«منتدى الدوحة».. أداة قطرية لدعم «الإخوان» ونظام الملالي

الأحد 15/ديسمبر/2019 - 10:47 م
طباعة «منتدى الدوحة».. دعاء إمام
 
اتخذ النظام القطري الذي يرأسه تميم بن حمد آل ثاني، من منتدى الدوحة لعام 2019، الذي يُعقد في بلاده، منصة للحديث عن دول متهمة بالإرهاب وبحث كيفية إنهاء العقوبات المفروضة عليها، عبر استضافة شخصيات لها صلات وثيقة بجماعات إرهابية، في مقدمتها جماعة الإخوان.
وكعادة المؤتمرات والمنتديات التي تعقدها كل من قطر وتركيا، في مناسبات مختلفة، يظل الهدف واحدًا وهو جمع شتات الإخوان (جماعة إرهابية) في كل الأقطار، وتقديم الدعم للأجندة الإيرانية التي تخدم مصالح النظام القطري، خاصة بعد المقاطعة العربية التي أعلنتها كل من مصر والإمارات والمملكة العربية السعودية والبحرين.


ضيوف الدوحة
حرص النظام القطري على جمع أكبر عدد من الشخصيات المنتمية أو المتعاطفة مع جماعة الإخوان، إذ التقى أمير قطر بفايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، المعبرة عن الإخوان في ليبيا، كما اجتمع أيضًا بوزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، ووزير الدفاع التركي خلوصي أكار، على هامش المنتدى.
ولا تخلو تلك اللقاءات من حديث عن سبل الدعم القطري والتركي للكيانات المعبرة عن جماعة الإخوان، حيث بحث المجتمعون الخطواتِ العملية لتنفيذ مذكرتي التفاهم الأمنية والبحرية التي وقعها الجانبان مؤخرًا، كما تناول مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية والجهود الدولية لحل الأزمة في ليبيا، بحسب ما أعلنت حكومة الوفاق على صفحتها بموقع التواصل الإجتماعي فيس بوك.
كما حضر ضيف الدوحة الدائم، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي سبق وأن تباكى على ما تردد من أنباء بمساعٍ أمريكية لتصنيف جماعة الإخوان وإدراجها على قوائم الإرهاب؛  ليبرز الاصطفاف الواضح بين جانبين يعملان على نشر الأفكار المتطرفة التي تسببت في الفوضى والحروب بالمنطقة، في مواجهة محور عربي يسعى بالتعاون مع المجتمع الدولي لمكافحة الظواهر الإرهابية ومموليها وحواضنها واستعادة الأمن والاستقرار.
وخلال افتتاح المنتدى أعلن تميم بن حمد، اختيار رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، لشخصية العام، لا سيما أن الأخير أعلن عن عقد قمة إسلامية مصغرة في العاصمة الماليزية كوالالمبور 19 ديسمبر 2019، وبحضور ممثلين عن خمس دول هي:  ماليزيا وإندونيسيا وباكستان وقطر وتركيا.
ولا يمكن النظر لاستبعاد كل من مصر والمملكة العربية السعودية من القمة التي تستضيفها ماليزيا بعد أيام، بمعزل عن تصريحات «مهاتير» لقناة «الجزيرة» القطرية، بأن الهدف من القمة مناقشة أوضاع ومشاكل وتحديات الأمة الاسلامية التي تضم نحو 1.7 بليون مسلم، قائلًا عن أسباب تخطي منظمة التعاون الإسلامي ومنظمة دول عدم الانحياز، إنه يؤمن بالبدايات الصغيرة.

إيران وميليشيا العراق على الطاولة
باعتباره فرصة للتشاور بين من تجمعهم مصالح مشتركة، جمع منتدى الدوحة قادة الميليشيات العراقية الموالية لإيران وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، برئيس هيئة الحشد الشعبي (ميليشيات تابعة لإيران) الذي يشغل أيضًا منصب مستشار الأمن القومي فالح الفياض، في العاصمة القطرية بعد أيام من إدراج واشنطن أسماء قادة ميليشيات عراقيين بارزين لتورطهم في قمع الاحتجاجات وقضايا فساد.
وكشفت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء أن اللقاء الذي عقد بين ظريف والفياض بحث آخر التطورات على الساحة العراقية، في وقت استنكر فيه رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي، اللقاء بين «ظريف والفياض» كمحاولة للإفلات من العقوبات الأمريكية المحتملة ضدهم بسبب قتل المتظاهرين العراقيين في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ مطلع أكتوبر الماضي، من خلال التنسيق مع الدوحة بعد أن نجحت وساطات قطرية سابقة في إبعاد أسماء بعض المسؤولين المقربين من طهران عن سلطة القرار في بغداد نظير استثنائهم من العقوبات.

