هجمات «طالبان» تعرقل نهاية الصراع في أفغانستان

الأحد 15/ديسمبر/2019 - 08:32 م
طباعة هجمات «طالبان» تعرقل معاذ محمد
 
يبدو أن الصراع الدائر بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان الأفغانية، والممتدة على مدار 18 عامًا لن تكون له بوادر حلحلة، خصوصًا في ظل تبني الحركة للتفجيرات والعمليات الإرهابية التي تطال واشنطن.


في 8 سبتمبر 2019، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلغاء مفاوضات السلام مع حركة طالبان، بعد إعلان الأخيرة مسؤوليتها عن هجوم في كابول، أسفر عن مقتل جندي أمريكي و11 شخصًا آخرين.


وأضاف «ترامب» عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أنه «إذا لم يكن باستطاعتهم الاتفاق على وقف لإطلاق النار خلال محادثات السلام المهمة جدًا، ويقتلون 12 شخصًا بريئًا، فحينئذ ربما ليس لديهم القوة للتفاوض على اتفاق مجدٍ بأي حال».


وقبل إعلان «ترامب» وقف المحادثات، أجرى الجانبان تسع جولات من المحادثات المباشرة في العاصمة القطرية الدوحة، وكانا على وشك إبرام اتفاق يقضي على النزاع الممتد منذ 18 عامًا.
وناقش الاتفاق بعض قضايا رئيسية تفاوض عليها الجانبان، كان منها «ضمان من مقاتلي طالبان بعدم السماح للمتشددين الأجانب باستخدام أفغانستان كملاذٍ آمن لشن هجمات إرهابية خارج البلاد، والانسحاب الكامل للولايات المتحدة وقوات الناتو من أفغانستان، ووقف دائم لإطلاق النار في البلاد».
وزادت الولايات المتحدة وتيرة عملياتها ضد المتشددين في أفغانستان، منذ انسحاب «ترامب» من المحادثات مع طالبان، وشنت العديد من الغارات الجوية التي خلفت العديد من القتلى في صفوف مسلحي طالبان.

عودة جديدة
وعلى الرغم من الغضب الأمريكي تجاه «طالبان»، فإن مارك إسبر، وزير الدفاع الأمريكي وصل إلى أفغانستان في 20 أكتوبر 2019، وذلك في محاولة لإعادة المحادثات .
وقال «إسبر» للصحفيين: «الهدف ما زال هو التوصل إلى اتفاق سلام في وقت ما، الاتفاق السياسي هو أفضل سبيل للمضي قدمًا»، مضيفًا: «آمل أن نتمكن من المضي قدمًا ونتوصل إلى اتفاق سياسي يحقق غاياتنا ويحقق الأهداف التي نسعى إليها».
وفي 28 نوفمبر 2019، أعلن الرئيس الأمريكي خلال زيارته المفاجئة لأفغانستان، لإحياء «عيد الشكر» مع جنود بلاده الموجودين في قاعدة «باجرام» الجوية التابعة لواشنطن، استئناف مباحثات السلام مع "طالبان".
وعقد «ترامب» خلال الزيارة اجتماعًا ثنائيًا مع الرئيس الأفغاني أشرف غني، أعلن خلاله استئناف المفاوضات، وأعرب الرئيس الأمريكي عن اعتقاده بأن الحركة تريد وقف إطلاق النار، موضحًا: «حركة طالبان تريد عقد اتفاق، ونحن التقينا بهم وقلنا إنه يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، ولم يريدوا الاتفاق حول ذلك، وهم الآن يريدونه، أعتقد أن القضية ستنجح بهذه الطريقة».
وبالفعل استأنفت واشنطن محادثاتها مع "طالبان" في 7 ديسمبر 2019 بالعاصمة القطرية، وقال مصدر أمريكي، إن الولايات المتحدة انضمت مجددًا للمحادثات، فى نقاشات تركز على خفض العنف وهو ما يؤدي إلى مفاوضات أفغانية داخلية ووقف لإطلاق النار».
كما أكد سهيل شاهين، المتحدث باسم طالبان، إجراء المحادثات، قائلًا: إنها استؤنفت «من حيث توقفت».

شارك