إخوان الصومال.. فرقاء «الإصلاح» بين الحنين للجماعة وإدراك حقيقتها

السبت 14/ديسمبر/2019 - 12:44 م
طباعة إخوان الصومال.. فرقاء دعاء إمام
 
انتقد حسن عبد الله، أحد القيادات المنشقة عن حركة الإصلاح، فرع جماعة الإخوان بالصومال، محاولات دعوة الحركة لعقد مؤتمر بعنوان «خطورة الاختلاف في المجتمع المسلم.. الأسباب والعلاج»، قائلًا: «إذا كان الإخوان يتحدثون عن خطورة الاختلاف، فهم الأكثر خبرة في هذا المجال، ولو سُمح لي أن أقول شيئًا لقلتُ: فاقد الشيء لا يعطيه، وإن الساحة محتاجة إلى مبادرات عملية وأفكار جديدة، ومراجعات جادة، لأخذ زمام المبادرة والتأهل بجدارة للتوجيه العام على مستوى المجتمع».



ومن قبل أطلق «عبد الله» عددًا من الدعوات والمبادرات الرامية لتجديد الدماء داخل «الإصلاح»؛ إذ يراها قد فشلت على المستوى الدعوي والتربوي والسياسي، قائلًا: إن ما تشهده الساحة الإخوانية في الصومال من فشل وعناد ولعب بمستقبل الأجيال القادمة، يستوجب تقديم مصلحة تلك الأجيال على المصالح الشخصية.

ونوّه «عبد الله» إلى أن ما كتبه من مقالات انتقد خلالها جماعة الإخوان، ودعا فيها إلى الثورة على حال الجماعة، رفضت الأبواق الإعلامية القطرية نشرها؛ حرصًا على الوقوف في صف الجماعة، وعدم نشر أي هجوم يطالها.

وظهرت الكثير من الأصوات المطالبة بإصلاح الإخوان في الصومال، وبعدها عن التناحر والخروج من العباءة القطرية، لاسيما في ظل خروج تسجيلات تدين الجماعة، وتثبت تورطها مع قطر في دعم الجماعات الإرهابية بمقديشو.
التعاون والمعذرة

يسعى إخوان الصومال لتطبيق قاعدة «نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه»، التي لطالما رددها مؤسس الجماعة حسن البنا، وطالب الإخوان باتخاذها دستورًا؛ بهدف تجميع أكبر عدد من الناس حولهم؛ لتحصيل مكاسب سياسية، وتحقيق أطماع الجماعة.

وهذه القاعدة وضعها رشيد رضا زعيم المدرسة السلفية الحديثة، وأطلق عليها: «قاعدة المنار الذهبية»، وهي التي تطبقها أفرع الجماعة في عدد من الأقطار، والتي استند إليها أيضًا الإخوان في تبرير تعاونهم مع إيران، والتقارب مع الشيعة، وغيرهم ممن يحققون مصالح الجماعة.
 ارتباط بقطر

في يناير 2018، كشفت صحيفة «سونا تايمز» الصومالية، أن اجتماعًا سريًّا عقد في تركيا شارك فيه ضباط استخبارات قطريون وإيرانيون وممثلون لجماعة حزب الله اللبنانية، بحضور مسؤول رفيع في القصر الرئاسي الصومالي، هو فهد ياسين الذي شغل منصب المدير العام للقصر الرئاسي في الصومال، ومعروف أنه من المقربين من النظام القطري، ومقرب من الزعيم الروحي للإخوان يوسف القرضاوي؛ بهدف تشكيل جماعة إرهابية في الصومال.

وأشارت الصحيفة الصومالية إلى أن أجهزة استخبارات غربية كشفت هذا الاجتماع الذي جرى خلاله تكليف فهد ياسين، الذي انضم إلى الإخوان في فترة من حياته، ويشغل حاليًّا منصب رئيس الديوان الرئاسي، بالعمل على زعزعة الاستقرار السياسي للحكومات المحلية في بعض أقاليم الصومال، التي تتخذ موقفًا مناوئًا للنظام القطري.
غرفة حرب

على صعيد متصل، أفادت الصحفية أن قطر أنشأت «غرفة حرب» في سفارتها بالعاصمة مقديشو؛ بهدف تنسيق عمليات القوة الإرهابية الجديدة، بمساعدة ضباط استخبارات قطريين وإيرانيين، ومعهم القيادي البارز في حركة شباب المجاهدين الإرهابية زكريا إسماعيل، المعروف أنه كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات في الحركة.
السياسي والديني

كشفت دراسة أجراها محمد عمر أحمد، الصومالي، بمركز مقديشو للبحوث والدراسات، أن الخطاب الإخواني في الصومال لا يخرج عن ثوابت الخطاب الإخواني بشكل عام.

إذ ركزت حركة الإصلاح على تغيير نظرتها إلى التراث الصوفي والجماعات الصوفية والفكر الأشعري والفقه الشافعي، باعتباره إرثًا مميزًا للشعب الصومالي، وحاولت التعاطي معه؛ بهدف إكسابها تقاربًا مع مكونات كبيرة من الشعب الصومالي، بعد أن شعرت الإقصاء من جانب حركة الاتحاد الإسلامي.

وبحسب الباحث، أدى خطاب الحركة ذي الصبغة السياسية -مع عوامل أخرى- إلى حدوث انشقاقات داخل الإصلاح نفسها نتيجة للامتعاض الذي ساد لدى الشباب التواق إلى الأجواء الروحانية والعلمية، حين اختلط حديث الإصلاح بخطاب الجمعيات التطوعية التي تدافع عن حقوق المرأة ودورها السياسي، وسن الزواج بها؛ وتسبب ذلك في حالة من الاستياء والسخط من كل أصناف المتدينين.

وبيّن أنه بعد سقوط الإخوان في مصر بثورة 30 يونيو 2013، شهد خطاب الجماعة في الصومال تطورًا بتأثير الأحداث العالمية والعربية والمحلية منذ نشأة الحركة، ولكن الذي ظهر هو أن التغيرات تم بلورتها بعقليات سياسية، ووفق ضرورات المرحلة، وليس بتأصيلات شرعية أو نتيجة للتعمق المعرفي؛ ما يكرس الطابع الحزبي السياسي للحركة.

شارك