بالوثائق.. «الإخوان» تخترق ألمانيا وتهدد قيم الديمقراطية
الأحد 15/ديسمبر/2019 - 10:22 م
طباعة
نهلة عبدالمنعم شهد
شهد البرلمان الألماني «البوندستاغ» خلال الآونة الأخيرة الكثير من الأحاديث والتجاذبات الفكرية إزاء أوضاع جماعة الإخوان «أسسها حسن البنّا في مصر عام 1928» بالبلاد، وصاحب ذلك نشر بعض الوثائق الرسمية والمعلومات حول مصادر تمويل الجماعة وعدد أعضائها والمساجد والمراكز التعليمية التابعة لها وعدد العناصر الفاعلة بداخلها.
إذ احتدمت النقاشات الجدلية مؤخرًا على وقع مباحثات الأعضاء داخل البرلمان لخطر تمدد جماعة الإخوان بالمجتمع وإخضاع بعض الجمعيات لسيطرتها المباشرة إلى جانب استمالة المهاجرين الجدد لتقديم نفسها لهم كحاضنة فكرية ومجتمعية أحادية التوجه.
وفي ذات الصدد، طلب البرلماني كريستيان دي فريس، عضو الاتحاد الديمقراطي المسيحي من المجلس المركزي للمسلمين (حزب سياسي ألماني) إعلان أسماء وبيانات الجمعيات صاحبة العضوية بداخله بشكل شفاف، لأن السرية المحيطة بهذا الملف تنذر بالخطر، متهمًا الجمعية الإسلامية بألمانيا بروابط وثيقة مع جماعة الإخوان، وأضاف أن الجماعة التي تم تأسيسها في مصر عام 1928 لا تزال تلعب دورًا كبيرًا في إعادة تشكيل الهوية الأوروبية وفقًا لمعيارها.
وثائق برلمانية
اهتم الموقع الرسمي للبرلمان الألماني خلال الشهور الماضية بنشر وثائق حول الإخوان وأنشطتهم في ربوع البلاد، ومن بين ذلك وثيقة بعنوان «نشاط الجمعيات الإسلامية في ألمانيا» جاء فيها أن التجمع الإسلامي في ألمانيا (مركز أسسه سعيد رمضان في 1985) يمثل أهم وأخطر كيانات الجماعة بالدولة.
إلى جانب ذلك، يعمل التجمع على تمويل أنشطة الإخوان، فوفقًا للوثائق يعد مجال العقارات أبرز المجالات الاقتصادية التي تعمل بها الجماعة.
وأكدت الوثائق أن الدولة تراجع عن كثب جميع تحركات الجمعيات ذات الصلة بجماعة الإخوان أو الكيانات المشتبه بعلاقاتها معهم، وفقًا لأحكام الدستور والقانون، ولكن الإخوان يعملون طبقًا لشبكة من المنظمات غير الهادفة للربح ما يعقد إجراءات المراجعة الدقيقة لهذا التدفق المالي المشبوه.
وفي وثيقة أخرى بعنوان «تهديدات الإخوان للمجتمع الألماني» تم تصنيف خطر الجماعة بأنه يفوق الخطر الذي تشكله «القاعدة» و«داعش» (تنظيمان إرهابيان)، وذلك لعدة أسباب أهمها أن قادة الحركة لديهم مستوى عال من التعليم ومدعومون بسخاء، كما أنهم ممثلون بقوة داخل المجلس المركزي للمسلمين، ويستمدون دعمًا كبيرًا من الدولة التركية وهو ما يتجلى في زيارات أردوغان لألمانيا.
وطبقًا للوثيقة فأن الجماعة الإرهابية لديها العديد من المساجد والمراكز التعليمية ويعمل نحو 50 مركزًا إسلاميًّا لهم في كولونيا، و 14 جمعية، و العشرات من دور للصلاة والعبادة على نهر الراين مثل مسجد المهاجرين في بون، ومسجد أبوبكر وغيرهما من المراكز الخاضعة لسيطرة التنظيم.
وتقدر الوثائق عدد العناصر الإخوانية في ألمانيا بـ1040 عضوًا على الأرجح، مضيفة أن «المركز الإسلامي بميونخ»، و«معهد العلوم الإنسانية الأوروبي يعدان من أبرز المؤسسات التعليمية التابعة للإخوان في البلاد والتي تجذب الكثير من الشباب.
اختراقات متعددة
وفي 14 ديسمبر 2019، أفاد رئيس الإدارة الإقليمية للأمن الداخلي الألماني وخدمة مكافحة الإرهاب، ماير بلاث، بأن الجهود الاستخباراتية للجهات الرسمية كشفت توسع أكبر لشبكة الإخوان في البلاد، محذرًا من نشاط احتكاري تسعى إليه الجماعة للسيطرة على المساجد في ولاية سكسونيا الشرقية.
وحذر ماير، من أن «الإخوان» يعتمدون مؤخرًا على المهاجرين الجدد في دعم توسع شبكتهم بالمنطقة، كما أن خطرهم لا يكمن في الدعوة الصريحة لحمل السلاح باسم الجهاد المزعوم والاشتراك في الجماعات الإرهابية بشكل مباشر، ولكن مشكلتهم الحقيقية في التنشئة على الشريعة المنادية لذلك، بمعنى أن الجماعة تسهم في بناء البعد الفكري والأيديولوجي بما يمهد لسهولة الالتحاق بالمجموعات المتطرفة فيما بعد.
وفي ولاية سكسونيا، ترعى الجماعة بناء العديد من المساجد في مدن مثل: دريسدن، لايبزيغ ، ميسن، ريسا ، بيرنا، باوتسن، فيما لفت «ماير» إلى أن الحاضرين إلى هذه المراكز لا يكون لديهم علم كافٍ عن طبيعة ومغزى هذه المؤسسات ما يعقد الأمور أكثر وينذر بمزيد من المتعاطفين الجدد.