بهجمات غير نمطية.. «داعش» يهدد بإفساد «الكريسماس الأمريكي» انتقامًا للبغدادي
الإثنين 16/ديسمبر/2019 - 01:14 م
طباعة
أحمد سلطان
نهاية إحدى ليالي الخريف الباردة، تجمع عدد من الأمريكيين بقاعة للحفلات في ولاية لاس فيجاس الأمريكية، بدأت أصوات موسيقى الكانتري تدوي داخل القاعة الصغيرة، إلا أن قطعتها أصوات إطلاق النيران، والصراخ الذي غطى على ضجيج الاحتفال.
لم تكد الليلة تمر، حتى أعلن تنظيم داعش، أن أحد عناصره مسؤولًا عن ثاني أكثر الهجمات دموية في تاريخ الولايات المتحدة، موضحًا أن هجوم لاس فيجاس جاء انتقامًا للدور الأمريكي في طرد التنظيم من معاقله بسوريا والعراق.
قبيل ذلك الهجوم بأيام قليلة، بثت عدد من القنوات الداعشية على تطبيق تيليجرام للتواصل الاجتماعي دعوات؛ لاستهداف الرعايا الأمريكيين، وشن هجمات داخل الولايات المتحدة - بحسب وصفهم.
نجحت الدعاية الداعشية في تجنيد «ستيفن بادوك»، الذي اعتنق الإسلام قبيل الهجوم بفترة وجيزة، ومن ثم خطط لتنفيذ هجوم لاس فيجاس.
خلال الفترة التي تلت الهجوم، واصلت الآلة الدعائية للتنظيم الإرهابي نشر تصميمات وكلمات صوتية، ومقاطع مرئية تحرض على تنفيذ الهجمات الإرهابية داخل الولايات المتحدة، وتشرح طرق تصنيع المتفجرات وتصنيع السلاح.
ما بعد البغدادي.. داعش والإرهاب غير النمطي
عقب مقتل زعيم تنظيم داعش السابق، أبي بكر البغدادي أكتوبر 2019، بثت المنصات الإعلامية التابعة لداعش سلسلة جديدة من التحريض على استهداف المواقع والمنشآت الأمريكية؛ انتقامًا لمقتل زعيمهم على أيدي وحدة خاصة من قوات دلتا فورس الأمريكية.
وتزايدت الدعوات لتنفيذ الهجمات الإرهابية مع اقتراب موسم أعياد عيد الميلاد «الكريسماس»؛ إذ نشرت مؤسسة مناصرة لداعش «غير رسمية» حوارًا مع من يُعرف بأمير المؤسسات الإعلامية المناصر لتنظيم داعش.
خلال حواره الذي نُشر كتابةً، توعد أمير المؤسسات المناصرة لداعش بتنفيذ هجمات إرهابية داخل الولايات المتحدة، قائلًا: «إن الولايات المتحدة على شفا الهلاك، وإن رايات العُقاب السوداء سترفرف فوق البيت الأبيض».
كما دعا التنظيم الإرهابي عبر قنواته على تطبيق تيليجرام إلى اغتيال المسؤولين الأمريكيين، والقادة والمسؤولين العسكريين.
ونشرت قنوات تابعة لداعش تصميمًا يظهر أحد مسلحي التنظيم الإرهابي، وبحوزته سكين بينما ركع تحت قدميه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كما دعا التنظيم الإرهابي لاستعمال المناطيد الطائرة «البالون» في تنفيذ هجمات غير نمطية عبر استخدامها في التحليق في الجو، وإسقاط القنابل أو العبوات الناسفة على الأماكن الحيوية كمبنى البيت الأبيض «مقر الرئاسة الأمريكية».
ووضع عناصر التنظيم الإرهابي عددًا من الإرشادات لتنفيذ الهجمات الإرهابية، من بينها استعمال الشاحنات في عمليات الدهس، وإشعال الحرائق في مناطق الغابات، واستهداف محطات الوقود وإضرام النيران فيها.
الذئاب المنفردة.. حربة داعش في قلب أمريكا
نشرت صحيفة النبأ الداعشية، قبل عدة أسابيع، سلسلة من النصائح للذئاب المنفردة في الولايات المتحدة والدول الأوروبية، حول تنفيذ الهجمات الإرهابية والانسحاب بأمان من موقع الهجوم.
وحرض «داعش» منذ إطلاق التحالف الدولي لحرب تنظيم داعش «معروف بالعزم الصلب وتأسس في 2014» أنصاره إلى شن هجمات بتكتيك الذئاب المنفردة؛ لتخفيف الضغط عن مقاتلي التنظيم في سوريا والعراق وليبيا، وأفغانستان.
وزادت وتيرة التحريض، خلال الأسابيع الماضية، تزامنًا مع اقتراب أعياد الكريسماس، الذي يعتبره «داعش» فرصة سانحة لتنفيذ هجمات دموية.
وخطط عدد من ذئاب داعش المنفردة لتنفيذ هجمات في موسم أعياد الميلاد، ونجحت السلطات الأمريكية في القبض على أحدهم ويدعى زكاري كلارك، أواخر نوفمبر الماضي، بعد أن شارك في إعداد مخططات لتنفيذ هجمات إرهابية داخل الولايات المتحدة، إضافةً لتقديمه الدعم لمناصري داعش.
الشبكات الداعشية ومحاولة اختراق الحدود الأمريكية
بحسب تقرير سابق، فإن عناصر ديوان الأمن العام الداعشي خططوا بمساعدة أمريكي من نيوجيرسي؛ لتهريب مقاتلين أمريكيين من سوريا إلى المكسيك، واستغلال حدود الولايات المتحدة مع المكسيك في تنفيذ هجمات إرهابية.
للمزيد: «كندي» يكشف أسرار خطة «داعش» لاختراق الحدود وشن هجمات في أمريكا
وشارك داعشي يدعى أبوهنريكي الكندي (معتقل لدى قوات سوريا الديمقراطية حاليًّا «قسد») مع عدد من المقاتلين الأمريكيين، من بينهم أبو آدم الأمريكي وأبو إلياس الأمريكي في وضع خطة اختراق الحدود وتنفيذ هجمات ضد مؤسسات «مالية» داخل الولايات المتحدة.
وكان مقررًا أن يتم إرسال عناصر داعش الذين سينفذون الهجمات إلى «بورتوريكو» وهي جزيرة في البحر الكاريبي، ومنها إلى المكسيك، ثم الدخول منها تهريبًا إلى الولايات المتحدة، لكن الخطة لم تكتمل لأسباب متعلقة بالمقاتلين المشاركين في التنفيذ.