بعد مُحاكمة «البشير» وفشل «الزحف الأخضر».. «إخوان السودان» في النفق المظلم
الأحد 15/ديسمبر/2019 - 12:13 م
طباعة
أحمد إسماعيل
مع فشل الدعوة «لمليونية الزحف الأخضر» التي أعلنت لها 3 قوى تتبع «الإخوان»، وهي «المسار الوطني»، و«تيار نصرة الشريعة ودولة القانون» و«المؤتمر الوطني»، السبت 14 ديسمبر، دخل «إخوان السودان» نفقًا مظلمًا؛ كشف عن وعي الشعب تجاه الدعوات التخريبية والتآمرية للجماعة.
وجاء هذا الفشل متزامنًا مع إدانة المحكمة الجنائية السودانية، السبت 14 ديسمبر، الرئيس السابق عمر البشير بتهم الفساد وحيازة مبالغ بالعملة الأجنبية بصورة غير مشروعة، وقضت بإيداعه مؤسسة الإصلاح الاجتماعي لمدة عامين.
كما قضت المحكمة بمصادرة المبالغ المالية موضوع الدعوى، عقب إصدارها حكمًا بالسجن 10 سنوات ضد البشير (75 عامًا) في نفس تهم الفساد المالي، إلا أنها أسقطت حكم السجن عنه لتجاوزه السبعين عامًا، وقررت إخضاعه للإقامة في دور الرعاية الاجتماعية لمدة عامين، في القضية التي عُرفت باسم «الثراء الحرام والتعامل بالنقد الأجنبي».
وأصدرت لجنة التمكين برئاسة عضو مجلس السيادة الانتقالي، الفريق ياسر العطا، ونائبه محمد الفكي سليمان، الجمعة 13 ديسمبر2019، قرارًا بحل حزب المؤتمر الوطني الإخواني، الذي كان يتزعمه البشير.
تيارات الإخوان
ينقسم الإخوان في السودان إلى تيارات متعددة، منها المؤتمر الوطني المنحل، والذي أسسه عمر البشير 1991، وحزب المؤتمر الشعبي الذي أسسه حسن الترابي 1999، وتيار الشريعة ودولة القانون الذي يقوده الإخواني المؤيد لتنظيم «داعش» الإرهابي محمد علي الجزولي، والمتطرف عبد الحي يوسف، وقوى سياسية أخرى كانت متحالفة مع نظام البشير، وكانت تُعرف محليًّا بـ«أحزاب الفكة».
وحول لجوء الإخوان إلى العنف، يرى عبد القيوم عبد السيد، رئيس المجلس المركزي لحزب المؤتمر السوداني، في تصريحات صحفية، أن العنف التاريخي للإخوان يتجسد حاليًّا في محاولاتهم المتكررة محاربة الثورة ووأدها؛ سعيًا للعودة للحكم بشكل أو بآخر.
وأضاف أن العديد من مكونات ما يعرف بـ«الحركة الإسلامية» ظلت طوال تاريخها السياسية تستخدم العنف اللفظي والجسدي لتحقيق غاياتها، مشيرًا إلى أن الفترة الأخير شهدت محاولات عديدة ومتكررة لعودة النظام البائد إلى المشهد مرة أخرى، لكن في الجانب الآخر أصبح الشعب السوداني أكثر وعيًا وإدراكًا بأساليب جماعات الإسلام السياسي.
محاولات إخوانية فاشلة
يؤكد هشام النجار، الباحث المختص في شؤون الحركات الإسلامية، أن حزب المؤتمر الشعبي الذي أسسه حسن الترابي، يراهن على إمكانية ملء الفراغ الأيديولوجي الذي تركه حزب المؤتمر الوطني بقيادة البشير.
وأضاف النجار في تصريح خاص لـه أن حراك الحزب وتحشيده في الشارع لاشك أنه خطير، ويهدد الوضع بالبلاد؛ خاصة أن حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك تواجه ملفات عديدة مرتبطة بالاقتصاد والأمن والفساد، فضلًا عن إرث حكم البشير الكارثي على مختلف المستويات، بمعنى أن هناك مساحات يتحرك فيها الإسلاميون كمحاولات لتقويض المسار الحالي، واستبدال إسلاميين بآخرين، لكن بعناوين ووجوه أخرى.
ولفت الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إلى أن تلك المحاولات مصيرها الفشل؛ لضعف وهشاشة الحزب، وبسبب الانقسامات داخله، وللدعم الشعبي الذي يسند المسار الحالي في اتجاه التغيير والإصلاح، ومحاسبة كل أجنحة ورموز المرحلة السابقة منذ انقلاب عام 1989.