«فدائيان إسلام».. جماعة الإرهاب الشيعي المدعومة من الإخوان
الثلاثاء 17/ديسمبر/2019 - 01:02 م
طباعة
إسلام محمد
تعد جماعة «فدائيان إسلام» أولى جماعات الإرهاب الشيعي التي ظهرت في إيران، والتي تلقت دعمًا كبيرًا من جماعة الإخوان الإرهابية في مصر، وقد ارتكبت الجماعة عمليات اغتيالات عديدة بناء على فتوى المراجع الشيعية المتعصبة.
وقد زار مؤسس الجماعة «مجتبى مير لوحي نواب صفوي»، جماعة الإخوان في مصر يناير عام 1954، وقابل القياديين في جماعة الإخوان «سيد قطب وعمر التلمساني»، وغيرهم، في نفس يوم إعلان حكومة الثورة حل جماعة الإخوان.
وارتبط صفوي، مع الإخوان بعلاقة وثيقة فعندما زار فرعهم بسوريا، وأثناء لقائه بمراقب الجماعة مصطفى السباعي، قال: «مَن أراد أن يكون جعفريًّا حقيقيًّا فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين»، داعيًا الشيعة للانضمام للجماعة السنية التي كانت تعتبر «فدائيان إسلام» بمثابة أحد فروعها رغم الاختلاف المذهبي.
ونفذت الحركة الإيرانية محاولات اغتيالات عديدة كان أولاها محاولة قتل الكاتب أحمد كسروي بناء على فتوى من الفقيه الشيعي عبدالحسين الأميني، فأطلق صفوي عليه النَّار لكنه لم يقتله، واعتقل لفترة ثم أُطلق سراحه، بعد وساطة بعض مراجع الشيعة في النجف بالعراق (تقع في الجنوب الغربي للعاصمة بغداد).
وظل قتل الكسروي هدفًا للجماعة المتطرفة، لأنه كان يهاجم تشدد مراجع الشيعة ويفند آراءهم ويناقش مقولاتهم بالمنهج العلمي واستطاع تكوين تيار ضم الآلاف من الشباب المتعلم في المدن، وكان أستاذًا في جامعة طهران، وتولى عدة مناصب قضائية، أبرزها المدعي العام في طهران، وكان يكتب المقالات باللغة العربية، والتركية والإنجليزية، والأرمينية والفارسية، والفارسية القديمة "البهلوية" وله كتب كثيرة عديدة.
والتقى صفوي بكسروي عدة مرات لكنه لما فشل في إقناعه قرر قتله ونجح فيه بالفعل عن طريق بعض أتباعه، وكان سن الكسروي حينها 57 سنة.
وكانت المنظمة الإيرانية تعتبر نفسها مكلفة بعقاب من يختلفون مع مراجع الشيعة حتى أنهم حاولوا منع وصول جنازة الشَّاه الأب رضا بهلوي عام 1944، لكن الحكومة نجحت في اعتقال غالبية أعضاء "فدائيان الإسلام"، وكان ذلك خلال فترة حكومة مصدق لكن من بقوا في الخارج استمروا وحاولوا اغتيال رئيس الوزراء الإيراني حسين علاء فاعتقلت الحكومة جميع قادة المنظمة وعلى رأسهم نواب صفوي، وأعدمتهم في يناير 1956.
وتفتتت المنظمة بعد إعدام قادتها إلى أن ظهر الخميني على الساحة في بداية الستينيات وتجمع حوله عدد منهم، ولما قررت الحكومة ترحيله في نوفمبر 1964، جاء الرد من أبناء المنظمة باغتيال رئيس الوزراء حسن علي منصور بعد أسبوعين من نفي الخميني بناء على فتوى من المرجع محمد هادي ميلاني بحسب ما أعلن حينها.
ولما نجحت الثورة الإيرانية عام 1979 كان العديد من عناصر المنظمة السابقين من المقربين للخميني، وأشرفوا على تشكيل ميليشيات الحرس الثوري (منظمة إرهابية) الذي يعتبر امتداداً للحركة، والذي اسندت له مهمة تشكيل ودعم الأذرع الإرهابية وتصدير الثورة حول العالم.