 
فضائح «تميم»
أفاد موقع «قطريليكس» التابع للمعارضة القطرية، أن تكريم تميم بن حمد لرئيس وزراء ماليزيا بعد دفاعه عن إرهاب إيران في منتدى الدوحة، حيث منحه جائزة شخصية العام، يكشف عن نوايا النظام في الدفاع عن حلفائه بمحور الشر الذي يضم تركيا وإيران.
وبحسب الموقع، نفذ رئيس الوزراء الماليزي، ما تم الاتفاق عليه مع أمير قطر، بضرورة الحديث عن العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران وأنها تنتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وفقًا لمصادر خاصة لـ«قطريليكس».
وأكد الموقع القطري المعارض، أن كلمة مهاتير محمد، تضمنت نقاطًا حددها له الديوان الأميري وطالبه «بن حمد» بإدراجها في كلمته بالمؤتمر حيث قال إن ماليزيا ودولًا أخرى فقدت سوقًا كبيرًا بسبب العقوبات المفروضة على إيران، مشددًا على أن مصادر لم يسمها، كشفت أن رئيس وزراء ماليزيا لم يحصل فقط على التكريم بل حصل على العديد من الهدايا الفاخرة والمالية، مضيفة أنها ليست المرة الأولى التي يحصل بها على هدايا من تميم بن حمد بل سبق وأن أهداه  مبالغ مالية في بداية العام.
وركز الموقع ذاته، على أن «بن حمد»، طلب من الدول المشاركة بالمؤتمر التركيز على العقوبات المفروضة على إيران، متجاهلًا الانتهاكات التي قام بها نظام الملالي وعدم احترامه المعاهدات والمواثيق الدولية ودعمها الميليشيات المسلحة في المنطقة العربية في العراق واليمن ولبنان وسوريا.

لعب على المكشوف
في يوليو 2019، استضافت قطر الصف الثاني من جماعة الإخوان، بعد دعوتهم لحضور مؤتمر عالمي عُرف بـ«منتدى الشباب الإسلامي»، إذ واصلت الدوحة دعم التنظيم الدولى للجماعة التى تخدم مشروع نظام الحمدين فى المنطقة.
وكشف تقارير إعلامية عربية عن تحركات تقوم بها الدوحة باحتضانها لمنتدى شبابي يضم قيادات الصف الثاني من جماعة الإخوان في قطر، حيث اختارت المجموعات المشاركة من شباب الجماعة ونظمت لهم ورشًا تدريبية أشبه بمخيمات دعوية وتكوينية لجماعة الإخوان.
وحمل المنتدى السابق شعار «الأمة بشبابها» المستمد من أدبيات جماعة الإخوان، ووضع المنتدى على رأس أولوياته تقوية الشعور بالزعامة والسيطرة على المواقع باعتباره واجبًا دينيًّا وضرورة سياسيَّة ملحة، بدلًا من المراوحة بين التثقيف السياسي والإعلامي الذي ترفعه لافتات المؤتمر.
وحرصت الدوحة على تدريب الشباب المشاركين لمعرفة أساليب صياغة القرارات والموافقات، وكيفية التوصل إلى فرض الرأي وكسب دعم الآخرين للأفكار المطروحة، وهو أسلوب قديم لدى الجماعات المرتبطة بالإخوان التي تدرب عناصرها على خطاب يقوم على جذب الانتباه ومحاولة تمرير المواقف والقرارات بإيهام المشاركين بالطيبة والتدين والجدية.
واهتمت الكيانات المنتمية لجماعة الإخوان بالترويج لمنتدى الدوحة، على ما يعرف بـالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المصنف إرهابيًّا، إذ دعى للمشاركة في المنتدى عبر موقعه الإلكتروني وحسابه في موقع تويتر، رغم عدم وجود صلة رسمية تربطه بالمنتدى.
وجعلت «قطر» من منتدى الشباب الإسلامي، وسيلة لاستقطاب عناصر شبابية من دول أخرى للانضمام للتنظيم الإرهابي، في محاولة لإعادة الروح له وضمان استمراره في ظل محاصرته دوليًّا، إذ تعتبر سلاحًا بيد تنظيم الحمدين لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
ولم تكتفِ قطر بتدريبات لأساليب التسلل إلى المؤسسات والتحكم فيها، بل تمت محاكاة أوسع لأعمال القمة الإسلامية، أي لعب أدوار القادة والزعماء في تجهيز مشاريع القرارات، وفي مرحلة ثانية التدرب على اعتماد وإعلان تلك القرارات، وهو ما يعني التدرب على اختراق بعيد المدى، وهو أمر يمكن النظر له بحسن نية إذا لم تكن إقامته في الدوحة وفي ظل حضور علني ومستتر من الإخوانجية المدعومين من قطر.

شارك