بعد طرده من المدن.. «داعش» يتمدد في كهوف العراق
الأحد 15/ديسمبر/2019 - 12:15 م
طباعة
معاذ محمد
رغم مرور عامين على إعلان السلطات العراقية القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي نهائيًا، فإن الحديث يتواتر حاليًا عن عودة جديدة للتنظيم في بغداد، عبر القرى والكهوف.
وفي 10 ديسمبر 2019، كشفت صحيفة «ذا ناشيونال» الإماراتية، في تقرير لها، أن تنظيم «داعش» الإرهابي، يعيد تنظيم صفوفه من جديد في مناطق غير خاضعة للسلطات العراقية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أكراد قولهم إن التنظيم يستخدم أساليب التخفي والاختباء في الكهوف والأنفاق، موضحين أن هناك خمسة آلاف مقاتل داعشي يعيدون تنظيم صفوفهم في تلك المناطق.
وبحسب «ذا ناشونال»، يختبئ المسلحون في كهوف من الصعب الوصول إليها، وشبكات أنفاق للتهريب، قرب بلدة مخمور، مستخدمين تكتيكات مرعبة لإكراه السكان.
ونقلت الصحيفة عن لاهور طالباني، مدير إحدى وكالتي المخابرات في كردستان، قوله: إن العدد المذكور لا يشمل الخلايا النائمة الموجودة في المدن، مؤكدًا أنها بداية جديدة لـ«داعش».
وأوضح المسؤولون الأكراد، أن المقاتلين مجهّزون ببنادق كلاشينكوف وسترات انتحارية وبنادق قناصة، وبنادق تُركب على شاحنات، ما ساعدهم على السيطرة على القرى ومكنهم من تنفيذ هجمات مفاجئة.
ووفقًا للتقرير، يستغل الدواعش قطعة أرض غير خاضعة للحكم بين القوات العراقية على الجانب الجنوبي، وبين البشمركة «القوات الكردية» على الجانب الشمالي.
وأشار العقيد سرود برزانجي، قائد قوات البشمركة، إلى أن هؤلاء قاموا بحفر أنفاق، ولديهم الكثير من الكهوف بالجبال يختبئون فيها، لإنقاذ أنفسهم عندما يسقط سلاح الجو القنابل، مشددًا على أن أي عملية لطردهم ستتطلب عمل قوات خاصة عراقية وكردية مدربة جيدًا على مكافحة حرب العصابات، واكتشاف مخابئ المتشددين، خاصة أنهم يتحركون تحت جنح الظلام، ويحتاج هذا إلى نظارات للرؤية الليلية، وأجهزة التشويش لإيقاف القنابل التي يتم التحكم فيها عن بُعد.
وقال لاهور طالباني: "إنها حرب مختلفة، لديهم أساليب مختلفة، ويطورونها طوال الوقت، ويجدون طرقًا جديدة لحماية أنفسهم في الجبال"، مشيرًا إلى أنه يمكن العثور على أكبر تجمع لعناصر «داعش» في شمال العراق بجبال حمرين، والتي يختبئ فيها نحو 2500 مقاتل.
ويشير التقرير، إلى أن المقاتلين قطعوا رؤوس بعض القرويين بعد أن اختطفوهم من منازلهم، وذلك بهدف إظهار قوتهم.
وعلى الرغم من تلك التهديدات التي يشكلها «داعش»، فإن الرأي السائد في بغداد بحسب التقرير، أن عناصر «داعش» تلك ليست قوية بما يكفي للسيطرة على مدينة عراقية.
ويؤكد تقرير «ذا ناشيونال»، أن مقاتلي «داعش» سيظلون بعيدًا عن الأنظار، إلى أن تتوصل أربيل وبغداد إلى اتفاق بشأن الأراضي المتنازع عليها.
تنشيط الخلايا النائمة
من جهته، قال هشام الهاشمي، الباحث العراقي المختص في شؤون الجماعات المتطرفة، إن عناصر «داعش» قدرت أعدادهم خلال الشهور الستة الأولى من عام 2019، بنحو 3500 إلى 4000 عنصر قتالي، موزعين على 10 قواطع في بغداد.
وأوضح «الهاشمي» في تصريحات خاصة له، أن موارد «داعش» البشرية تلقت ضربة قاسية في العراق بين عامي 2015 و2017، مشيرًا إلى أنها فقدت ما يقرب من 70-75% منها، ما جعل الحاجة إلى ملء الصفوف من جديد أمرًا ملحًا غير قابل للتأجيل.
وتوقع الباحث، أن ما ستواجهه القوات المسلحة العراقية في الهجمات المقبلة، هي مفارز وخلايا مرتبطة بشبكات من مقاتلي التنظيم لم تواجهها من قبل، كما أشار إلى أن شبكات «داعش» بدأت خلال الأشهر الستة الأخيرة لعام 2019، في تنشيط الخلايا النائمة من الرجال الذين لا توجد مطاردات أمنية أو ملاحقات قضائية بحقهم، موضحًا أن التنظيم استوعب عناصره الإرهابية من أرياف المدن، ونقل عملياته من المناطق الجبلية والصحراوية إلى القرى الإستراتيجية، خصوصًا في شمال شرق ديالي وجنوب سامراء وشمال بغداد وغرب الثرثار وجنوب نينوى وجنوب كركوك.
وأوضح الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، أن معالم الانتشار الميداني الجديد لتنظيم «داعش» تكمن في المدن الحضارية «تمويل واستثمار وإعلام وجمع معلومات»، وقرى الأخيرة «كمقر للتحكم العسكري وتخزين السلاح»، مشددًا على أنهم يقومون بعمليات بث الرعب من خلال الاقتحامات والاغتيالات النوعية للشيوخ والوجهاء.