسة والاستراتيجية، بشير عبد الفتاح، إلى أن تركيا تمارس الضغط على أوروبا من خلال ورقة الدواعش، مشيرًا إلى أنها حرصت على إرسال الفرنسيين تحديدًا نظرًا لكون فرنسا أبرز الدول الرافضة لعملة نبع السلام التركية في شرق الفرات.
ولفت إلى أن أنقرة تريد أن تعاقب فرنسا على موقفها ومن ثم ترسل لها أفراد يمثلون خطر كبير على الأمن الفرنسي.
يشار إلى أن قضية الدواعش الأوروبيين تمثل إحدى معضلات القارة العجوز حتى أن بعض الدول اتجهت نحو تجريد مواطنيها الدواعش لدى تركيا من جنسياتها لتمنع ردهم إليها إلا أن تركيا تحدت ذلك وأكدت إعادة الإرهابيين لبلدانهم حتى لو تجردوا من الجنسية.
ورغم أنّه بموجب اتفاقية نيويورك لعام 1961، من غير القانوني ترك شخص بدون جنسية، فإن العديد من الدول، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا، لم تصادق عليها، وقد أثارت حالات وقعت أخيراً معارك قانونية طويلة. وجردت بريطانيا أكثر من 200 شخص من جنسيتهم بشبهة الانضمام لجماعات جهادية في الخارج.